إذاً فقد اكتشفت السلفية عندما وجدتهم ييغضون الأحاديث التي في ذمّ معاوية، كحديث عمار والملك العضوض، وكذلك الأحاديث في فضل علي بن أبي طالب.
بينما تبحث السنّة المذهبية عن أحاديث في مدح الظالمين والترضي عنهم، بل بالتعسف في إجبار القرآن نفسه على أنه قد مدحهم وعدّلهم ورضي عنهم!
والسنّة المذهبية تنتقي الضعيف وتصحّحه، وترد المتواتر والصحيح أو تتأوله، ووجدت أن هذه السنّة المذهبية ترتب على كل جرائم معاوية الأجر والثواب!
السنة المحمدية مع الشهادة لله فقط، والسنة المذهبية تشهد للمذهب والسلطة والتيار والرأي العام، فلذلك رضي عنها الناس لأنها تحقق رغباتهم.
لقد تعبت كثيرا حتى استطعت أن أفرق بين السنتين سنة محمد بن عبد الله والسنة المذهبية، فالسنّة المذهبية مشهورة، والسنّة المحمدية مقهورة!
السنّة النبوية يجب أن تكون عريبة قليلة الأعداد محاطة بالمكاره، كالجنة، والسنّة المذهبية تكون لغة المذهبية والجمهور، محاطة بالشهوات، كالنار!
السنّة المحمدية لا تختلف مع القرآن وإنما تشبهه وتسير في ضوئه؛ من رفع شأن العدل والمعرفة وحب الصالحين وبغض الظالمين، بعكس السنة المذهبية.
فالسنة المذهبية هي شرع آخر معادي للقرآن ومعاندة له ومحبة للظالمين ومنحرفة عن العادلين، وفخورة بالكثرة، ومحتقرة للقلة... الخ. عكس القرآن تماماً.
نعم لقد كنت معجبا بهذا الفارس النبيل؛ صهر النبي وأخوه ووزيره وبطل الحروب النبوية وزوج الزهراء وأبو الحسنين ؛ لقد جرحوني في هذا الإمام. ولذلك لا يمكن أن يجتمع حب علي مع حب الظالمين من بني أمية، فمن زعم أنه يحب عليا ومعاوية، فاعلموا أنه يحب معاوية فقط!
نعم! قد يحبهما جاهل، أما العالم الفقيه فلا يمكن أن يحب دعاة الجنة ودعاة النار معاً؛ إلا أن يكون منافقا يبغض هذه النصوص الحديثية.