[أبو حسين العاملي]

بسم الله الرحمان الرحيم

اللهم صلِّ على محمَّد وآله الطاهرين .

إنَّ الحريات قبل أن تُقنن في ضوابط كانت وما زالت تحتضنها القلوب ، وتعشقها النفوس ، حتى خرجت تلك المشاعر سيوفًا في وجه الطغاة ، ورماحًا قلعت جذور الظلم والاستبداد .
لكن يا ترى هل نجح العالم في توليد الحرية خالية من شوائب وإعاقات الإباحية ، والاستغلال ؟
هل يا ترى توقف عصر الديكتاتورية وفرض الآراء على الحرية ، لتكون كما نريد لا كما تريد الحرية ؟
أليس إعطاء الحرية لتختار المرأة - بنفسها - مكانها في هذه الخلية هو الصواب ؟!
في أي صفٍّ يا ترى من يُرغم المرأة على خلع الحجاب ؟!
في صف الأحرار أم فارضي الحرية على الحرية بوجه من وجوه الاستبداد والانتقائية ؟
أعطوا المرأة فرصتها لكي تكشف عن نفسها بنفسها لا بما تهوى الأنفس .
قالوا : إنَّ الحرية حبيسة قوانينا ودساتيرنا ، قد استلهمناها من روح العصر ، ألا ترى كيف أن العالم يدين لنا بـالرفاهيَّة ، ويسبح في اختراعاتنا البهيَّة ؟ ، وألا ترى كيف يُضرب بنا الأمثال بتطبيق الحقوق الإنسانيَّة ، ونشر الثقافة السويَّة ؟
قلت : إن كان هذا الكلام قد وقع في لسان الصدق ، فأين تضعون تشريع خلع الحجاب ؟ ، بل أين نضع كثرة من ينادي بذلك ؟ .
لم نسمع من تلك الدول تشريعًا ينادي بحرية خلع الحجاب ! ، حتى يُسكت قلمنا ، ويقول : أعطيت الحرية إلى المرأة لتختار مجدها بيدها ، وقد اختارت ما تهواه !!.
أيها القارئ الكريم انظر بعين القلب ترى ضوء الشموع قد انطفأ في أنديتهم ، وصارت الحرية قناعًا يرتدونه في حفلة التنكر ، تلك التي من المبادئ الإنسانية خليَّة .
والحمد لله رب العالمين وسلام على محمد وآله الطاهرين