[الرجل الحر]

قبل ثمان سنين
زار طائر الظلام
حديقة جاري
وبمخالبه الصفراء
اجتث من الجذور
زهرة البنفسج
كانت تفوح شذىً
وتفيض..
مثل ضياء الفجر سحرا
منبتها دموع طهر
وصلوات خشوع
وامنيات وردية
ولحظات امل
واحلام خضر
ودعوات رجاء
واكف الحنان مغرسها
كانت في دنياها
احلى من كل الازهارِ
واعبق من كل الازهارِ
واطهر من كل الازهارِ
ناداها وانياب الصقيع
بين شدقيهِ
تتقنع خلف ربيعٍ زائفٍ
انا قلبي مغرس لعينيك
وكفي خبز ايامك
وصدري مهد دافئ
لكل حلم يداعب جفنيك
واضلاعي سور
يحميك غوائل الردى
انا بكياني وقف
لكل خفقة بين جنبيك
فأغمضت عينيها
في حلم ساحر
من شفيف كلماته
واستودعته ببراءة الجمال
كل اشيائها..
احلامها ..
شعورها..
امنياتها..
روحها..
احلى ساعات شبابها
ولم تبقِ لنفسها
سوى بقايا احلام
واطلال ذكريات
وما كانت تدري بما خطه القدر
وانها باتت وقف لنزوات عابثٍ
يملأ الصغر اصغريهِ
ويتفجر الهوان بذاتهِ
فيتراقص مثل قرد الملوك
فوق جراحاتها
ويستنزف بصمت الجليد
نبضات احلامها
وارتعاشات روحها
ويستأسد مع كل ساعة غروب
فوق جثمانها
ثم يرهف السمع بسادية رعناء
لصوت احتضاراتها
استغاثت بكل ثانية
تستنجد بعطف القدر
حنانيك .. ترفق
فهل البراءة ذنب لا يغتفر
وهل الاحلام الجميلة خطيئة
اترى صفاء القلب عار
ورقة الشعور
لا تليق بالبشر
ام تراه ذنبي
ان صرت انا
دون غيري
زهرة البنفسج