قد تكون كلمة "بوتان" مشتقة من الكلمة السنسكريتية بو-ؤوتان (भू-उत्थान؛ الأراضي المرتفعة). أو قد تكون أشتقت من بوتا-أنتا، والتي تعني (भोट-अन्त؛ عند نهاية تبت)، حيث أن بوتان توجد في الطرف الجنوبي من التبت. عرفت بوتان على مدى التاريخ بعدة أسماء مثل لو-مون والتي تعني (بلاد الجنوب المظلمة)، لو تسيندينيونغ (بلاد السند الجنوبية)، لو-مين خازي (البلاد الجنوبية ذات الأطراف المترامية) ولو-مين-يونغ والتي تعني (البلاد الجنوبية ذات الأعشاب الطبية).
[عدل] التاريخ
تم العثور على أدوات وأسلحة حجرية وفيلة وبقايا هياكل حجرية كبيرة تقدم أدلة على أن بوتان مسكونة منذ 2000 قبل الميلاد تقريباً، رغم عدم وجود سجلات منذ ذلك الوقت. اقترح المؤرخون نظرية بوجود دولة لومون (حرفيا "الظلام الجنوبي"، كدلالة على وجود دين مون المحلي) أو مونيول ("أرض الظلام" في إشارة إلى مونبا وهم الشعب الأصلي في بوتان) والتي قد تكون تواجدت بين 500 قبل الميلاد و 600 ميلادي. تم العثور على أسماء لومون تسيندنجونغ (بلاد خشب الصندل) وخاشي لومون أو مون الجنوبية (البلد ذو الأربعة طرق) في السجلات التبتية والبوتانية القديمة.[7]
أقدم حدث مسجل في بوتان هو مرور القديس البوذي بادما سامبافا (المعروف أيضاً باسم غورو رينبوشي) عام 747.[8] تاريخ بوتان مبكر غير واضح، لأن النيران دمرت معظم السجلات في العاصمة القديمة بونخا في 1827.[9] بحلول القرن العاشر تأثر التطور السياسي لبوتان بتاريخها الديني. برزت العديد من المجموعات الفرعية المختلفة من الطوائف البوذية والتي رعاها أمراء الحرب المغول. بعد تراجع نفوذ المغول في القرن 14، تنافست هذه الطوائف الفرعية مع بعضها البعض من أجل التفوق على الساحة السياسية والدينية مما أدى في نهاية المطاف إلى هيمنة طائفة دروكبا في القرن 16.
حتى أوائل القرن السابع عشر كانت بوتان عبارة عن خليط من الإقطاعيات المتناحرة، حيث كانت المنطقة موحدة تحت إدارة اللاما التبتي والقائد العسكري شابدرونغ نغاوانغ نامغيال الذي فر من الاضطهاد الديني في التبت. للدفاع عن البلاد ضد الغزوات التبتية المتقطعة، قام نامغيال ببناء شبكة الدزونغ (الحصون) المنيعة، وأصدر القوانين التي ساعدت على إخضاع القادة المحليين للسيطرة المركزية. لا تزال العديد من هذه الدزونغ قائمة وتعمل كمراكز دينية ومراكز إدارة محلية. سجل البرتغالياليسوعي إستفاو كاسيلا وكاهن آخر كأول الأوروبيين زيارة لبوتان في طريقهم إلى التبت. اجتمع الاثنان مع نغاوانغ نامغيال وعرفاه على البارود والأسلحة النارية والمقراب وعرضا عليه خدماتهما في الحرب ضد التبت، لكن شابدرونغ رفض العرض. بعد إقامة ما يقرب من ثمانية أشهر كتب كاسيلا رسالة طويلة من دير شاغري للإبلاغ عن أسفاره. هذا التقرير من بين الوثائق النادرة حول شابدرونغ.[10]
بعد وفاة نامغيال في 1651، انحدرت بوتان إلى حرب أهلية. مستفيدين من الفوضى، هاجم التبتيون بوتان في 1710 ومرة أخرى في 1730 بمساعدة المغول. أحبطت كل الاعتداءات بنجاح وجرى التوقيع على الهدنة في 1759.
تونغسا دزونغ.
في القرن 18 غزت بوتان واحتلت مملكة كوتش بيهار إلى الجنوب. في 1772، طلبت كوتش بيهار مساعدة شركة الهند الشرقية البريطانية التي نجحت في طرد بوتان، وفيما بعد في مهاجمة بوتان نفسها في 1774. تم التوقيع على معاهدة السلام التي وافقت فيها بوتان على التراجع إلى حدودها ما قبل 1730. ومع ذلك فإن السلام الهش والمناوشات على الحدود مع البريطانيين استمرت لمدة 100 سنة قادمة. أدت هذه المناوشات في النهاية إلى حرب دوار (1864-1865) وهي مواجهة من أجل السيطرة على دوارات البنغال. بعد خسارة بوتان للحرب، تم التوقيع على معاهدة سينشولا بين الهند البريطانية وبوتان. كجزء من تعويضات الحرب تم التنازل عن الدوارات إلى المملكة المتحدة مقابل إيجار 50,000 روبية. وانتهت جميع الأعمال العدائية بين الهند البريطانية وبوتان.
خلال سبعينات القرن التاسع عشر أدى الصراع على السلطة بين الوديان المتنافسة بارو وتونغسا إلى حرب أهلية في بوتان مما أدى في نهاية المطاف إلى صعود يوجين وانغشوك بونلوب (حاكم) تونغسا. من قاعدة نفوذه في بوتان الوسطى هزم يوجين وانغشوك خصومه السياسيين ووحد البلاد في أعقاب حروب أهلية وثورات عدة في الفترة 1882-1885.
خريطة بوتان.
كان عام 1907 مصيرياً في تاريخ البلاد حيث اختير يوجين وانغشوك بالإجماع ملكاً وراثياً في البلاد من قبل جمعية من كبار الرهبان البوذيين والمسؤولين الحكوميين ورؤساء الأسر الهامة. اعترفت الحكومة البريطانية على الفور بالملكية الجديدة وفي عام 1910 وقعت بوتان على المعاهدة التي "سمحت" لبريطانيا العظمى "بإرشاد" السياسة الخارجية لبوتان. في الواقع، لم يعن هذا الأمر كثيراً نظراً لتحفظ بوتان التاريخي. كما لا يبدو أنه طبق على علاقات بوتان التقليدية مع التبت.
بعد أن حصلت الهند على استقلالها من المملكة المتحدة في 15 أغسطس 1947، أصبحت بوتان واحدة من أوائل البلدان التي تعترف باستقلال الهند. وتم التوقيع على معاهدة مماثلة لتلك التي في عام 1910 مع بريطانيا فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية لبوتان في 8 أغسطس 1949 مع الهند المستقلة حديثاً.