في ذكرى وفاة الإمام القاسم عليه السلام
22/ جمادى الأولى / السبت / 1433هـ
غريب سورى*
هذه بساتينُ الكلامِ تؤبّنكْ........
وتصيرُ زقزقةً , طيورها سوسنكْ
وفتنْتها طول الرحيلِ الى العلى......
وخطاك شاهدةٌ بأنها تفتنك
إذ طاف حولك ما يسرّ من الرؤى...
حبٌّ أسيرٌ في جلالك يعلنك.....
وطنٌ غريبُك لم يزلْ متغرباً....
في اللازمان , وأنت نفسُك موطنكْ
ووقفت في أقصى المدينةِ خائفاً.....
وأمانها للآن دعوى تسكنكْ
عجباً لشخصك لا يموتُ حضورُه...
ومداك في وسعِ البقاءِ وأزمنُكْ
وأراك في تاجِ النبوّةِ واقفاً......
من نبعِ طه لا يُدانى معدنُكْ
إذ أنت عتّقْتَ السؤالَ وترجمتْ....
ما لا يُباحُ من الحقيقةِ أعينُكْ
أبزغتَ من صلبِ الرسالةِ موعداً.....
وأتتك سورى كالغريبِ لتقطنُكْ ؟
من كان آتٍ منكما , لجوارِه....
خوفُ المدينةِ أم حماكَ ومأمنُكْ ؟
يا أيها الساقي يداك حقيقةٌ....
والوهمُ إنّ الدهرَ يوماً يوهنُكْ
فوعاءُ مائِك لا يزالُ نميرُه....
ونداءُ جرحِك بالتغرّبِ يطعنُكْ
لكنّ حبَّكَ في المؤجّلِ نسمةً......
رقّتْ تفوحُ بما رواها ممكنُكْ
فدفنْتَ في نبضِ القلوبِ، فما نرى....
أنّ المقابرَ تستطيعُ فتدفنُكْ
هذا بكاؤك في دماءِ قلوبِنا....
فوقفْتَ فينا نادباً, ما أثمنُكْ
:
:
أحمد آل مسيلم
...........................................
* سورى : الاسم القديم لمدينة القاسم(ع), قبل أن يدفن فيها عليه السلام