قصتي مع هذه اللوحه .. مثلما كان وعدي لـ في الروح تسكن
بتاريخ : 09-05-2012 الساعة : 07:50 PM
اللهم صل على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد ما احاط به علمك واحصاه كتابك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في موضوع للاخت العزيزه (في الروح تسكن ) كانت لها مع لوحاتها حكايات وتكلمت عن مكانة هذه اللوحات في نفسها وما تحملته من مضاضة توصيلها للبيت وقلت لها اقدر ما شعرتي به لآني مريت بنفس التجربه وطلبت مني ان اسرد لها القصه
حاولت ان اكتب بذات موضوعها قصة لوحتي ولكن شعرت انها تستحق ان تكون موضوع منفصل لما تحمل هذه القصه من معاني عظيمه
تاريخ القصه طويل جدا يرجع الى تقريبا 17 سنه كنت في العراق في زمن الطاغيه لعنة الله عليه وحيث ان اكثر العوائل كانت تأن وتذرف الدموع دما على اولادها المفقودين جراء
الاعتقالات بعد الانتفاضه الشعبانيه كنت انظر الى ام صديقتي وهي تذوب كالشمع اماما ناظري وهي تبكي الليل مع النهار على ولدها المفقود
وكثير من الامهات ماتن بحسرة اولادهن من الخوف ان يكون ولدها ضمن المظلومين المدفونين في المقابر الجماعيه او ضمن المعذبين في قعر السجون (لعنت الله على صدام )
كانت لي صديقه في مصر وبعد ان حكيت لها قصة ام صديقتي قالت اعطيني اسمه وسأسال اخي ان كان يستطيع ان يأتي بخبره لانه عنده صديق يشتغل في رفحا حيث كان هناااك اعداد هائله من الاسرى العراقين والعوائل النازحه
مضت الاشهر قاربت الثمانيه واذا برساله تصل على عنواننا من ولدها المفقود ويطمئن اهله انه بخير ويحمد الله انه اصبح يملك عنوانا لمراسلتهم ...طبعا لن اطيل كان يوم لا ينسى جمع الفرح والزغاريد والملبس والحلويات واطنان الدموع حيث اغمى على ام صديقتي من المفاجئه لانها ماكانت تعلم بما فعلت انا
خلاص بعدها تركت انا العراق وسافرت بقيت عشر سنوات ما دخلت العراق السنه الماضيه توفقت ان اكون ضمن المشايه في اربعينية سيد الشهداء عليه السلام وبطبيعة الحال زرت بيت صديقتي وأول ما دخلت بيتهم لا اعرف بماذا شعرت لما شاهدت هذه اللوحه معلقه
على الحائط شعور عجيب خصوصا اني جدا متعلقه بشخصية الامام الخميني رحمة الله عليه واكثر عجبا ً اني جدا احب اقتني صورته وهو لا يرتدي العمامه اشعر بأبوته اكثر بنفسي بقيت اسلم على الناس وعيني معلقه على الصوره حبيتها بشكل عجيب وتمنيت من كل قلبي ان امتلك هذه الصوره
سألت على اخوهم الأسير قالواا رجع وتزوج وهو بخير كثير
قاربت رحلتي على النهايه زاروني صديقتي واهلها مودعين في بيت اهلي ومعهم هذه اللوحه هديه من اخوهم الاسير فهو الذي رسمها بنفسه لما كان في مخيمات رفحا في
السعوديه حيث اختزل بين الوانها مرارة الاسر والفراق والحزن وشجاعة المبدء والولاية لعلي ابن ابي طالب صلواة الله عليه وسلامه ورفع اعلام شيعة علي في وسط رفحا حيث
الوهابيه وهم السلطان وقتها عليهم برسم صورة الامام الخميني بالذات دونا عن الجميع لما يحمله الوهابيه من بغض لهذا العبد الصالح
لا اعرف وصف شعوري من شدة الفرح ياااااااااالله سبحان الله ما اعزها من هديه واغلاها مع الملاحظه انه اتم رسمها لما رجع للعراق وعلقها في البيت
فكنت اعتني بهذا اللوحه من ارض كربلاء الى مطار اربيل في الشمااال حدود 9 ساعات بين الزحام وغيره وثم الى الطياره وانا ارفض ان تكون اللوحه مع الشحن وفي الطيارة
وقفت اخي عليها شرطي حتى لا يترك مجال للمسافرين ان يضعوا امتعتهم بقربها حتى اني كنت اتوسل لهم من شدة الاحراج اقول لهم صورة والدي فكانت مغطاة بطبيعة الحال
الى ان وصلنا وركبنا القطااار وثم السياره ووصلت للبيت شعرت اني خفت عليها اكثر من نفسي !!! اصبحت لي محراب اتزود منه الطاقه كلما عاندتني نفسي وقسا قلبها او
تعذبت من ظلم من حولها اوحتى في لحظات استمتاعها في مناجاتها مع دعاء الندبه صرت اتحدث مع اللوحه واجد فيها الدفئ في لحظات الحنين
وهذه حكايتي مع هذه اللوحه ...عذرا على الاطاله ولكن وديت ان اذكر ...
لعل الانسان يشعر بطعم رد الجميل وحلاوة الوفاء لموقف من المواقف ويشعر بأنه سعيده سعاده لا توصف وهي فانيه
فماذا عسااااااااااااااااااه ان يشعر عندما يرى ماذا اعده له الله من ثواب وجنان وهي باقيه
فأذكركم ونفسي ان نزرع اخرتنا بكل انواع الثمار في هذه الدنيا حيث هنااااك الراحه الابديه