يروى عن أبي عبد الله الصادق، قال: ان فاطمة بنت محمد تحضر لزوار قبر ابنها الحسين فتستغفر لهم ذنوبهم.
والإمام الصادق ، يقول: إن تلك المجالس أحبها الأئمة يحبونها أحيوا أمرنا رحم الله من أحيى أمرنا
هذه المجالس كلها منظورة لهم، فإذا هم لا يحضرون فهي تحت نظرهم.. فهناك خطيب كان يرتقي المنبر وما كان يقول إلا ستة كلمات فقط, وإذا بالمجلس ينقلب بالبكاء! عجيب، ماذا كان يقول؟ كان يجلس على المنبر ويقول: (السلام عليك يا أبا عبد الله)، وإذا بالمجلس كله يضجُّ بالبكاء.
عجيب حقيقة هذا التأثير! فسألوه عن سر ذلك؟ قال: في الواقع، كنت في أيام شبابي في كاشان، وفي ليلة العاشر من محرم في إحدى السنين، ذهبت وقرأت وعدت إلى بيتي في منتصف الليل منهكاً متعباً، (هنيئاً لأولئك المتعبين في حب الحسين ).
والإمام الصادق ، قال: اللهم ارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس في حب الحسين
يقول الرجل الخطيب: ما إن استلقيت للاستراحة حتى طرق الباب طارق, ولما فتح الباب وإذا برجل يخاطبه ويقول: مولانا هناك مجلس في بيتنا تفضل للقراءة فيه..
قلت له: أنا مُنهك و مُتعب ولا أستطيع، فصار الرجل يتوسل فتأثرتُ وذهبتُ معه إلى البيت، فلما دخلنا البيت لم أجد أحداً، والبيت فارغاً من الحضور, فوضع صاحب البيت كرسياً وقال لي: تفضل للقراءة, قلت له: لمن أقرأ؟
قال: إقرأ لفاطمة .
يقول الخطيب: جلست على الكرسي وبدأت كلامي بقولي: السلام عليك يا أبا عبدالله، وإذا بي أسمع صوت بكاء نساء.
يقول: لم يكن أحد في البيت إلا أنا وصاحب البيت، ولكن أسمع صوت بكاء مجموعة كبيرة من النساء، فتغيرت حالتي ونزلت عن الكرسي وخرجت متوجهاً نحو بيتي، في تلك الليلة رأيت مناماً قائلاً يقول لي: إن السيدة فاطمة كانت حاضرة في ذلك المجلس.
ومنذ ذلك اليوم بمجرد أن أقول: السلام عليك يا أبا عبد الله, أجد هذا التأثير في النفوس المؤمنة.
وللأسف الشديد تمر أعمارنا وتنقضي ولا يبقى لنا عند الله، إلا هذه الأعمال.. فاعمل ما شئت فإنك ميت بعد ايام.
نعم ؛ سوف نغادر جميعاً هذه النشأة، فيجب أن نتزود، لأن هناك لا ينفع لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا في هذه الأيام المباركة للمشاركة في عزائهم لنكون من مصاديق قولهم: يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا وأن يجعلنا معهم في الدنيا والآخرة، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.