خلاف بين الرسول ( ص ) والسلفية في مسألة السجود على الارض
بتاريخ : 22-12-2011 الساعة : 03:33 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
خلاف بين الرسول ( ص ) والسلفية في مسألة السجود على الارض
بقلم سماحة الشيخ مرتضى الفقيه العاملي
اتفق المسلمون جميعا على ان النبي ص قال ( جعلت لي الارض مسجدا وطهورا )
وعلى سبيل المثال : في اصح الكتب بعد كتاب الله ( القرآن الثاني ) البخاري ومسلم (( جعلت لي الارض مسجداً وطهوراً فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلّ )) وورد في كثير من الكتب ، بالفاظ مختلفة ، وفي الجملة : كل من تعرض لما يصح السجود عليه ، تعرض لهذا الحديث .
فعليه لااشكال في جواز السجود على الارض .
وورد في صحاح اهل السنة : سنن النسائي وابي داوود ومسند احمد : جابر بن عبد الله الأنصاري : (( كنت أصلي مع النبي (ص) الظهر، فآخذ قبضةً من حصى في كفي لتبرد، حتى أسجدَ عليها من شدة الحر )) ، فإنك ترى انه رغم الحر ، يبرد الحصى ليسجد عليه ، فالظاهر من الاحاديث أنه لايجوز السجود على شئ من اطراف ثيابه ، وإلا ، لماذا يضطرون لتبريد الحصى ، والسجود عليه .
ثم انه يظهر من بعض الاحاديث على عدم جواز السجود ، على سائر انواع الفرش ، ففي خبر صحيح مسلم ( عن عائشة قالت أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أناوله الخمرة من المسجد فقلت إني حائض فقال تناوليها فإن الحيضة ليست في يدك ) ، ( والخمرة ) سجادة للصلاة تصنع من سعف النخيل ، وان صنعت كبيرة تسمى حصير ، ونلاحظ في هذا الحديث عدة نقاط :
الاولى : ان البيت فيه فراش وسجاد عادة ، ولم يصلي عليه النبي ، بل أمرها أن تأتيه بالحصير ( الخمرة )
الثانية : يظهر أنه يحرم الصلاة على الفراش ، وهذا مااظطر النبي ( ص ) ان يأمرها بالدخول للمسجد وهي حائض ( مع أن دخول الحائض للمسجد حرام ) .
الثالثة : يظهر أن السجود لايكون على الارض فقط بل يجوز السجود على ماتنبته الارض ، بشرط ان لايكون مما يؤكل .
وهذا الرأي هو عين ماتذهب اليه الشيعة ، وهو جواز السجود على الارض او ماتنبته الارض مما لايؤكل .
فلماذا بعد ذلك عندما نسجد على الارض ، في الحرم النبوي ، بقول لنا الامويون هناك ، لاتشرك بالله يارافضي . ( وقد حصلت هذه معي شخصيا ) وطلب مني ان اسجد على السجادة .
النبي ( ص ) يقول جائز وهم يقولون ( شرك ) النبي ( ص ) يقول حرام على السجاد ، وهم يقولون واجب .
أخبروني بالله عليكم من هو المشرك ، الذي ينطبق عليه قوله تعالى (ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ) وقوله تعالى (ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الظالمون ) وقوله تعالى (ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الفاسقون )