بين الامام المهدي و إيران الخوف من القتل و الحماية
بتاريخ : 13-04-2012 الساعة : 01:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و ال محمد
صلى الله عليك يا سيدي و مولاي يا محمد المهدي
لقد ذكرت الروايات الشيعية عدة أسباب لغيبة مولانا الامام المهدي عليه السلام فتناولت أسبابا شتى و احد اسباب غيبته عليه السلام " خوفا على نفسه من القتل " ، فإننا لو درسنا الظرف الّذي ولد فيه الامام عليه السلام لوجدناه ظرفا قاسيا مؤلما ، عانى منه آباؤه عليهم السلام حتى قضوا شهداء على أيدي حكام الظلم و الجور .
و بما أنه عليه السلام البقيّة الباقية من العترة الطاهرة و آخر الأئمة المعصومين و المنفذ للوعد الالهي كان لا بُد له و لسلامة قيامه و هدفه أن يتوارى عن الأنظار فكانت الغيبة الصغرى التي دامت 69 عاما و تبعتها الغيبة الكبرى التي ما زالت مستمرة حتى زماننا هذا ، فالامام عليه السلام وجوده مرتبط بهذا الهدف و هو قيام الدولة الالهية العادلة في آخر الزمان و هذا ما يعترف به جميع المذاهب ، فكان لا بُدّ له ان يغيب و يتوارى عن الانظار .
لكن هناك سؤال يُطرح انه هل خوفه من القتل السبب الوحيد لاستمرار غيبته و استتاره عنا مع وجوده بيننا ؟ أم أنّ هناك أسبابا أخرى تحول دونه و دون تحقيق هذا الوعد الالهي العظيم ؟
حتى نجد الاجابة على هذه التساؤولات لا بُدّ لنا من أن نرجع و نُراجع هدف الامام المهدي عليه السلام و نعي حجمه و قدره حق المعرفة حتى نحيط به من جميع حيثياته ، فإذا عدنا و راجعنا نجد أن هدفه عليه السلام " اقامة دولة العدل الالهية " ، لكن قيام أي دولة و حتى يستطيع قائدها اقامتها الا يجب ان يكون هناك ارضية مناسبة و ظروف مآتية لاقامتها حرصا على النجاح .
و الارضية مما تتكون :
1- من أنصار و أعوان مخلصين عاملين .
2- ان يكون الوضع العالمي مؤاتيا و مناسبا للبدء بهذه النهضة و هذا انما يتحقق بيأس الانسان من حركات التغيير العالمية على انواعها و تيقنه فشلها لعدم تحقيقها متطلبات البشرية من استقرار و امان جسدي و نفسي و عدم وجود العدل و شيوع الفوضى .
فمع انتقاض أحد هذين الشرطين لن يتحقق الهدف فإذا هذان السببان هما العلة التامة لتحقيق الهدف .
و الا فعلى فرض قيام الامام المهدي بحركته و انتفاضته في الوقت الغير المناسب لن يبوء الا بالفشل الذريع و اطفاء اسمه و ذكره و حركته .
فإذا الآن و على فرض انتفاء علّة الخوف بمعنى الخوف من القتل عن سبب غيبته عليه السلام مع انها حقيقة موجودة و خرج الامام و قام و ثار على ما ستنتهي حركته ؟ هل سينجح ام سيفشل ؟ هل هذان الشرطان المتقدمان تحققا ام بعد ؟
فإذا علة غيبة الامام المهدي ليست خوفه من القتل فقط بل أكثر من ذلك فإننا سنلتزم بما تفضل به سماحة المرحوم اية الله السيد محمد رضا الشيرازي و نوسع مفهوم الخوف من الخوف على النفس الى الخوف على الهدف و القضية و المهمة مثل ما حدث مع نبي الله موسى عليه السلام حبث يبين الله تعالى حاله قائلا: " فأوجس في نفسه خيفة موسى " و يفسّر معنى هذه الاية أمير المؤمنين عليه السلام بأنه خاف من غلبة الباطل و تضليل الجهالة ، يقول عليه السلام: " لم يوجس موسى خيفة على نفسه و أشفق من غلبة الجهال و عدل الضلال "، و بناءا على هذا يصح شرح معنى الخوف بما ذكرناه و المقام هنا يقبله و نجمع بين الاحتمالين انه كان خائفا من القتل لان في قتله قتل الرسالة المحمدية و عدم اتمام المهمة السماوية .
النتيجة أن علّة غيبته ليست فقط الخوف على النفس بل هي أكبر و أعمق من هذا و الا حتى لو على فرض تحققت مقولة تأمين الحماية مع الظهور المبارك فكيف سينفع الهدف هذا الامر أم أنه بهذه الخطوة يكون قد قضى على مشروعه الالهي ، بالاضافة الى ان الامام المهدي ليس بضائع و يجري البحث عنه ، أو أنه مختفي في مكان معلوم عند البعض و لكن هو لامر نفسي لا يريد ان يكون تحت حماية احد .