الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيد الخلائق أجميعن ، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ؛ أما بعد
بعد جولات وصولات فاشلة من الوهابية في إثبات التحريف والتلاعب عند الإمامية ، ومحاولة ثني الموالين – حفظهم الله – عن مواصلة كشف الحقائق عن طريق المقابلة بالمثل ، ولكن للأسف تذهب كلها أدراج الرياح .
وبين القوم والحق أسفارٌ دونها الموت ..
#اليوم حلقة جديدة من حلقات التحريف والتلاعب نكشفها للقارئ المنصف ..
آخر ما نُسب للفخر الرازي من وصية قبل وفاته ، يذكر فيها أن الطرق الكلامية لا تنفع ، وإنما كتاب الله ، ولكن الذهبي قام بتلاعب بسيط في المكتوب ليظهر أن الفخر الرازي عدل عن نهج الطرق الكلامية والفلسفية إلى الإثبات – في الصفات - على طريقتهم وبذلك يصبح ضمنا قد خرج من الأشاعرة إلى خصومهم !
أولاً : النص الأصلي الغير محرف في أقدم مصادره :
ذكره ابن أبي أصيبعة في كتابه [ عيون الأنباء في طبقات الأطباء – ص 467 ] :
[ اعلموا أني كنت رجلا محبا للعلم فكنت اكتب في كل شيء شيئا لا أقف على كمية وكيفية سواء كان حقا أو باطلا أو غثا أو سمينا إلا إن الذي نظرته في الكتب المعتبرة لي أن هذا العالم المحسوس تحت تدبير مدبر منزه عن مماثلة المتحيزات والأعراض وموصوف بكمال القدرة والعلم والرحمة ولقد اختبرت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن العظيم لأنه يسعى في تسليم العظمة والجلال بالكلية لله تعالى ويمنع عن التعمق في إيراد المعارضات والمناقضات ] .
أقــول : ابن أبي أصيبعة توفي عام 668 هـ ، وكان عمر الذهبي خمس سنوات .
وسألحق النص الآخر للإمام السبكي في طبقات الشافعية المتوفى عام 771 هـ أي بعد وفاة الذهبي بـ 23 سنة فقط ، وهو نفس النص لم يتغير ، لكنه عند محبي التجسيم والحد والفوقية يتغير !
أقول : قال بشار معروف في الهامش : [ هذا جزء من وصيته التي أوصى بها لما احتضر لتلميذه إبراهيم بن أبي بكر الأصبهاني، وقد أوردها المؤلف في (تاريخ الإسلام) ، كما أوردها التاج السبكي في (طبقات الشافعية) وغيره ] .