ما معنى الصراط ؟
يدلّ الصراط ـ في معناه الأصليّ ـ على الطريق. وهو طريق خاصّ بسِماته ومزاياه، لا كسائر الطرق. إنّه الطريق الذي من شأنه أن يضمّ سالكيه ويطويهم في متنه. .و من شأنه ـ استمداداً من مادّة «صَرَطَ» اللغويّة ـ أن «يصرط» السائرين فيه ويبتلعهم، فلا يفكّهم حتّى يوصلهم إلى خاتمته ونهايته؛ إذ الصِّراط والسِّراط ـ ولهما دلالة واحدة ـ مشتّقان من «صرط» و «سرط» بمعنى: ابتلع وازدرد. وفي السّرط والابتلاع دلالة على التغييب والإخفاء، ممّا يوحي بأنّ الصراط يغيّب المارّين فيه ويصبغهم بصبغته المتميّزة.
الصراط في القرآن
وصف القرآنُ الكريم الطريقَ الحقَّ الذي يوصل إلى لقاء الله تعالى بالاستقامة؛ وقد ورد هذا الوصف في (32) موضعاً منه. كما نصّ على نعت «السَّويّ» للصراط في موضعين من آياته الشريفة؛ تمييزاً لصراط الحقّ عن صراط الباطل.. الذي لابدّ أن يكون طريقاً أعوج، يبتلع أيضاً الداخلين فيه ويغيّبهم في أعماق ظلماته، ثمّ يمضي بهم في انحرافه واعوجاجه فلا يُفضي في النهاية إلاّ على بوّابة الجحيم. من هنا وُصِف الصراط الأعوج بـ «صراط الجحيم» في قوله تعالى: « فآهْدوهُم إلى صراطِ الجحيم ».
استقامة الصراط
اقترن صراط الحقّ بصفة الاستقامة. وهذه الصفة لها دلالة على التوسّط والاعتدال في الحركة والمسير، فلا مَزلّة إلى يمين ولا مَضلّة إلى شمال. وله كذلك دلالة على معنى السرعة في بلوغ الغاية الكبرى؛ ذلك أنّ استقامة الخطّ تجعله أقصر مسافة بين مبدئه ومنتهاه.. في حين يَسِم الاعوجاجُ الطريقَ بِسمات الطول والبطء والانحراف.
دقّة الصراط وحدّته
يوصف الصراط ـ إضافةً إلى الاستقامة ـ بصفتين أُخريَين تكشفان عن واقعيّة دقيقة، إذ قالت عنه روايات النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين بأنّه «أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف».. فكيف يكون صراط الله المستقيم على هذه الشاكلة من الدقّة الدقيقة والحدّة الحادّة ؟ وماذا تعني هاتان الصفتان في حاضر الإنسان وفي مستقبله حين يدخل في حقائق القيامة المنكشفة ؟
الصراط صراطان
لابدّ من التنويه أوّلاً بهذه الحقيقة، وهي أنّ الصراط المستقيم صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة. يقول الإمام الحسن العسكري عليه السّلام عن هذين الصراطين: «.. فأمّا الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قَصُر عن الغلوّ، وارتفع عن التقصير، واستقام فلم يَعدِل إلى شيء من الباطل. وأمّا الطريق الآخر فهو طريق المؤمنين إلى الجنّة... الذي هو مستقيم».
وهذا ممّا يكشف لنا سريعاً عن ارتباط الصراط بالمنهج الإلهيّ الذي أعدّه الله لتتعرّف عليه البشرية وتهتدي به في الحركة الصاعدة المتقدّمة دوماً إلى الأمام، والذي كان حُجج الله من أنبياء وأوصياء سلام الله عليهم هم الداعين إليه والدالّين عليه.
صراطنا الآن
الواقع أنّ المضمون الدينيّ المقدس ـ بما يتضمّن من التزام ومن رفض ـ ينبغي أن يصبغ بصبغته الأصيلة حياة الفرد وحياة الأمة، وهو الذي يغيّبهم في نوره وسعادته إذا نَهجوا فيه.. حتّى يبلّغهم الكمال اللائق المطلوب، فإذا هم بشر أسوياء. وهذا هو صراطهم في الدنيا.
