بسم الله الرحمن الرحيم وافضل الصلاة وازكى السلام على المبعوث رحمة للعالمين افضل الخلائق اجمعين سيدنا ونبيبنا وحبيب قلوبنا المصطفى محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين الذين اذهب اله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا والعن الدائم على اعداءهم الى قيام يوم الدين يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم
ابدأ حديثي بقوله تعالى ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير )
يستمر مسلسل التعصب والطائفية سواءا كانت دينية م قومية عند علماء النواصب الذين بنوا دينهم على اقصاء الاخرين وعدم القبول بمن يخالفهم ويختلف عنهم ولو كان الخلاف او الاختلاف في الجنس او اللون لا اكثر
فقد جاء في كتاب اقتضاء الصرط من صفحة 326-330 لشيطان الاسلام الزنديق اللعين ابن تيمية ما نصه :
اقتباس :
فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة : اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم ، عبرانيهم وسريانيهم ، روميهم وفرسيهم ، وغيرهم .
وأن قريشا أفضل العرب ، وأن بني هاشم : أفضل قريش ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم . فهو : أفضل الخلق نفسا ، وأفضلهم نسبا .
وليس فضل العرب ، ثم قريش ، ثم بني هاشم ، لمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم ، وإن كان هذا من الفضل ، بل هم في أنفسهم أفضل ، وبذلك يثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه أفضل نفسا ونسبا ، وإلا لزم الدور .
ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني ، صاحب الإمام أحمد ، في وصفه للسنة التي قال فيها : " هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر ، وأهل السنة المعروفين بها ، المقتدى بهم فيها ، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق ، والحجاز والشام وغيرهم عليها ، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب ، أو طعن فيها ، أو عاب قائلها - فهو مبتدع خارج من الجماعة ، زائل عن منهج السنة ، وسبيل الحق ، وهو مذهب أحمد ، وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد ، وعبد الله بن الزبير الحميدي ، وسعيد بن منصور ، وغيرهم ممن جالسنا ، وأخذنا عنهم العلم ، وكان من قولهم أن الإيمان قول وعمل ونية " ، وساق كلاما طويلا . . . . إلى أن قال : " ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم ؛ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم « حب العرب إيمان وبغضهم نفاق » ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ، ولا يقرون بفضلهم ، فإن قولهم بدعة وخلاف " .
ويروى هذا الكلام عن أحمد نفسه في رسالة أحمد بن سعيد الإصطخري عنه - إن صحت - وهو قوله ، وقول عامة أهل العلم .
وذهبت فرقة من الناس إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم . وهؤلاء يسمون الشعوبية ، لانتصارهم للشعوب ، التي هي مغايرة للقبائل ، كما قيل : القبائل : للعرب ، والشعوب : للعجم .
ومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم على العرب .
والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق : إما في الاعتقاد ، وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس ، مع شبهات اقتضت ذلك ، ولهذا جاء في الحديث : « حب العرب إيمان وبغضهم نفاق » مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ، ونصيب للشيطان من الطرفين ، وهذا محرم في جميع المسائل .
فإن الله قد أمر المؤمنين بالاعتصام بحبل الله جميعا ، ونهاهم عن التفرق والاختلاف ، وأمرهم بإصلاح ذات البين ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر » .
وقال صلى الله عليه وسلم : « لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ، ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا ، كما أمركم الله » وهذان حديثان صحيحان .
وفي الباب من نصوص الكتاب والسنة ما لا يحصى .
والدليل على فضل جنس العرب ، ثم جنس قريش ، ثم جنس بني هاشم : ما رواه الترمذي ، من حديث إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن العباس بن عبد المطلب ، رضي الله عنه قال ، قلت « يا رسول الله ، إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم ، فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم ، ثم خير القبائل ، فجعلني في خير قبيلة ، ثم خير البيوت ، فجعلني في خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفسا ، وخيرهم بيتا » ، قال الترمذي : هذا حديث حسن ، وعبد الله بن الحارث هو ابن نوفل " .
الكبى بالكسر والقصر ، والكبة : الكناسة . وفي الحديث : " الكبوة " وهي مثل : الكبة .
والمعنى : أن النخلة طيبة في نفسها ، وإن كان أصلها ليس بذاك فأخبر صلى الله عليه وسلم : أنه خير الناس نفسا ونسبا
اقول انا الكتاب الشامل : في هذه الاقوال مغالطات واضحة كثيرة فبداية لم ترتكز هذه الاقوال على نص من كتاب الله تعالى ولا بنص صريح وواضح من السنة المطهرة ولهذا لا يمكننا الاخذ بهذه الاقوال لما لم يثبت الدليل بهذا وانما ثبت بخلاف هذا كقوله تعالى ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) او قوله صلى الله عليه واله ( لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى ) وهذا النص ثابت عنه صلى الله عليه واله
وكذلك غيره من الروايات الصحيحة الثابته عنه صلى الله عليه واله مثل ما اخرجه الالباني في صحيح الترمذي حديث رقم 3270 وصححه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان بر تقي كريم على الله وفاجر شقي هين على الله والناس بنو آدم وخلق الله آدم من التراب قال الله يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ...............
