هذا الموضوع ليس موجه لشخص بعينه ولا لفكر بعينه ولا لحركة سياسية أوأجتماعية أو دينيه بعينها إنما هو موضوع أحاول في أسلط الضوء على ((حالة الأستحمار)) التي لادين لها وأصبحت سمة للبعض وهم لايشعرون ..! من خلال طروحاتهم وأقوالهم وتعليقاتهم ومقالاتهم ونتاجاتهم على تعدد أشكالها وأختلافها. ومن المعروف أن مصطلح الأستحمار أطلقه
(علي شريعتي رحمه الله) لذا قمت بإستخدامه على سبيل الأعارة من أجل أن أوصل وجهة نظري في بعض الأفكار الطروحة وحتى تكون الصورة واضحة سأضع تعريف
((الأستحمار))كما وصفه (علي شريعتي) في كتابه المشهور (النباهة والأستحمار) .
قام علي شريعتي بتقسم الأستحمار وحدده بشكلين ...
الأول (مباشر وهو عبارة عن تحريك الأذهان إلى الجهل والغفلة ،أو سوقها إلى الضلال والأنحراف )..
الثاني (الغير مباشر وهو عبارة عن ألهاء الأذهان بالحقوق الجزئية ،البسيطة اللافورية ،لتنشغل عن المطالبة أو التفكير بالحقوق الأساسية والحياتية الكبيرة والفورية )
وعلى هذين الشكلين سيكون محور الموضوع ..عسى ان يصل القصد إلى من يعنيه الأمر...
نحن في زمن تكمن خطورته في أن محيطنا كله متآمر علينا متأمر على الأنسان نفسه ليحط منه ومن فكره وإدراكه، وهذه سياسة إتبعتها الأنظمة الأستبدادية والأنظمة الطغيانية "العالمية" التي تتوشح بوشاح "الديمقراطية والحرية الزائفة" من أجل الوصول إلى مآربهم الدنيئة وطبعاً هذا مصحوبا بأساليب وطرق بدائية وحديثة ....
المهم هو سلب الأنسان في هذا الجزء من العالم بل الأنسان في العالم أجمع من (إدراكه النفسي والأجتماعي والسياسي) لذا شنت حرب شعواء على هذا الأنسان ولم تبقي منه شيء ولم تبقي له شيء حيث زرعت فيه الأوهام والخيال والجريان وراء السراب حتى أوصلته لحالة من الأستحمار أصبحت جزاءً من شخصيته وهو يظن أنه من الذين يحسنون صنعا والحقيقة أنه من الأخسرين اعمالا....! لذا تجد مجتمعنا اليوم أكثر جديلة وأكثر أفتراقاً وأكثر تصدعاً وأكثر إنشقاقا..بسبب هذه السياسات التي لوثت عقل الفرد وسلبته الأرادة في التفكر والأستنتاج فأصبح ناقل لرأي غيره على اساس انه الحق ولاحق في ما يقوله الغير..! المصيبة اليوم إن تأخذ رحلة قصيرة في عالم الأنترنت وتدخل منتدياتنا الشيعية خصوصاً ..والعربية عموماً تجد أن أكثر المواضيع في المنطقة سخونة هو إيران ...وسيطرة إيران ومؤامرات إيران وغيرها من الكلام الذي عبئ به رؤوس البعض من حيث لايشعرون لان هذا ما رما إليه الأحتلال ومن ورائه الأنظمة الطغيانية العاليمة أو دول الأستكبار العالمي كما يسميها البعض ، فأصبح البعض يردد هذه الأقاويل بشكل لا شعوري وطبعاً هناك دور كبير اللأعلام المرئي والمسموع والمقروء في ذلك حين يسلط الضوء على إدعااءت المراد منها صرف الأنظار عن المسائل الكبرى والحقيقة التي هي أس مشاكلنا..!
وبهذا كبر هذا ((الإيهام)) بطريقة غريبة لدرجة الأستخفاف بعقول الناس..وكل هذا من أجل ان نضع حبل المشنقة ونلفه على رقبة (النظام الأيراني) ويردوننا ان نتبع شعار (إلعن أيران تسلم) مرادهم ان تخلى عن عقولنا ونصبح مثلهم وكأن مشاكلنا كلها منذ الأزل لحد هذه اللحظة سببها إيران..! لست بمعرض الدفاع عن (إيران الصفوية والفارسية والمجوسية أو المتشيعة زيفاً ) كما يحلوا للبعض إطلاق هذه التسميات كسألوب من تقليل القيمة والأحتقار..