الآيات القرآنية أبانت هذه المعانيّ، وشوّقت للسلوك في طريق الاستقامة والاستواء ـ بما يستكنّ فيه من بهجة ونور ـ في مثل قوله عزّوجل: «ومَن يَعتصِمْ باللهِ فقد هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم ». وفي قوله على لسان أحد الأنبياء عليهم السّلام:«إنّ الله ربّي وربّكم فاعبُدوه، هذا صراطٌ مستقيم»، وفي مثل خطابه المقدّس: « وهذا صراطُ ربِّك مستقيماً »، وقوله مخاطباً النبيّ الخاتم صلّى الله عليه وآله: « وإنّك لَتدعوهم إلٍى صراط مستقيم ». وكما تكون الهداية إلى الصراط هدايةَ إبانةٍ وكشف، تكون هداية إيصال وإبلاغ.. عبّر عنها قول الحقّ تعالى: « وهُدوا إلى الطيّبِ مِن القولِ، وهُدوا إلى صراط الحميد ».
تحذير من الانزلاق
إنّ الكشف عن سبيل الحقّ والهداية إلى الصراط المستقيم يستبطن تحذيراً من مفارقة الاستقامة، وتحذيراً من التفرّق ذات اليمين وذات الشمال.. فتزلّ قدم بعد ثبوتها. إحدى آيات القرآن المجيد نصّت على هذا التحذير الناهي عن الانزلاق من جادّة الصراط والانجرافَ في تيّارات السبل الأخرى الملتوية المضلِّلة. تقول آية سورة الأنعام: «.. وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتَّبِعُوه ولا تَتَّبِعوا السُّبُلَ فتَفَرَّقَ بكم عن سبيلهِ ».
ولا ريب أنّ التفرّق عن سبيل الله هو تفرّق عن الصراط المستقيم. وهذا يستتبع ـ لا محالة ـ اتّباعَ السبل الأخرى.. ممّا يجعل الإنسان يهوي في انتكاسة وجوديّة مدمِّرة تنقله من حالة الإنسان المعتدل السويّ الناهج منهج الكمال الإنسانيّ، إلى حالة انقلاب الموازين واضطراب الرؤية والانكفاء عن الحقيقة الوجوديّة الأصيلة. وهذه المقارنة بين النهجين تكشف عنها آية من سورة المُلك: « أفَمَن يَمشي مُكِبّاً على وجهِه أهدى أم مَن يَمشي سَويّاً على صراطٍ مستقيم » ؟!
لكلٍّ صراط
الإنسان المؤمن يسلك ـ إذَن ـ خلال حياته في صراط. ولكلّ فرد صراطه الخاصّ.. الذي يتّخذ سَعتَه أو ضِيقه من مدى انفتاح صاحبه ـ ظاهراً وباطناً ـ على منهج الحقّ، ومن مدى اقترانه بالصدق. والمفروض أنّ المؤمن يحسّ بصراطه ويرى درب المسير الذي يصونه من التلفّت إلى غير منهج الله. وهو يستطيع أن يقيس سعة صراطه الخاصّ وضيقه بمقدار الحقّ فيما يعتقد، وبمقدار الصدق فيما يعمل ويمارس.. أي: بمقدار استمساكه بعقيدة الولاية والبراءة الإلهيّة (أو الالتزام والرفض).. فيُعظِّم ما عظّمَ اللهُ، ويُهوِّن ما هوّن اللهُ، في تفصيلات حياته، وفي دقائق سيرته اليوميّة المتجدّدة.
صراط الآخرة
صراط الإنسان في الدنيا هذا.. سوف يتجلّى يوم القيامة: جسراً ممدوداً على متن جهنّم، لابدّ للوصول إلى نعيم الجِنان من المرور عليه. معنى هذا: أنّ الصراط الأُخرويّ هو امتداد لصراط الإنسان في حياته الأرضيّة، بل هو نفسه قد تجسّد ظاهراً للعيان في عالم الانكشاف الأخرويّ المبين.
وهو جسر تصفه الروايات بأنّه مظلم، يسعى الناس عليه على قدر أنوارهم. ويصوّر حديث للإمام الصادق عليه السّلام مسير الناس آنذاك على الصراط:
«هو أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف:
فمنهم مَن يمرّ عليه مثلَ البرق.
ومنهم مَن يمرّ عليه مثلَ عَدْو الفَرَس.
ومنهم من يمرّ عليه ماشياً.
