ولاء الشيعة لإيران، عبارة من ثلاث كلمات، سمعها الشيعة لثلاثين عاماً وأكثر غير أن لهذه العبارة لوازم وإشكالات نقضية لا أدري أن كان لمطلقيها بقية عقل لتحلل وتنصف وتعطي الحق أم أنه استحوذ على هذه العقول شيطان الطائفية؟!
لذلك أطرح مجموعة من الإشكالات علّها تشجع أنزيم الفكر للعمل في هذه العقول الصدئة!!
الإشكال الأول: -
متى بدأ ولاء الشيعة لإيران؟
هل كان هذا الولاء قبل الثورة الإسلامية الإيرانية؟ أم بعدها؟
فإذا كان ولاء الشيعة لإيران من قبل الثورة فذلك شيء مضحك.. فكيف يستقيم أن يوالي الشيعة نظاما ما ثم يوالون من يسقطه؟ وبين منهج النظامين بُعد المشرق عن المغرب؟ بعبارة أخرى كيف يتم الولاء للقاتل والمقتول!!؟
أما إذا كان ولاء الشيعة لإيران من بعد الثورة وهو - الأقرب لفكر العقول الصدئة -؟
فذلك أمر مضحك أيضاً لأن لازم ذلك أن الشيعة في جميع الدول الإسلامية بقوا 1400 عام بلا ولاء لأي وطن وبين عشية وضحاها استيقظوا صبيحة الأول من فبراير 1979 ليجدوا أنفسهم موالين لإيران!!
بربكم أليس ذلك مما يضحك الثكلى؟!
الإشكال الثاني: -
لماذا يوالي الشيعة إيران؟
لإتحاد المذهب مثلا؟
إذا كان ذلك فلماذا صوّت البحرانيون «الشيعة» في بداية السبعينات أن يكونوا دولة عربية مستقلة وليس جزء من إيران!!
ولماذا بقي شيعة الكويت أثناء الهجوم الصدامي يدافعون عن أرضهم ولم يستنجدوا بإيران؟!
الإشكال الثالث: -
اذا كان ولاء الشيعة لإيران؟
فلمن ولاء أهل السنة في إيران؟
إن كان ولاء أهل السنة في إيران لإيران نفسها فلما استحقوا هذه المرتبة ولم يستحقها الشيعة في أوطانهم؟
وإن كان ولاء أهل السنة في إيران لغير إيران؟
فالمسألة باتت متكافئة أي واحد - واحد بلغة مباريات كرة القدم فلماذا كل هذا التشكيك وليس لأحد فضل على الأخر؟
الإشكال الرابع: -
لو سقطت إيران فلمن سيكون ولاء الشيعة؟
هل سيبقى ولاء الشيعة معلقاً في الهواء؟
أم سيرجع ولائهم لأوطانهم؟
الإشكال الخامس: -
العراق شيعية هي الأخرى لماذا لا يكون ولاء الشيعة لها؟
لا سيما في العراق ستة من أئمة الشيعة الإثني عشر!!
وكذلك بها النجف العاصمة العلمية الأولى للتشيع!!
وكذلك العراق عربية فيفترض أنها أسهل من حيث التواصل
زبدة المخض.. سئمنا من لغة التشكيك في ولاء الأخر ولغة شعب الله المختار والمزايدة على حب الوطن فكل الشيعة يعشقون أوطانهم ويذبون عن حماه بدمائهم وأموالهم امتثالاً لقول سيدهم أمير المؤمنين «عمرت البلدان بحب الأوطان» وفي رواية أخرى «حب الوطن من الايمان» وقد أثبتت الأيام والتجارب حب الشيعة لأوطانهم ومن هوان الدنيا بل من السخف أن نبسط الأدلة على إثبات ذلك فهو أشبه بإثبات وجود الشمس في رائعة النهار.