المؤسف في ذلك هو أن ترى من هم (شيعة) يرددون هذه الأقاويل بل ينسى (الدولة الأرهابية الماسونية الأولى في الأرهاب في العالم راعية الظلم والجور الولايات المتحدة) وربيبهم (الكيان الوهابي الأرهابي الغاصب أي السعودية) و(دول الخليج) و(الأردن) ودورهم الخبيث في التأثير على الوضع السياسي والأقتصادي ووصل لحد التأثير الأجتماعي من خلال إعلامهم الموجه وللأنهم (يمولون أربعين قناة عراقية ) والقنوات (الناطقة بالعربية ) التي توجه سهمها للإيران..! فكل من يزور إيران فهو إيراني وعميل وكل من له علاقات صداقة مع هذا البلد فهو (إما شيعي رافضي أو دمية تحركه إيران)...! وهذا طبعاً يذكرني بالأعلام البعثي الصدامي المجرم والأمريكي والأوربي حتى الذي كان موجه بالضد من إيران إذبان الحرب التي شنها
النظام البعثي الصدامي على إيران مدعوماً من قبل (الغرب والعرب ) على حد سواء..! وتأثيرات الفكر العفلقي على بعض الناس..!الذين لم يستطيعوا ان يتخلصوا من عقد ((القومجية ))
فتقراء تعليقات وتحليلات ومقالات عن (((الأحتلال الأيراني للعراق))) في حين العراق محتل من قبل (الدولة الأرهابية الماسونية الولايات المتحدة)..! وهي من كانت ولازالت تسيطر على البلد ،وبالطبع (الأمريكان) هم من يشجع ويوسع ويضخم هذه المسألة لانها تصب في مصلحته وتحاصر عدوه وأصدقائه عدوه على أساس (صديق عدوي عدوي ) ..!
وأيضاً محاولة منهم ((للإستحمار )) الناس خصوصاً هناك أرضية خصبة للدعاية ...أنا لا أنكر علاقات إيران مع بعض الأحزاب العراقية "الشيعية بالتحديد" ولا أنكر أن أيران تتدخل في العراق لكن ليس بهذا الحجم الذي نفخ فيه الأعلام طوال سنوات الأحتلال حتى أصبحت (معادلة بل حقيقة ) واقعة صدقها البعض للأسف على أنها حقيقة لامهرب منها..وأن جميع مشاكلنا الداخلية والخارجية هي بسبب إيران....! وإذا عرفنا وأكتشفنا أن مصادر الأخبار التي تتناقلها وكالات الأخبار والقنوات والمواقع الألكترونية منبعها واحد وهو وكالات الأنباء العالمية التي
تسيطر عليها (قوى الطغيان والشر في العالم ) فهي لها الخبرة والقدرة في التأثير على عقول الناس بسبب خبرتهم الطويلة في هذا المجال والمصيبة أن كل القنوات والمواقع تتناقل اخبارها عن تلك الوكالات..! وبما أننا شعب حديث با لتجربة الأعلامية والنظريات الأعلامية ((الهدامة )) ...يقوم البعض بتصديق كل ما يطرق مسامعه ..حتى لو كان خبر تافه (فيكبر في عينه ويصبح حقيقة ) لاينقضها أي خبر ..!
