في الأثناء، كانت سيارة يركبها 6 شبان من الدير، وهي إحدى مناطق المحرق أيضاً، تتراوح أعمارهم بين 18-21 سنة، خارجين من محطة بنزين البسيتين، سالكين أقرب الطرق المؤدية إلى منطقتهم، وهي طريق تمر عبر هذا الشارع. لم يكونوا يعرفون ما ينتظرهم. سيتفاجأ هؤلاء بعشرات المتجمهرين يقومون بإيقافهم، يسألونهم عن وجهتهم. يقول شاهد عيان من المنطقة "سمعت الصبية يجيبون أنهم ذاهبون إلى منازلهم، لا أعرف ما الذي أتى بهؤلاء في هذا المكان في هذا الوقت، لقد حاولو الخروج، لكن لم يكن دخول البسيتين في تلك الليلة مثل الخروج منها، لقد تنادى المتجمهرون على السيارة وبدؤوا بضرب السيارة، كان الصبية في روع وذهول شديد مما يحيط بهم، فحاولوا الهرب بسيارتهم، لكنهم اصطدموا بسيارة واقفة، فقفز عليهم مئات المتجمهرين، ودارت بنا الأرض".
شاهدة (المرآة) لا تزال واقفة في اكتظاظ السيارات حينها، وقد حدث الهجوم على سيارة الصبية أمامها مباشرة. تكمل روايتها لمرآة البحرين: "تحركت سيارة صبية الدير لتنجو بنفسها، وحاولت المرور من فرجة صغيرة صارت جهة اليسار، مازلت أذكر وجه الصبي الجالس في الأمام والرعب المرسوم على وجهه، تحركت السيارة بعصبية وارتباك ظاهر، وصدمت أحد جوانب سيارة بيضاء متوقفة بسبب الارتباك الشديد"، وتضيف مذهولة "إن هي إلا لحظة، ورأيت أحد المتجمهرين من الشباب جاء يركض من الخلف، ركب من فوره فوق السيارة، وراح يكسرها باللوح الخشبي الذي كان يحمله بيده، لحق به العشرات، هجموا جميعهم فوق السيارة يضربون كل بما في أيديهم، سيوف وسواطير وأسياخ حديدية وألواح خشبية، اختفت السيارة تحت الهجوم، لم أر غير السيوف والأخشاب تتعالى وتقع فوق السيارة، تراكض بعض الرجال الذين كانوا في موقع الحدث لتخليص الصبية من يد المتجمهرين قبل أن يقلتوهم، تم الهجوم على الصبية كمن يهاجم عدو ينشده منذ زمن، ضربوهم بكل ما في أيدهم من قوة ومن سلاح، بعد معركة من طرف واحد تمكن البعض من تخليص الصبية من يد الموت بعناء ومشقة، وتم أخذهم من فورهم إلى المستشفى، كانت ليلة رعب لم أعش مثلها في عمري، ولن أنساها أبداً". كان ذلك بعد الواحدة والنصف ليلاً.