فتوى الرمـلي الشافـعي في جواز الاستغاثة بالأنبياء والأولياء والعلمـاء
بتاريخ : 04-09-2011 الساعة : 04:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين .
سألوا الفقيه الشافعي الكبير الإمام شهاب الدين أحمد بن حمزة الرملي المصري المتوفى سنة 957 هـ ، السؤال الآتي :
(( سئل : عما يقع من العامة من قولهم عند الشدائد يا شيخ فلان ، يا رسول الله ، ونحو ذلك من الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين ، فهل ذلك جائز أم لا وفهل للرسل والأنبياء والأولياء والصالحين والمشايخ إغاثة بعد موتهم ، وماذا يرجح ذلك ؟
فأجاب : بأن الاستغاثة بالأنبياء والمرسلين والأولياء والعلماء والصالحين جائزة ، وللرسل والأنبياء والأولياء والصالحين إغاثة بعد موتهم ، لأن معجزة الأنبياء وكرامات الأولياء لا تنقطع بموتهم .
أما الأنبياء فلأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويحجون كما وردت به الأخبار وتكون الإغاثة منهم معجزة لهم ، والشهداء أيضا أحياء شوهدوا نهاراً جهاراً يقاتلون الكفار ، وأما الأولياء فهي كرامة لهم ، فإن أهل الحق على أنه يقع من الأولياء بقصد ويغير قصد أمور خارقة للعادة يجريها الله تعالى بسببهم ، والدليل على جوازها أنها أمور ممكنة لا يلزم من جواز وقوعها محال وكل ما هذا شأنه فهو جائز الوقوع ، وعلى الوقوع قصة مريم ورزقها الآتي من عند الله على ما نطق به التنزيل ، وقصة أبي بكر وأضيافه كما في الصحيح ، وجريان النيل بكتاب عمر ، ورؤيته وهو على المنبر بالمدينة جيشه بنهاوند حتى قال لأمير الجيش : يا سارية الجبل ، محذرا له من وراء الجبل لكمين العدو هناك وسماع سارية كلامه وبينهما مسافة شهرين ، وشرب خالد السم من غير تضرر به .
وقد جرت خوارق على أيدي الصحابة والتابعين ومن بعدهم لا يمكن إنكارها لتواتر مجموعها وبالجملة ما جاز أن يكون معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي لا فارق بينهما إلا التحدي . ))
المصدر : كتاب فتاوى الرملي في فروع الفقه الشافعي ، ص 733 ، ط دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1424 هـ .