وعلى هذا النسق تم توضيف قنوات إعلامية كثيرة ممولة من قبل (الدولة الماسونية الأرهابية الولايات المتحدة) لتؤدي غرضها وتخوض غمار حرب إعلامية ضد كل من يقف أو يعارض او يشجب مواقفها أو مشاريعها..وهذه القنوات نفسها تصرف النظر عن جرائم الأحتلال والمآسي التي لحقت بالعراقيين من جراء هذا الأحتلال من تلك الدولة الأرهابية التي هي نفسها من (صنعت المقبور وساندته ودعمته ) سياسياً وإعلامياً وعسكريا..! وفي النهاية أصبح الشعب العراقي الذي كان (يصفع بيد الطاغوت يصفع بنفس اليد التي أزالته)...! وكل هذا والبعض سامدون جمدوا أفكارهم وقفلوا عقولهم وأدلجوها وكيفوها على نوع واحد من الأخبار والأراء والأكاذيب الملفقة ..وبطيبعة الحال (السياسية الأعلامية الغوبلزية ) التي إتبعها (الأحتلال الأرهابي الماسوني الأمريكي )نحجت لحد ما من التأثير على عقول هذا البعض (الذي سقط في شبكة الأستحمار) وأصبح ببغاء يردد كل ما يردون منه بل وحتى الذي لايريدونه منه..سواء بشعور منه أو من دون شعور..! حتى صار بعض (المستحمرين ) يقارنون بين (بوش والمسيح) والبعض الأخر من (المستحمرين) يدعوا لكي نخضع وندخل تحت ولاية "الضالين والكفار" من أجل تحقيق مصالحنا ومن أجل أن يصبح العراق مثل (اليابان وألمانيا) وفات هؤلاء "المستحمرون" أن ألمانية واليابان كانت قبل الحرب العالمية الأولى من دول النهضة الصناعية وأنها دول متطورة بل أكثر تطوراً من "الولايات المتحدة " ويسبقونهم بقرون ..وهذا واضح من خلال الصناعات العسكرية التي كشفها الأمريكان والروس والتي أستولوا عليها بعد هزيمة النظام النازي في ألمانيا..في مجالات شتى حتى أن (الأمريكان والروس لم يصلوا إلى القمر إلا بفضل التقنية الألمانية التي كانت محترفة وتوصلت للأكتشافات مذهلة في ما يخص تطوير الصواريخ والمحركات النفاذة)....فهذه الدول عندما تطورت بعد الحرب ونهضت مباشرة لانها تملك الأرضية والعقول بالرغم من حالات الخطف التي قام بها الروس والأمريكان للعقول الألماينة ..!
أما العراق فهو دولة من دول العالم الثالث لايملك الأساس الصناعي الذي تملكه تلك الدول إنما كل معرفتنا هي معرفة تقليد وإستنساخ "لتقنيات الغرب" ..!
وبقي الأحتلال لمدة قاربت التسع سنوات فما قدمته (التقنية الأمريكية ) للعراق..! سيأتي (بعض المستحمرون ويقولون) ان العمليات العسكرية التي إستهدفتهم منعتهم من تقديم أي شيء وهذا الكذب بعينه...أقول لو أن (الأحتلال الأمريكي المهزوم) أراد أن يطور قطاع واحد في العراق لطوره بالرغم من كل شيء..ولن يوقفه أي شيء..! وبشكل أخر أقول لو أن الأمريكان كانوا صادقين في تطورير (قطاع الكهرباء) الذي يعتبرون من رواده لفعلوا لكنهم من مصلحتهم أن تستمر هذه المشكلة حتى ينقم الشعب على (من انتخبهم وهم زمر فاسدة) ولا يلتفت إلى من هو ورائهم والداعم لهم وأساس هذا الفساد...!؟ مشكلتنا تكمن في التبعية (لهذه الدولة وتسلطها ) لانها تعتقد بأنها قادرة على قلب الأمور لصالحها في أي وقت تشاء..بل أنا أسئل سؤال هنا وليجبني كل أنسان شريف عنده شرف ويمتلك ذرة من العقل ...هل يعقل أن تتحكم دولة مثل الكويت بقرار الأمم المتحدة والتأثير عليها فيما يخص (((((البند السابع)))))
الذي وضعته الأمم المتحدة التي هي وجه من أوجه (قوى الطغيان في العالم) وباقتراح من (الولايات المتحدة) وبإصرار منها على هذا القرار..هل تعجز الولايات المتحدة
عن (رفع القرار) إن أرادت ذلك .....؟ وسؤال يأتي هنا لماذا تقوم الولايات المتحدة بالتسويف والمماطلة بخصوص هذا الأمر وإبقاء العراق تحت طائلة هذا البند....؟ وبعكس ما فعلوه
مع ألمانيا واليابان اللتين تسببتا بقتل الملايين وأحتلوا دول عدة...لم رفع عن كل الحظر عنما بينما يبقى العراق خاضع للبند السابع وكانه حربة في خاصرته تغرز في جسده كلما أراد التحرك ..! هناك الكثير من الأسئلة ممكن أن نطرحها هنا..لكن لا أعتقد أن هناك (مستحمر) واحد قادر على الأجابة عليها ..لسبب بسيط ..وهو أن الأستحمار والأيهام والذل أخذ منهم مأخذه حتى خالط دمهم ولحمهم وعظامهم..!
الكاتب الملك _ميسان مسلم شيعي "رافضي" عراقي حر (خارج على وعن قانون الماسونية العالمية وأعوانها)