أولاً: إن نهضة الشعوب هي في الحقيقة حرب بين إرادتين: إرادة الشعب وإرادة أعدائه. وكل جانب كان أكثر وأقوى عزة وأكثر تحملاً للصعاب فهو منتصر حتماً. يقول سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾
فالعدو يسعى بممارسة القوة والخداع أن يوهن من إرادتكم فاحذروا من ضعف إرادتكم.
ثانياً: إنّ العدو يحاول بث اليأس من تحقيق أهدافكم بينما الوعد الإلهي يقول: ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.
فثقوا ثقة تامة لا يعتريها تردد بوعد الله المؤكد حيث يقول عزّ من قائل: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
ثالثاً: لا تثقوا بما يلعبه الغرب وأمريكا من دور وما يقومون به من مناورات سياسية في نهضتكم، فهؤلاء كانوا قبل أيام يدعمون النظام الفاسد وهم اليوم بعد أن يئسوا من الاحتفاظ به راحوا يعزفون على نغمة حق الشعوب. هؤلاء يسعون بذلك أن يبدلوا عميلاً بعميل، وأن يسلطوا الأضواء على بعض الوجوه ليفرضوا عملائهم عليكم. هذه إهانة لمشاعر الشعوب. ارفضوا ذلك ولا تقبلوا بأقل من استقرار نظام كامل مستقل وشعبي ومؤمن بالإسلام.