صفة جزيرة العرب كتاب وضعه الرحالة والجغرافي ابن الحائك الهمداني في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، يصف فيه جغرافية الجزيرة العربية وحياتها النباتية ويعدّ ما فيها من القرى والقبائل، كما يقيّم فيها "فصاحة" المناطق المختلفة، وفيها ذكر مشهور لقبيلة في اليمن كانت لا تزال تتحدث بلغة عربية جنوبية، سماها المؤلف "حميرية".
عرف الهمداني بألقاب عديدة مثل: ابن يعقوب، النسابة، ابن الحائك، ابن الدمينة- غير الشاعر المشهور بهذا اللقب - و(لسان اليمن)، ويكنى (أبا محمد الهمداني)، نسبة إلى قبيلةهمْدان. مولده في صنعاء، ووفاته في قرية ريدة، من بلاد عمران. كان الهمداني مؤرخاً، نَسّابة، أديباً، شاعراً، فيلسوفاً، ورَحّآلة.[1]
رحل الهمداني في أول عمره إلى مكة، حيث اقتنى الكثير من الكتب، في الشعر والأنساب، وفي المعرفة أكثر من النقل عن بطليموس. تأثر كثيرًا بالكتب المترجمة عن اليونانية، والفارسية، والهندية؛ تأثرًا دفعه إلى الأخذ ببعض الآراء الواردة فيها، وإلى احترامه لأصحابها، فهو بعد أن يورد قول (أرسطاطاليس) الحكيم، عن مبتدأ الحرارة في جوف الأرض، يعقب عليه بقوله: “قد أحسن الحكيم، فيما فرَّع، وإن كان قد بنى قوله في مبتدأ الحرارة على غير أصلٍ”، ثم يسترسل في إيضاح ذلك. كذلك راسَلَ الهمداني العديدَ من علماء العراق وعاشرهم، وقيل إنه سافر إلى العراق، واجتمع بعدد من علمائها، إلاّ أن هناك تشكيك في ذلك. في نحو (311 هـ/ 923 م) عاد الهمداني إلى موطنه اليمن.[1][2]
اختلط الأمر على الرواة في أمر سجن الهمداني حيث خلطوا بين سجنه لمدة قصيرة في صعدة علي يد الناصر، وبين سجنه الطويل في صنعاء على يد آل يعفر، أي بين سجنه عام (315هـ/927م) وسجنه عام(319 هـ/931م). وقد بادر إلى نجدته بعض رجال القبائل، فطالبوا به متوعدين فأذن بإطلاق سراحه في نحو 17 ذي القعدة من عام 321 هـ/8 نوفمبر 933 م)، فانتقل بعد ذلك إلى ريدة من بلاد قاع البون حيث قضى الهمداني بقية عمره.[2]
[عدل] من كتبه وإنجازاته
كان للهمداني العديد من المؤلفات والتي لا زال الكثير منها مجهولاً يذكر منها:[1]
كتاب "الجوهرتين العتيقتين": في الكيمياء حيث لم يهتم الهمداني بتحويل النحاس إلى ذهب، كما كان شائعاً في عصره، بل درس المعادن المعروفة في عصره وخواصها وطرق تنقيتها واستعمالاتها الصناعية والطبية. وأهم ما يميز الهمدانى في هذا الكتاب اعتماده على المنهج التجريبي.
توفي الهمداني في ريدة، حيث قبره وبقية أهله، لكن قبره اليوم مجهول، وتاريخ وفاته غير ثابت وفيه خلاف، ويرجح أنه عاش إلى ما بعد (336هـ/947م).[2]
[عدل] المصادر والملاحظات