لكل بلدٍ تاريخٌ وحضارة .. وصانعوا التاريخ والحضارة في بلادنا هم رجالات العلم والدين والورع والتقوى ..علماء أفذاذٌ جعلوا من هذا البلد قِبلةً تهوي إليه أفئدة مُتعطشي العلم والمعرفة وطلاب الحكمة .. فلا تجد قرناً أو ترى حقبة من الزمان تكاد تخلو منهم أو من صداهم الذي أنعش ولا يزال آذان طلاب العلم والحقيقة ..
وما البحرين التي أسلمت وآمنت بربها .. وترابها الذي لم يوجف بخيل ٍ ولا ركاب إلا دُرة فريدةٌ تلألأت فوق المياه الخليج بعلمائها ورجالاتها , وما هذه المزارات والمنارات التي خلّدتهم وأبت إلا تظهر ولو حتى القليل من مآثرهم إلا دليلٌ صارخٌ على تارخي وحضارة تنافس في علوها وشموخها حضارتي بابل واليونان .
|| الشيخ عزيز ||
من المساجد القديمه بالبحرين :مسجد الشيخ عزيز بالسهلة
القصــة التاريخيــة :
كان الشيخ عزيز من العلماء الأجلاء الذين غلب عليهم الزهد في الدنيا و ترك زينتها و الرغبة في الآخرة و نيل ثوابها ، و لم يظهر في أي مظهر من مظاهر الدنيا . و قد عرف بين معاصريه من العلماء بالعبادة و الإيمان والورع و التقوى و التصلب في عقيدته ، كما و عرف بالانعزال عن الناس ، صائما نهاره قائما ليله ، ومن هنا لم يشتهر عند المؤرخين .
وكان الشيخ عزيز يمتهن حرفة بسيطة ، وهي نقل الملح من محاله على حماره إلى الأسواق اليومية المنتشرة في قرى البحرين ، مثل يوم الأحد في توبلي ، ويوم الاثنين قرب قلعة البحرين ، و يوم الأربعاء في المنامة ، و يوم الخميس قرب مشهد الخميس ، تحريا منه لمكسب الحلال . و يبيع في الأسبوع مرتين أو ثلاث مرات و يقتات بالثمن مقتنعا بما يكتب الله له من الرزق ، وإذا مسه الضر فوض أمره إلى الله وإذا اعتدى عليه أحد قال حسبي الله و نعم الوكيل ، و لا يشكو إلا إلى الله و لا يسأل إلا إياه . وقد انقطع إلى الله في جميع أموره ، ويسأله دائما حسن الخاتمة وان يلقاه و هو عليه راض ، ويردد في دعائه أن يلقى الله و هو شهيد في سبيله و في حب أهل بيت نبيه .
وكان في أكثر أوقاته يحي الليل بالعبادة فإذا فرغ من ورده ينام قليلا ، و بينما هو في بعض الليالي بين النائم والمنتبه إذ سمع هاتفا يهتف به و يقول : "ابشر، فان الله عنك راض وقد كتب لك الشهادة و أنت من أنصار وليه و حجته الإمام المهدي المنتظر . فانتبه و هو في غبطة و سرور ينتظر ذلك الفوز العظيم . ودار الزمن في دوراته وحدثت الحوادث على جزيرة أوال . و تكررت الحوادث و تعددت الكوارث و ضرب الدهر بكلكله . ومما سبب القضاء و حتم القدر دخول الخوارج إلى هذه الجزيرة في عام 1216 وكان الشيخ عزيز من المنددين لهذا الدخول وقد عرف بهذا عند أولائك . فبينما هو يسوق أمامه حماره و عليه جوا لق الملح و كان الوقت ليلا إذ أدركه وقت صلاة الصبح وهو قرب المسجد الذي يكون غرب قبره بقليل ، فعقل حماره خارج المسجد ودخل وصلى ثم خرج . وعند وصوله محل قبره أوفقه جماعة من الأعداء ، وقد كمنوا له لما علموا هذا طريقه ، كما عرفوا منزلته من الدين أضعافا لما مر تعمدوا قتله ، فضربه أحدهم بالسيف ضربة قاضية أردته صريعا على الأرض و انصرفوا عنه و تركوه يخور بدمه . ولما خرج المصلون من المسجد ورأوه جهزوه و دفنوه في موضع قتله ، و بعد حين بنوا عليه مسجدا استنادا لقوله تعالى في ذكر أهل الكهف " قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا " .
