بكى شعيب ( عليه السلام ) من حبّ الله عزّ وجلّ حتّى عمي ؛
فردّ الله عزّ وجلّ عليه بصره ؛
ثمّ بكى حتّى عمي فردّ الله عليه بصره ؛
ثمّ بكى حتّى عُمي فردّ الله عليه بصره ؛
فلمّـا كانت الرابعة أوحى الله إليه :-
يا شعيب ، إلى متى يكون هذا أبداً منك ؟ ؛
إن يكن هذا خوفاً من النار فقد آجرتك ، وإن يكن شوقاً إلى الجنّة فقد أبحتك ؛
فقال :-
إلهي وسيّدي ، أنت أعلم إنّي ما بكيت خوفاً من نارك ولا شوقاً إلى جنّتك ؛
ولكن عقد حبّك على قلبي فلست أصبر أو أراك ؛
فأوحى الله جلّ جلاله إليه :-
أمّا إذا كان هذا هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران ؛
وهذا يعني أنّ القائد يخدم الجندي ؛
فإنّ موسى كان من أنبياء اُولي العزم ، وشعيب من اُمّته ورعيّته ومن جنده ؛
وهكذا يفعل الحبّ بأهله ؛
وممّـا جاء في صحيفة إدريس :-
طوبى لقوم عبدوني حبّاً ، واتَّخذوني إلهاً وربّاً وسهروا الليل ؛
ودأبوا النهار طلباً لوجهي ، ومن غير رهبة ولا رغبة ، ولا لنار ولا جنّة ؛
بل للمحبّة الصحيحة والإرادة الصريحة والانقطاع عن الكلّ إليَّ ؛
فيما أوحى الله تعالى إلى داود ( عليه السلام ) :-
يا داود ؛
أبلغ أهل أرضي أنّي حبيب من أحبّني ، وجليس من جالسني ؛
ومؤنسٌ لمن آنس بذكري ، وصاحبٌ لمن صاحبني ؛
ومختارٌ لمن اختارني ، ومطيعٌ لمن أطاعني ؛
وما أحبّني أحد أعلم ذلك يقيناً من قلبه ، إلاّ قبلته لنفسي ، وأحببته حبّاً لا يتقدّمه أحد من خلقي ؛
من طلبني بالحقّ وجدني ، ومن طلب غيري لم يجدني ؛
فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها ؛
وهلمّوا إلى كرامتي ومصاحبتي ومجالستي ومؤانستي ، وآنسوني اُونسكم واُسارع إلى محبّتكم ؛
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) :-
إنّ الناس يعبدون الله عزّ وجلّ على ثلاثة أوجه :-
فطبقة يعبدونه رغبةً إلى ثوابه ، فتلك عبادة الحرصاء ، وهو الطمع ؛
وآخرون يعبدونه خوفاً من النار ، فتلك عبادة العبيد ، وهي الرهبة ؛
ولكنّي أعبده حبّاً له ، فتلك عبادة الكرام ، وهو الأمن لقوله تعالى :
( وَهُمْ مِنْ فَزَع يَوْمَئِذ آمِنونَ ) ؛
( قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعوني يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنوبَكُمْ ) ؛
فمن أحبّ الله عزّ وجلّ أحبّه الله ؛
ومن أحبّه الله عزّ وجلّ كان من الآمنين ؛
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
حب الله نماذج وصور : السيد عادل العلوي ؛