التقيته على شُرفة سفينة الضباب كان قد أوصد بوابة قلبه سنيناً عجاف.
مد يده الى جيب معطفه فأخرج لفافة تبغ ٍ
حاول اشعالها لكنها سرعان ماسقطت من يدهِ المرتجفه . رفع طرفه إليّ وانشد يقول :
اشعل لفافة تبغٍ وغني لنا ... لوناً من الريف من الوان قريتنا
أردفتهُ سائلاً
وكأنك تحب الشعر ؛؟ أطرق قليلا ثم قال :
بل انا شاعر جاء يبحثُ عن الصدق ؟
رسم الصمت على شفتيّ ابتسامة ساخرة تجلببت بحياء حزن مقيت , ثم أطرقتُ سمعيه ,
وهل وجدت ضالّتك....؟ فقال بلا
التقيته فوجدته خفيف الضل غريبة الاطوار ,حزين كحزن يعقوب يشوبهُ ألم كبير
تتراقص بين عينيه دموع لم اعهدها من قبل , لكنه متطلع للأمل رغم جراحه التي لم تندمل بعد.
فقلتُ هلي ان اسال ؟ قال سل
قلتُ وهل لك ان ترى الصدق باُمّ عينك.
قال : ان كنّا لانراه فعلينا ان نتحسسهُ .
فقلتُ اكمل ياسيدي . فإن بي رغبة سكرى لنشوة حديثك .
ضحك بصوتٍ مرتفعٍ وقال :
عَلَي الذهاب لأعود إليك بعد حين .
فالتزمتُ مكاني ولم اُحرّك ساكنا علّهُ يعود.......