ولاكتشاف قبر الشيخ عزيز قصة : قالوا أن أحد باعة الملح مر و هو يسوق حماره وقد أدركه وقت صلاة الصبح وهو قرب المسجد الذي يكون قبر الشيخ عزيز وبعد صلاته في المسجد مر في طريقه ، فلما قرب من القبر رأى المراحل التي فيها الملح وقد مالت إلى جانب واحد ، فأوقف الحمار ليعدلها وقال مستعينًا بالله : يا عزيز فسمع صوتا من ناحية القبر يقول : لبيك داعي الله هل خرج قائم آل محمد؟ ففزع الرجل وقال : إنما دعوت الله وهو العزيز فقال له : لم لا قلت يا عزيز يا الله . ونقل الرجل ما سمع للناس و شاع وذاع الخبر و عرف ( الشيخ عزيز )
|| عمير المعلم ||
الموقع: سترة ابو العيش " مسجد عمير المعلم "
المقدمة التاريخية :
هو عمير بن عامر الهمداني الكوفي . لقد كان عمير معلما للقرآن في الكوفة . تميز بالصبر والولاء لآل بيت محمد . فوصل الخبر إلى والي الكوفة آنذاك ، عبيد الله بن زياد ، فألقى به في السجن . إلتقى عمير بالمختار الثقفي وهو في السجن ، فبعث ملازمين وصديقين حتى أطلق سراحهما . وقد بقي عمير مع المختار في ثورة التائبيين المعروفة . فقتل المختار ولم يجد عمير سبيلا غير الفرار ، واختار أرض البحرين كمأوى له لكونها جزيرة ويصلبه سكانها .
أكرم أهالي منطقة سترة والبحرين المعلم عمير وهو لا يزال يدرسهم القرآن حتى جاء أجله وانتقل إلى رحمة الله ، فدفن في المنطقة نفسها . وقد اختفى قبره لفترة من الزمن إلا أنه ظهر مرة أخرى فيما بعد .
|| صعصعة بن صوحان ||
إنه الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان العبدي وقبره في عسكر
نبذه قصيرة..
كان صعصعة أحد أصحاب الإمام علي (ع) الخلّص وقد استشهد ودفن في منطقة عسكر بالبحرين
إنه الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان العبدي ، من اخلص أصحاب الإمام علي (ع) . تميز بفصاحته في الكلام وبلاغة لسانه وخطابته .
ولد صعصعة بن صوحان في ( دارين ) قرب القطيف سنة 24 قبل الهجرة الشريفة .
وآل صوحان من اسرة تنتمي إلى قبيلة ( عبد القيس ) من ( ربيعة ) التي عرفت بولائها الخالص لأمير المؤمنين (ع) . أما رأس هذه الأسرة (صوحان) والد الصحابي الجليل صعصعة كان سيدا مطاعا في قومه ، ورئيسا نافذ القول فيهم كما قالت عنه عائشة أم المؤمنين (رض) أنه كان رأسا في الجاهلية وسيدا في الإسلام .
|| مسجد الشيخ محمد سبسب ||
مسجد الشيخ محمد سبسب ويقع في قرية دار كليب
يعتبر هذا المسجد من أقدم المزارات في البحرين . يقع المسجد بجانب مقبرة كبيرة يدفن فيها أموات المسلمين . و في المسجد أيضا قبر حمزة إبن محمد سبسب
|| مسجد الشيخ زيد ||
مسجد الشيخ زيد او كما يعرف بـ " امير زيد " وهو في قرية المالكيــة .. إنه من خيار أصحاب رسول الله (ص) والإمام علي (ع) .وهو أحد المبشرين بالجنة من قبل الرسول الأعظم (ص) .وعرف عنه (رض) بولائه الخالص للإمام علي (ع) وثباته في الدفاع عن الحق .
هو العلامة أبو المكارم الجليل ذي الشرف الأصيل من سلالة النبي (ص) السيد هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد بن السيد علي بن السيد سليمان بن السيد ناصر الموسوي الكتكاني التوبلاني البحراني حيث ينتهي نسبه الشريف إلى السيد المرتصى علم الهدى المنتهى إلى الإمام موسى بن جعفر (ع) . أما ذرية السيد هاشم من الأولاد فهم علماء هاجروا بعد وفاة أبيهم إلى إيران كما يقال ومنهم السيد محسن الذي هاجر بعد وفاة والده المذكور إلى اصفهان برفقة اخوته السيد عيسى والسيد علي ، واقاموا بها ينشرون تعاليم الإسلام الحقة ، ومنها انتشروا في سائر البلاد الإيرانية .
وقد تلقى السيد هاشم العلوم الدينية في مختلف المجالات على يد علماء أفاضل من أهل البحرين وخارجها وكان يروي عنهم أيضا مثل السيد عبد العظيم ابن عباس الإسترآبادي والشيخ فخر الدين بن طريح النجفي الرماحي .
لقد كان للسيد هاشم عدة مؤلفات منها:
1) البرهان في تفسير القرآن ، 6 مجلدات جمع فيه الأخبار الواردة في التفسير .
2) كتاب الهادي وضياء النادي في التفسير في عدة مجلدات .
3) مدينة المعجزات في النص على الأئمة الهداة .
4) إرشاد المسترشدين .
5) إثبات الوصية لعلي (ع) .
وقد قام أيضا السيد بالقضاء في البلاد أحسن قيام .
توفي السيد هاشم في قرية نعيم " النعيم حاليا " في بيت الشيخ عبدالله ابن الشيخ حسين بن علي بن كنبار ونقل نعشه إلى قرية توبلي ودفن هناك وقبره مزار وذلك في سنة 1107 هـ 1665 م .