عدنان الجنيد
إن في الوجود معشوقة غير مرموقة ، الأهوية إليها جانحة ، والقلوب بمحبتها طافحة ، والأبصار إلى رؤيتها طامحة ، يطير الناس إليها كل مطار ، ويرتكبون في سبيلها الأخطار ، ويستعذبون دونها الموت الأحمر ، ويركبون في طلبها المكْعَب الأسمر
أنزلت الكتب السماوية من أجلها
بُعثت الرسل والأنبياء لوصلها
حكى الصوفية عن سرها
كفرها المتمسلفة
أهانها المتزندقة
تاه بحبها العاشقون ، لم يقنع بوميضها الواصلون ، ظاهرة محجوبة ، باطنة محبوبة ، أعلامها منصوبة ، أعيانها مطلوبة ،
جمعتْ كل الطبائع
انفردت بكل البدائع
فناسوتها طائع
فلا هوتها رائع
نسخة من خالقها ، صورة لفاتقها ، مرآة ناطقها
أسهب في أسرارها ابن عربي
تكلم عن نشأتها ابن رشد المغربي
- بسببها أنشأ أفلاطون المدينة الفاضلة
وبحبها أُستشهد الحلاج بتلك الطعنة القاتلة
- بوذا دعا إليها ، فنكوشيوس سجد بين يديها
سقراط تمنطقها ، أرسطو حفظها ، فيثاغورس عرفها ، ابن سبعين حققها
دارويين والفارابي اجتهدا في البحث عنها
افلوطين حاز على سهمه منها
- الجيلي تفلسف في غيبها ، ابن سيناء انشغل في طبها
أرضية سماوية ، حيوانية رحمانية
هوية كل معنى ، لذة كل مغنى ، قوة كل مبنى
جامعة للتضاد ولأنواع المنافاة والعناد
لم يعرفها بالتحقيق والمشاهدة والعيان ، إلاَّ شيخنا الإمام أحمد بن علوان
المهم بعد أن أجتنيتُ الجنا وبعد التعب والعنا وجدتُ هذه المعشوقة أنا