بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم
بعض السم يداف بالعسل ومنه مانسب الى ان الامام علي ترك طلحة بن ابي طلحة كبش الكتيبة لانه استعطف الامام وناشده بالرحم واليكم النص :
طلب طلحة بن أبي طلحة ، حامل لواء المشركين البراز ، فبرز إليه علي ( عليه السلام ) فقتله . فسر رسول الله ( ص ) بذلك ، وكبر تكبيرا عاليا .(مغازي الواقدي ج 1 ص 226 ، وشرح النهج للمعتزلي ج 14 ص 236 )
وأما أن عليا انصرف عن قتل حامل لواء المشركين ، لانه قد عطفته عليه الرحم ، فلا يمكن أن يصح ، لان عليا لم يكن ليرحم من حاد الله ، ورسوله ، وكان كبش كتيبة المشركين ، الذين جاؤا لاستئصال شأفة الاسلام والمسلمين . ونحن نعلم : أن عليا ( ع ) كان في كل أعماله مخلصا لله تعالى كل الاخلاص . وقد قدمنا الاشارة الى موقفه حينما قتل عمرو بن
عبد ود فلا نعيد .
فالظاهر أن الصحيح : هو أنه ناشده الله والرحم ، واستقبله بعورته فانصرف عنه . وهو بلاء تعرض له أمير المؤمنين مع غيره أيضا ، كعمرو بن العاص ، وبسر بن أبي أرطأة في وقعة صفين ، كما هو معلوم .
نعم لقد انصرف عنهم جميعا ، بدافع من كرم النفس ، وطاعة الله .
فهو حين يقتل قومه يقتلهم طاعة لله ، وحين ينصرف عنهم ينصرف لكرم النفس والنبل والشرف ، وطاعة لله أيضا . حيث لم يكن ثمة حاجة للتذفيف عليه ، مع مشاهدة ما لا يحسن مشاهدته منه - عورته - وقد علم
أن الله سيقتله من ضربته تلك ، التي فلقت هامته الى موضع لحيته .
ولا ننسى أن نشير هنا الى أنه إذا بلغ السيف الى موضع لحيته ، فانه
لن يكون قادرا على مناشدة أحد .