ومنهم من يمرّ عليه حَبْواً.
ومنهم من يمرّ عليه متعلّقاً.. فتأخذ النار منه شيئاً، وتترك منه شيئاً».
وهذا المرور مَنوط ـ سرعةً وبُطءً ـ بقدر نور المارّين، وتتفاوت سرعة المشي بتفاوت نور اليقين، ذلك أنّ المعرفة اليقينيّة والأعمال الخالصة هي في حقيقتها الوجوديّة أنوار، ولا يسعى المؤمنون إلى لقاء الله إلاّ بقوّة أنوارهم.. قال تعالى: « يومَ تَرى المؤمنينَ والمؤمناتِ يَسعى نورُهم بين أيديهم وبأيمانِهم ».
والنور هناك ليس «بكثرة الأعمال. إنّما النور بعِظَم نور الأعمال. وإنّما يَعظُم نور العمل على قدر ما في القلب من نور القُربة. وكلّ نور أقرب إلى الله فهو أقوى وأنوَر. فكم مِن رجُل قلّ عمله هناك، سبق إلى الجنّة مَن هو أربى منه أضعافاً مضاعفة. ألاَ ترى إلى قوله صلّى الله عليه وآله لمعاذ بن جبل: خلِّص.. يَكفِك القليل من العمل ».
الصراط مظهر الرحمة
والصراط ـ دنيويّاً وأُخرويّاً ـ مظهر للرحمة الإلهيّة، فهو ـ لهذا ـ صراط للمؤمنين، لا يجوز عليه أهل الكفر والعناد؛ لأنّ النار قد التقطَتْ من الموقف قادتهم وكبراءهم، واتّبعهم أتباعهم المنقادون إليهم.
والإسلام ـ وهو صراط الدنيا ـ قد أظهره الله تعالى لعباده من رحمته. فلمّا قبلوه ولم يَفُوا به.. جعل تلك الرحمة جسراً يمرّون عليه، فمَن ضيّع منهم شيئاً من الإسلام فقد ضيّع من تلك الرحمة التي رحمه الله سبحانه بها، فصعُب عليه المرور عليه.
والدقّة والاتّساع في الصراط إنّما تكون على قدر ما قَبِل المرء من تلك الرحمة؛ فالدقة للمذنبين، والسَّعة للمتّقين، والجادّة الواسعة للأنبياء والأوصياء والأولياء.. يمرّون كومضة البرق.
نحو لقاء الله
إنّ كلّ صراط يسلكه أفراد البشر في الدنيا فلابدّ أن يؤدّي بصاحبه إلى لقاء الله. والفارق العظيم هو أنّ الصراط المستقيم يؤدّي بسالكه إلى لقاء الله في مظهر الاسم (الرحمن الرحيم).. الموصل إلى جنّات النعيم.
والصراط الملتوي المعوجّ يسوق أهله إلى لقاء الله في مظهر الاسم (القهّار والمنتقم والجبّار).. حيث يستقرّ أصحاب هذا الطريق في طبقات النيران وعذابات الجحيم.
الصراط.. والنور
(النور) في استعمال التعبير القرآنيّ غير منفصل عن استقامة الصراط. في حين تقترن (الظلمات) بصراط الجحيم وبالسبل الأخرى المفرِّقة عن سبيل الله، فليس مجازاً كلام القرآن عن النور والظلمة بمعنى: الهدى والضلال.
إنّ النور القرآنيّ نور حيّ شاخص في الواقع. وتحذير القرآن من ظلمة الكفر والفسوق والعصيان هو تحذير من ظلمة كائنة لها وجود؛ لكنّ خَدَر الظلام ربّما يشتمل على الإنسان ويحيط به، فلا يشعر بسواده الخانق في غالب الحالات.
أمّا أهل النور.. فإنّهم يحسّون بالانكشاف والبهجة، فيمنحهم هذا النور رؤية واضحة دقيقة يبصرون بها يوميّات حياتهم، ويعرفون بوضوحٍ معتقداتهم، ويشخّصون بجلوة ـ أجلى من ضوء النهار ـ مواقفهم.
إنّهم مُتشبِّعون باليقين والإخلاص، ومتنوِّرون من الداخل بجمال التوحيد في المعتقد وفي العمل.. فهم يمشون في حياتهم: في النور، ومن خلال النور، ويغذّون السير تلقاء عوالم من النور أرقى وأسمى.
