الاخوة جميعاً لماذا ينقلب النقاش الجاد الى هرج و مرج و نبز بالالقاب ورمي وقذف واستهانة بالاخرين واستخفاف واستهزاء .. لندخل جميعاً في حوار علمي منطقي يعتمد على الحقائق بدون تعصب لجهة على حساب الاخرى.. على ان يكون حوارنا وفق الثوابت الاساسية في الواقع السياسي كعلم سياسي يعتد به لدى اصحاب الاختصاص و كتطبيق ..
الاخوة انصار المجلس الاعلى ..
السيد المالكي هو الذي يمسك برئاسة الوزراء اليوم وبقبضة من حديد وصدقوني لن يفلتها من قبضته خلال فترة ولايته هذه حتى ولو تحالفتم مع السيخ والهندوس والدلاي لاما ..
لأن المالكي قد بدأ يتقن اللعب مع الكبار ويعرف كيف يخلق الظرف السياسي .. فهو الذي جعل من التيار الصدري و منكم سلماً الى السلطة على الرغم من ان التيار الصدري لم تكسر هيبته و يرغم انفه الا على يدي المالكي بصولة الفرسان .. وعلى الرغم ,كذلك , من معرفتكم التأريخية بحزب الدعوة وتقلباته و انشقاقاته و توجهاته التي تنأى به بعيداً عن قيود المرجعيات الدينية و الثوابت المذهبية .. ومع ذلك فقد سخرت كل جهود ائتلافكم لصعود المالكي الذي رتب اوراقه داخل العراق وخارجه ( دون الحاجة الى ذكر التفاصيل ) .. وهذا يشير الى اتقان المالكي لسبل العمل السياسي مقابل ضعف قياداتكم في هذا الجانب .. والرجاء من الاخوة ان لا يستخدموا مصطلح ( لا اداهن في ديني ) الذي عبر به الامام امير المؤمنين فسياسته صلوات الله عليه مفقودة لدى جميع ساسة العراق سواء كان المالكي او السيد عمار الحكيم او الجعفري والكل في فلك المداهنة وعالم الموائد المستديرة والمحاصصات السياسية والتوافقات مداهن دون فضل لأحد على الاخر..
والسياسة العراقية اليوم هي سياسة مصحلية تعتمد مبدأ انقاذ الواقع العراقي لا تتقيد كثيراً ولربما مطلقاً بالضوابط الشرعية التي احاط الامام امير المؤمنين سياسته بها
والمالكي هو الذي زج بورقة طارق الاموي لكي يجهض المشروع العروبي التكفيري البعثي السني بعيد رحيل قوات الاحتلال الاميركي .. فظهر الرجل قوياً يرعب اعداءه في القائمة العراقية ملوحاً لهم بمصير يشبه مصير طارق الاموي فكان ظرفاً سياسياً مالكياً بأمتياز ..
خصوصاً وانه لم ينس ان يحتفظ بالمقدرات الامنية للحكومة بيده لكي يضمن عدم استغلال اي جهاز عسكري او امني لزعزعة استقراره الشخصي على كرسي رئاسة الوزراء .. بعدما احاط مؤسسات حكمه بلوائين هما لواء 56 ( لواء بغداد ) ولواء 57 اللذان يعتبران الاقوى من بين جميع الاجهزة الامنية ولربما العسكرية في العراق بصلاحياتهما الواسعة و مساحة تنفيذهما للعمليات الامنية والاستخبارية والعسكرية التي لا تنحصر في بغداد وحدها ..
وبهذا يكون المالكي قد زج بورقة سياسية خلق بها ظرفاً يقاوم به ظروف الصراع التي تحيط بالعملية السياسية في العراق بما يخدم بقاءه متحكماً في مقدرات السلطة ..
ولولا الخوف من الاطالة المملة لعددت لكم باقي اوراق المالكي السياسية التي خلق بها ظروف معادلة الصراع السياسي في الساحة العراقية .. و التي بمقدوره ان يستغلها لضرب تحالفاتكم الهجينة الغير متجانسة في الزمان والمكان المناسبين.
لكن ما ذكرته لكم يكفي لأن اخبركم انه لاخوف من تحالفاتكم بمقاعدكم المتواضعة التي بدأت تتشضى شيئاً فشيئاً في ان تسقط المالكي ..
وانما الخوف في ان تجعلوا من انفسكم مرقاة لأعداء الشيعة ليصعدوا ثانية على السطح السياسي بعدما اغرقهم المالكي بحزمة من المشاكل ابتدأت من انشقاقات القائمة العراقية ولم تنتهِ بفضيحة طارق الاموي ..
الخوف ايها الاخوة من ان تصبحوا ابواقاً من حيث لا تشعرون لحلفاء المائدة المستديرة التي دعا لها السيد عمار الحكيم والتي لن يحصل بحسب قانونها الا على فتات بحجم كراسيه التي ضعضعها جداً هادي العامري فيما سوف يكون النصيب الاكبر ( على فرض تحقيق نتائجها ) لضحايا صولة الفرسان و الائتلاف العروبي السني البعثي والتحالف الكوردستاني .. وكل طرف هو امر عليكم من ضيم المالكي.
اخوتي لكم ان تنتقدوا سوء الخدمات في العراق والتي لطالما انتقدناها في كثير من المقالات والمواضيع و لطالما اشرنا الى تقصير المالكي في كثير من الجوانب الامنية والخدمية في العراق ..
لكن المشكلة في الظرف الراهن .. نحن امام حالة احتضار على يد المالكي للمشروع العروبي التكفيري الارهابي الذي تعترفون بضعفه التدريجي فما هو السر في ركضتكم واقرانكم اللدودين الى اربيل ؟؟
اهو محاولة لأنعاش خصم يربطكم به عدو مشترك ؟؟...
والا , فعلى حد علمي ان ركضة طويريج تقام في كربلاء لا في اربيل ...