سجّل تاريخ مولدك في مقابل تاريخ يومك هذا .. وابدأ عملية الطرح الحسابية لترى كم مضى من عمرك.. وسجل الحاصل بالسنة والشهر واليوم واذا أردت يمكنك الاكتفاء بحساب السنة فقط.. المهم أن تكتب الرقم وتضعه أمام ناظريك .. وتتأمل:
"عشرون سنة": إذا كان هذا عمرك .. أقل او أكثر بقليل.. ربما ستقول في نفسك: لا داعي للقلق بشأن الآخرة فأنا ما زلت شاباً في أول عمري وأمامي الكثير من السنوات لأصلح نفسي وأهيئها.. لكنك سرعان ما ستنتبه وتتدارك موقفك لتقول: من يدري ما ينتظره وما تخبى له الايام! ومن بضمن أن عمره سيطول ليجد الفرصة للإصلاح والتوبة!... وعندها ستعاهد نفسك على المباشرة باستغلال عمرك فيما هو خير لدنياك وآخرتك..
"ثلاثون سنة": أيضاً أقل او أكثر لا فرق.. الفرق يكمن في حالك الآن.. اسأل نفسك: "ماذا حققت وماذا جنيت"؟ "هل أنا اسير على طريق الصواب"؟ وستجيب: حقاً .. لا بد لي من مراجعة حساباتي ووضعها في ميزان الربح والخسارة الأبديين.
"أربعون سنة": رقم مميز يعبر عن النضوج والتعقل .. فاسأل نفسك: "ما هي الدروس التي تعلمتها من تجارب الحياة"؟ "ألم يكن بينها أن لا شيء يستأهل الاستغراق في أمور الدنيا على حساب الآخرة"؟
واسأل نفسك بعين العقل: "هل أنا راضٍ عما أدّخره في جعبتي للمصير القادم"؟
وستكون إجابتك دافعاً للمبادرة التي ستأخذها.
"خمسون سنة": ليست بالشيء القليل.. ها انت تعترف بذلك مؤكداً أنك لم تشعر كيف مرت عليك كل هذه السنوات.. وستفكر أن ما بقي من العمر لن يكون ربما اكثر مما مضى .. وستطلق صفارة الانذار...
"ستون.. سبعون.. ثمانون..تسعون......" الكل سائر الى المصير المحتوم...
وقبل ان تطوي الورقة تناول قلمك وسجّل قول أمير الحكماء (ع): "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً.. واعمل لآخرتك.. كأنك تموت غداً"....