اقول انا الكتاب الشامل : اما الحديث الذي استدل به ابو محمد حرب بن اسماعيل الكرماني صاحب احمد بن حنبل وهو ( حب العرب ايمان وبغضه نفاق )
فقد ضعفه اغلب اهل الفن ولم اقف صراح على من صححه او حسنه فممن اسقط هذا الحديث عن الاعتبار:
1-السيوطي في الجامع الصغير
2-الالباني في ضعيف الجامع
واود ان الفت النظر الى ان الحديث قد جاء بالفاظ غير هذا اللفظ كبغضهم كفر بدل نفاق او من احبهم فقد احبني ولكن جميع هذه الاحاديث بالفاظها المختلفة ساقطة عن الاعتبار ولم يصححها او يحسنها احد من الاعلام
ولهذا استخلص من البحث السابق ان الاحجاج بهذه الرواية واضحة البطلان لا يصح .. والصحيح هو ما روي عن علي عليه السلام في صحيح مسلم ( والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي الامي الي ان لا يحبني الا مؤمن ولا يبغضني الا منافق ) وغير هذا لا نعلم ............................
اما الحديث المروي عن العباس بن عبد المطلب في سنن الترمذي :
إسماعيل بن أبي خالد عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الله بن الحارث ، عن العباس بن عبد المطلب ، رضي الله عنه قال ، قلت « يا رسول الله ، إن قريشا جلسوا فتذاكروا أحسابهم بينهم ، فجعلوا مثلك كمثل نخلة في كبوة من الأرض ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم ، ثم خير القبائل ، فجعلني في خير قبيلة ، ثم خير البيوت ، فجعلني في خير بيوتهم ، فأنا خيرهم نفسا ، وخيرهم بيتا » ، قال الترمذي : هذا حديث حسن
اقول انا الكتاب الشامل : ان هذا الحديث برغم تضعيف الالباني له ولم يصحح احد طرقه الا انني سأزيد
على هذا واقول : ان في الحديث علة قادحة في المتن فالعلة القادحة في المتن كما نعلم هي ان يشتمل المتن على شيء مخالف لما في الاحاديث المشهورة
وقد خالف هذا الحديث الاحاديث المشهورة الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه واله في ان الفضل بالتقوى وليس بالعرق او الجنس وقد ذكرت نموذجين من هذه الاحاديث في هذا البحث ولا داعي للتكرار
وازيد على هذا ان الحديث الذي حسنه الترمذي قد خالف كتاب الله الكريم في اكثر من موضع بما فيها الاية التي ذكرتها في اول البحث وكذلك قوله تعالى ( انما المؤمنون اخوة ) والاخوة تستلزم عدم التفريق بامور عصبية كالعرق
وكذلك قوله تعالى ( يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا )
وكذلك قوله تعالى ( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )
فرسالته صلى الله عليه واله لم تميز احدا على الاخر فقد جاء المصطفى بما اوحي اليه من ربه لينذر به الناس كافة والمسلم الملتزم الاعجمي خير وافضل من المسلم الغير ملتزم العربي والعكس صحيح ولهذا لا ادري كيف ساغت لابن تيمية ومن شابهه انفسهم لان يفرقوا بين قوم كذا وقوم كذا ولا اعلم من انى لهم الدليل على قولهم هذا الا احاديث ضعاف او معلولة واضحة البطلان والوضع لينتصر بها من يستفيد بمثل هذا المعنى على المسلمين وينصب نفسه وليا عليهم يظلم كيفما شاء ويتلاعب بعباد الله تعالى كيفما شاء فحسبنا الله ونعم الوكيل
والان لا بد من تساؤل ان كنتم تقبلون بهذا الحديث والحديث فيه ان بني هاشم افضل من سائر العرب فلماذا ابو بكر وعمر وعثمان افضل من علي وسائر بني هاشم ؟؟؟!!!
ولما سلمان الفارسي افضل من كثير من الصحابة العرب وكذلك بلال الحبشي ؟؟؟؟
وقبل ان انهي البحث ببعض الروايات التي في كتبنا نحن اهل الحق لا بد من الاشارة الى عدة نكات لطيفة في الاية الكريمة :
(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير )
اقول انا الكتاب الشامل : اولا ان الاية لا تنفي التنوع في الشعوب والقبائل لكن كذلك تبين ان اختلاف الشعوب والقوميات كاختلافهم في الذكورة والانوثة
وكذلك هذا الاختلاف ليست غايته التعارف كقول احدهم انا عربي افضل منك يا فارسي وانما العبرة في التعارف والتحابب كما هو واضح في الاية الكريمة
وكذلك ان الاعتراف بالقوميات ليست بمعنى انها الملاك في التفوق والاعتلاء بل ملاك التعالي والكرامة في التقوى والتجنب عن اقتراف المعاصي
وانهي البحث بقوله صلى الله عليه واله كما جاء في وسائل الشيعة جزء 3 صفحة 242 : ( ليس منا من دعى الى عصبية )