الصراط.. والطغيان
الطغيان والاستكبار على الله سبحانه ـ في التعبير القرآنيّ ـ من لوازم الخروج عن استقامة الصراط والوقوع في المزلاّت: « فاستَقِمْ كما أُمِرتَ ومَن تابَ معك ولا تَطْغَوا، إنّه بما تعملون بصير ».
ومَن ينحرف عن صراط الله ويَتَعدَّ حدوده فإنّما يكون قد تمرّد على الله. والتمرّد يعني ـ فيما يعني ـ أن يطغى المرء ويرى نفسه ـ عامداً أم غير عامد ـ أكبر من أن يُسالم الله ويتطامن لربوبيّته، فيكون قد استكبر على الله.. تماماً كما فعل إبليس من قبلُ لمّا طغى واستكبر على الله، فكان أباً لكلّ طغيان ولكلّ استكبار.
أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف
ما من شكّ أنّ التمسّك بالحقّ والالتزام بالموقف التوحيديّ الراسخ ـ بما يتطلّب من البراءة والرفض لكلّ مُطاع من دون الله، أفكاراً أم أشخاصاً أم أعمالاً ـ إنّما يشبه المشي في طريق ضيّق شديد الضِّيق، حادّ بارز الحدّة.. كأنّما هو نصلة سيف! وهذا يذكّر بالنصوص التي تنعت طريق الحقّ بأنّه محفوف بالمكارِه، وبأنّ القابضين على دينهم كالقابضين على الجمر.
إلى جوار هذا.. فإنّ نهج الصراط التوحيديّ نفسه ـ بصرف النظر عن الظروف الخارجيّة ـ يتّسم بدقّة دقيقة ورهافة شديدة، لا يبلغ درجاتها العالية ومَراقيها الرفيعة إلاّ أهل الصدق وأهل الإصرار على مواصلة الطريق.
إنّ السعي الإنسانيّ على الصراط ينبغي أن يكون سعياً موسوماً بالإقبال والإخلاص. والسلوك فيه بغيرهما لا يكون إلاّ شكلاً ظاهريّاً لا يُغني في عالم الحقائق شيئاً. معنى هذا: أن السلوك الديني لابدّ أن يكون نابعاً من بصيرة، صادراً عن همّة عالية مقبلة على الله. مِن أجل هذا كان الإذعان لمظاهر الدين بسبب الإكراه ممّا لا جدوى فيه ولا نجاة معه. ومن أجل هذا كان «لا إكراه في الدِّين» بعدما « تَبيّنَ الرُّشدُ من الغَيّ ».
ومن هنا كان ظاهر الإيمان الذي يتستّر على غير الإيمان ـ وهو النفاق ـ ممّا لا خير فيه، بل هو وَبال على أهله وزيادة في الكفر.
الصراط.. بين التعرّف النظري.. والسلوك العملي
للصراط قيمة عليا وأهميّة كبرى في وجود الإنسان، لا يصحّ أن يُغفَل عنها. يكفي أن نتذكّر أنّ الله الرؤوف الرحيم قد علّمنا أن ندعوه طالبين منه هدايتنا إلى الصراط المستقيم: كشفاً وزيادة تثبيت. في قرآن الصلاة اليوميّة ندعوه (17) مرّة في الأقلّ: « إهدِنا الصراطَ المستقيم. صراطَ الذين أنعمتَ عليهم، غيرِ المغضوب عليهم ولا الضالّين ».
والتعرّف على الصراط من أهمّ حقائق الحياة التّوحيديّة، ومن أوفرها التحاماً بواقع الإنسان. وهذه الحقيقة لها ـ في سياق التعرّف ـ أُفقان ملتحمان: أفق الإدراك والتلقّي من أجل الاستيعاب والتمييز، وأفق السلوك الواقعيّ من خلال هذا الإدراك، لتحقيق الاستقامة العمليّة التي تتحقّق بها إنسانيّة الإنسان.. قال الله عزّوجلّ: « الذينَ قالوا: ربُّنا الله، ثمّ استقاموا ».
