وجهُ أنينها
ما زال حرفُ قصيدتي يتصبَّبُ
ويئنُّ من فرط الهوى يتعذّبُ
يهوى عليّاً والضَّميرُ تأوّهٌ
ولعُظْمِ رزءِ الآلِ يشكو يَنْعَبُ
قد حطُّ في بالَ القصيدةِ حزنُهُ
والشَّجْوُ أَرَّقَ مُهْجَةً تتقرّبُ
مَا خطبُهُ الدّهرُ الحُزُونُ تَحُوكُهُ
ثوباً على الإنسانِ فيه الأعجبُ؟!
عطشى دموعي والفراتُ مِدادُها
حزنى شغافي والضّفافُ تَصَبُّبُ
فكأنّما غيمُ المُصابِ بهطلِهِ
يَهْمِي على بركانِ حزنٍ يَلْهَبُ
وكأنّما مَسْرَى الدّموعِ ومِلْحُها
حَرُّ الصَّحَارَى حينما تتلهَّبُ
لكنّما طرفي أَغُضُّ إذا صَدَى
آهاتِها الثكلى يَؤُوبُ ويَقْرَبُ
تبكي أباها والسُّجُودُ سبيلُها
واللهُ عَنْ أنفاسِها لا يَعْزبُ
لهفي عليها والحسينُ جنْاحُها
وجناحُها الحَسَنُ الزكيُّ الأنجبُ
وجناحُ جِنْحَيها أبو الفضل الأبيّ
بكلّهِ.. ساقي العَطاشى الأَهْيبُ
لهفي عليهِا إذْ تجولُ بطيفِها
فتحارُ من فرطِ الشّجى مَنْ تندبُ
والذِّكرياتُ تلفُّ وجهَ أنينِها
من أينَ تبدأ والأسى يتشعّبُ؟
هذا رسول الله خاتمُ مُرسَلٍ
يُرمى بِهَجْرٍ حين قال سأكتبُ
هذا عليُّ المرتضى.. محرابُهُ
مِنْ نَزْفِ هامتِهِ غدا يتخضّبُ
هذي الطّهورةُ فاطمٌ تتلو الأسى
دمعاً له اللهُ المُهيمِنُ يَغْضَبُ
هذا أخوها المُجتبى حسنٌ مضى
إذْ سُمَّ يلفظُ كَبْدَهُ.. يتعذَّبُ
هذا الحُسينُ شهيدُ وَقْعَةِ كربلا
بعصا يزيدٍ رأسُهُ يُتَقلَّبُ
هذي سبايا الآلِ، بعد فُراقِهِمْ
يومَ الطّفوفِ، أمانةٌ تتجلْبَبُ
هذا عليُّ بْنُ الحُسينِ مُكبّلٌ
بقيودِ جَوْرٍ وابْنُ هندٍ يلعبُ
مِنْ أينَ تبدأُ ذكرياتِ شُجُونِها
وطلائعُ الشّركِ المَرَاقِدَ تضربُ
وبنو وَهَابٍ في البقيعِ لِغَيِّهِمْ
هَدَمُوا القبورَ وللضّلالِ تَحَزَّبُوا؟
وعلى التّشيُّعِ حَطَّ غِلُّ صدورِهِمْ
وعيونُهمْ فيها العمى والغيهبُ؟
حجبوا هوى الشّيعيّ دون مُبرِّرٍ
لكنّما في الظَّنِّ خابَ المأربُ
لهفي على الحوراءِ روحي دونَها
نزفُ المدامِعِ، والفؤادُ الأصهبُ
حزني يظلُّ فراشةً كَمْ حَوَّمَتْ
حول الضِّياءِ ومِنْهُ كَمْ تتحبَّبُ
ستهونُ دنيًا لا أرومُ غرورَها
وأهيمُ صبّاً بالّذينَ تطيّبوا
إذْ إنّ حرفَ قصيدتي حُبّاً بَرَتْهُ،
وخافقي، أمُّ المصائبِ زينبُ
حسن أمين رعد
الأحد 25 رمضان
الموافق 5/9/2010