هيبة الأهل أمام الأبناء : متى تضيع ؟ وكيف تستعمل بشكل سليم؟
بتاريخ : 07-09-2011 الساعة : 12:47 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تبدأ التربية من ذلك العمر الذي يتعذر فيه إقامة البراهين المنطقية وممارسة الإقناع وإعلان الحقوق الاجتماعية حيث يكون الطفل صغيراً ولا يمكن للمربي أن يمارس التربية بدون الهيبة
فهي لا تتطلب منه أن يقدّم البراهين وإثبات جدارته غير المشكوك فيها من قبل الصغير. ويجب على الأم والأب أن يحوزا على الهيبة في عيون أطفالهما ، ولكن ماذا لو لم يسمع الطفل توجيهات أبويه ولم يطعها ؟ هل هذا يعني أنه ليس للأهل أية هيبة في عيون أطفالهم؟ أولئك الأهل الذين لا يطيعهم أطفالهم ميالين دائماً إلى تغيير الأمور لصالحهم قائلين إن الهيبة هي هبة الطبيعة وإنها موهبة فريدة وهذا خطأ طبعاً فالهيبة يمكن أن تنظّم في كل عائلة وهذا ليس صعباً على الإطلاق ومن المؤسف أن بعض الأهل يقيمون هيبتهم على أسس كاذبة، إذ إنهم يسعون بالدرجة الأولى إلى فرض الطاعة على أولادهم وهذا جل ما يريدون إنه الخطأ بعينه فالهدف يجب أن يكون واحداً وهو التربية الصحيحة إلّا أن أولئك الأهل الذين لا يفكرون بالأهداف الحقيقية للتربية للحصول على الطاعة من أجل الطاعة وسرعان ما يتهدم كل شيء ولا تبقى لاطاعة ولاهيبة. وهناك عشرات الأنواع من الهيبة سنبحث في أهمها. الهيبة المرتكزة على القمع إنها أحد أنواع الهيبة المخيفة التي تعتمد على الأب الموجود في البيت الذي يرغي ويزبد دائماً ويستشيط غضباً لأتفه الأمور التي يقوم بها الطفل، إن هذا النوع يسبب الضرر لأنه لا يربي شيئاً لدى الطفل سوى الكذب والجبن والقسوة. الهيبة المرتكزة على الحب هذا النوع أكثر انتشاراً من سواه، حيث يعتقد الكثير من الأهل بأنه يجب على الأطفال أن يحبوا أهلهم ليطيعوهم ولكي يكون الأهل جديرين بهذا الحب عليهم أن يظهروا في كل خطوة من خطواتهم حبهم لأطفالهم، الكلمات اللطيفة والبشاشة والامتنان كل ذلك ينهال على الطفل بكميات زائدة وإذا صادف أن رفض الصغيرأحد أوامر والديه يسألونه « هذا يعني أنك لا تحب الباب والماما»؟ يحمل هذا الاتجاه مخاطر عديدة فليس لدى الطفل قدرة على مثل هذا الحب وسيلاحظ سريعاً بأنه يستطيع خداع والديه بسهولة شرط أن يجري ذلك بعبارات رقيقة ويستطيع أن يلقي الرعب في قلبيهما بمجرد تجهمه أو حتى إظهار أن حبهما بدأ يخبو، وهذا يجعله أنانياً . الهيبة المرتكزة على الرشوة حيث يتم شراء الطاعة بالهدايا والوعود الطيبة فالأهل لا يخجلون من القول إذا سمعت الكلمة سوف اشتري لك حصاناً و سنذهب إلى السيرك ولا تخلو العائلة على الأرجح من بعض أنواع التشجيع الأخرى مثل منح الجوائز ولكن من الخطأ الفادح إعطاء جائزة لطفل جراء طاعته وعلاقته الطيبة بأبويه .من الممكن أن نقدم له الجائزة على دراسته الجيدة وعلى قيامه بعمل صعب ولكن لا يجب بأي حال من الأحوال أن نعلن عن الجائزة سلفاً. الهيبة المرتكزة على المعرفة والمساعدة المعرفة والمساعدة مرتبطتان جدلياً ففي حياة كل طفل كثير من حالات لا يعرف فيها كيف يتصرف ويحتاج إلى النصيحة والمساعدة ومن المحتمل أن لا يطلب منهما المساعدة لأنه لا يقدر على القيام بذلك عندها يجب علينا أن نهب لمساعدته بأنفسنا يمكن أن نقدم له هذه المساعدة غالباً عبر النصيحة المباشرة أو عبر طرفة أو في سياق حديث ما أو حتى عن طريق الأمر. يجب أن لا تكون مساعدة الأهل ملحاحة ومضجرة وينبغي على الطفل في بعض الحالات أن يتخلص من الصعوبات بنفسه وعليه أن يعتاد على ذلك ولكن من الضروري أن نراقب كيف يقوم بهذه العملية وألّا نجعله يصل إلى نقطة الارتباك والتشوش . ومن الضروري أن يرى الطفل أحياناً ويشعر بشدة حرصكم وانتباهكم وثقتكم بقواه. الهيبة الحقيقية الأساس الرئيسي لهيبة الأهل يكمن في حياتهم وعملهم وشخصيتهم وسلوكهم ،الأسرة هي عمل كبير ومسؤول يترأسه الأهل ويتحملون مسؤوليته أمام المجتمع وأمام سعادتهم وحياة أطفالهم فإذا قام الأهل بهذا العمل بشرف وإخلاص وعقلانية وإذا ما وضعوا نصب أعينهم أهدافاً رائعة ذات أهمية عظيمة وحسبوا حساباً لكل شيء في أعمالهم وأفعالهم فهذا يعني أنهم يحوزون على هيبة الأهل