والاكتفاء بالتعرّف الذهنيّ على (الصراط) دون أن ينطلق المرء للتلّبس فيه: مُعايَشة، واقتراباً، وتقدّماً.. ليس فيه كبير نفع، بل لعلّه يكون نوعاً من «التكاثر» الفكري غير المحمود. المهمّ أن يجد المرء نفسه سالكاً في وسط الصراط، ماضياً فيه إلى الأمام، آخِذاً ما عرفه بقوّة « خُذوا ما آتَيناكُم بِقوّة ». وتلك من علامات الفوز، ومن علامات المشي سويّاً على صراط مستقيم.
* * *
أحاديث مختارة
1ـ استقامة الصراط
• الإمام عليّ عليه السّلام: اليمين والشمال مَضَلّة، والطريق الوسطى هي الجادّة: عليها باقي الكتاب وآثار النبوّة، ومنها مَنفَذ السنّة، وإليها مصير العاقبة.
• الإمام الصادق عليه السّلام: إنّ الناس أخذوا يميناً وشمالاً، وإنّا وشيعتنا هُدِينا الصراطَ المستقيم.
2ـ تفسير الصراط
• الإمام الصادق عليه السّلام، في تفسير قوله تعالى: « إهْدِنا الصراطَ المستقيم »: أرشِدْنا الصراط المسقتيم، أرشِدْنا للزوم الطريق المؤدّي إلى محبّتك، والمبلّغ إلى جنّتك، مِن أن نتّبع أهواءنا فنعطب.
• الإمام الصادق عليه السّلام: هو الطريق إلى معرفة الله عزّوجلّ. وهما صراطان: صراط في الدنيا وصراط في الآخرة؛ فأمّا الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفروض الطاعة؛ مَن عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مَرّ على الصراط الذي هو جسر جهنّم في الآخرة.
3ـ وصف الصراط
• رسول الله صلّى الله عليه وآله: الصراط أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف.
• رسول الله صلّى الله عليه وآله: إنّ على جهنّم جسراً أدقّ من الشَّعر وأحدّ من السيف.
• الإمام الصادق عليه السّلام: الصراط أدقّ من الشَّعر ومن حدّ السيف.
4ـ ما يثبت على الصراط
• رسول الله صلّى الله عليه وآله: أثبتُكم قَدَماً على الصراط أشدُّكم حبّاً لأهل بيتي.
• رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا عليّ، إذا كان يوم القيامة أقعُد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط، فلا يجوز على الصراط إلاّ مَن كانت معه براءة بولايتك.
• رسول الله صلّى الله عليه وآله، وهو يقول لعلي عليه السّلام: ما ثَبَت حبّك في قلب أمرئٍ مؤمن، فزلّت به قدمُه على الصراط إلاّ ثَبَتتْ له قدم.. حتّى أدخله الله بحبّك الجنّة.
5ـ مَفارز تفتيش على الصراط
• رسول الله صلّى الله عليه وآله:.. ثمّ يوضع عليها [أي على جهنّم] الصراط... عليها ثلاث قَناطِر، فأمّا واحدة فعليها الأمانة والرَّحم، وأمّا ثانيها فعليها الصلاة، وأمّا الثالثة فعليها عَدل ربّ العالمين لا إله غيره.
• الإمام الصادق عليه السّلام، في قول الله عزّوجلّ « إنّ ربَّكَ لَبِالمِرْصاد »: قنطرة على الصراط لا يجوزها عبدٌ بمظَلَمة.
6ـ المرور على الصراط
• رسول الله صلّى الله عليه وآله: والناس على الصراط؛ فمتعلّق بِيَد، وتزول قَدَم، ويستمسك بقَدَم.
• رسول الله صلّى الله عليه وآله: والناس عليه: كالبرق وكطرفة العين، وكأجاوِد الخيل والركاب، وشَدّاً على الأقدام؛ فناجٍ مُسلَّم، ومخدوش مُرسَل، ومطروح فيها.
• رسول الله صلّى الله عليه وآله:... فمنهم مَن يمضي عليه كلمح البرق، ومنهم مَن يمضي عليه كمَرِّ الريح، ومنهم مَن يُعطى نوراً إلى موضع قدمه، ومنهم مَن يحبو حبواً وتأخذ النار منه بذنوبٍ أصابها.
• في مناجاة النبيّ موسى عليه السّلام: إلهي، ما جزاء مَن تلا حكمتك سرّاً وجَهراً ؟ قال: يا موسى، يمرّ على الصراط كالبرق.