لرواية أبي سعيد في ثورة أهل مصر ومقتل عثمان
وحتى يكتشف الباحث خيانة من خان لينظر اتفاقهم في الرواية ومخالفة آخرين قطعوا الرواية هذه ولم يرووا المقاطع الأربعة السابقة.. وقد يغتفر لمن يهمل مقاطع في رواية واحدة,, ولكن إذا تادمنا أن هذا منهجه في قطع كل شيثء لا يتفق مع عقيدته فهذه خيانة ..
نبق في المقطع بسياق إسحاق..
السياق الثاني: سياق إسحاق بن راهويه ( 238هـ) عن معتمر نفسه..
في المطالب العالية للحافظ ابن حجر العسقلاني - (ج 12 / ص 362) قال إسحاق، أنا المعتمر بن سليمان، أنا أبي، أنا أبو نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي سعيد الأنصاري قال :
سمع عثمان بن عفان : أن وفد أهل مصر قد أقبلوا، فاستقبلهم، وكان في قرية خارجا من المدينة أو كما قال : فلما سمعوا به أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه، قالوا : كره أن تقدموا عليه المدينة، أو نحو ذلك، فأتوه فقالوا له : ادع المصحف قال : فدعا بالمصحف،
فقالوا له : افتح السابعة، وكانوا يسمون سورة يونس السابعة فقرأ حتى أتى على هذه الآية : (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون )، فقالوا له : قف أرأيت ما حمي من حمى الله، آلله أذن لك أم على الله تفتري ؟
فقال : « أمضه، نزلت في كذا وكذا، وأما الحمى، فإن عمر حمى الحمى قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت حميت لإبل الصدقة، أمضه »
فجعلوا يأخذونه بالآية، فيقول : « أمضه، نزلت في » كذا وكذا
قال : وكان الذي يلي عثمان في سنك.
قال : يقول أبو نضرة : يقول ذلك لي أبو سعيد.
قال أبو نضرة : وأنا في سنك
قال أبي : ولم يخرج وجهي يومئذ لا أدري لعله قال مرة أخرى : وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة
قال : ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرج، فعرفها فقال : « أستغفر الله وأتوب إليه »
، ثم قال لهم : « ما تريدون ؟ » قالوا : فأخذوا ميثاقه، وكتب عليهم شرطا، ثم أخذ عليهم : ألا يشقوا عصا، ولا يفارقوا جماعة، ما قام لهم بشرطهم، أو كما أخذوا عليه، فقال لهم : « ما تريدون ؟ » قالوا : نريد ألا يأخذ أهل المدينة عطاء، وإنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فرضوا وأقبلوا معه إلى المدينة راضين .
قال فقام فخطبهم، فقال : « إني والله ما رأيت وفدا في الأرض هو خير من هذا الوفد الذي من أهل مصر، ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضرع فيحتلب، ألا إنه لا مال لكم عندنا، إنما هذا المال لمن قاتل عليه، ولهذه الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم » .
قال : فغضب الناس وقالوا : هذا مكر بني أمية
ثم رجع الوفد المصريون راضين، فبينما هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض لهم ويفارقهم، ثم يرجع إليهم، ثم يفارقهم ويسبهم قالوا له : ما لك ؟ إن لك لأمرا، ما شأنك ؟ فقال : أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوه فإذا هم بالكتاب معه على لسان عثمان، عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن يقتلهم أو يصلبهم، أو يقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، فأقبلوا حتى قدموا المدينة فأتوا عليا، فقالوا : ألم تر إلى عدو الله، يكتب فينا كذا وكذا، وإن الله قد أحل دمه، قم معنا إليه .
قال : والله لا أقوم معكم إليه .
قالوا : فلم كتبت إلينا ؟
قال : والله ما كتبت إليكم كتابا قط.
قال : فنظر بعضهم إلى بعض .
فقالوا : لهذا تقاتلون أم لهذا تغضبون ؟
فانطلق علي يخرج من المدينة إلى قرية
فانطلقوا حتى دخلوا على عثمان، فقالوا له : كتبت فينا كذا وكذا، وإن الله قد أحل دمك، فقال : إنهما اثنان : أن تقيموا علي رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إله إلا هو ما كتبت، ولا أمليت ولا علمت، وقد تعلمون أن الكتاب يكتب على لسان الرجل، وقد ينقش الخاتم على الخاتم .
قالوا : فوالله لقد أحل الله دمك بنقض العهد والميثاق . قال : فحاصروه، فأشرف عليهم، وهو محصور ذات يوم، فقال : « السلام عليكم » .
قال أبو سعيد : فوالله ما أسمع أحدا من الناس رد عليه السلام، إلا أن يرد الرجل في نفسه، فقال : « أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل علمتم ؟ » قال : فذكر شيئا في شأنه ، وذكر أيضا أرى كتابته المفصل بيده، ففشا النهى، فجعل يقول الناس : مهلا عن أمير المؤمنين،
ففشا النهي فقام الأشتر، فقال : فلا أدري أيومئذ أم يوم آخر قال : فلعله قد مكر به وبكم .
قال : فوطئه الناس حتى لقي كذا وكذا، ثم إنه أشرف عليهم مرة أخرى، فوعظهم وذكرهم، فلم تأخذ فيهم الموعظة، وكان الناس تأخذ فيهم الموعظة أول ما يسمعوا بها، فإذا أعيدت فيهم لم تأخذ فيهم .
قال : ثم إنه فتح الباب ووضع المصحف بين يديه، وذلك أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له : يا عثمان أفطر عندنا الليلة
[ مدرج كلام سيلمان التيمي عن الحسن البصري]
قال أبي : فحدثني الحسن أن محمد بن أبي بكر دخل عليه، فأخذ بلحيته، فقال : « لقد أخذت مني مأخذا أو قعدت مني مقعدا ما كان أبوك ليقعده » أو قال « ليأخذه »، فخرج وتركه، ودخل عليه رجل يقال له : الموت الأسود، فخنقه، ثم خنقه، ثم خرج، فقال : والله لقد خنقته، فما رأيت شيئا قط ألين من خلقه، حتى رأيت نفسه يتردد في جسده، كنفس الجان.
. قال : فخرج وتركه.
قال : وفي حديث أبي سعيد : ودخل عليه رجل، فقال : بيني وبينك كتاب الله، فخرج وتركه، ثم دخل عليه آخر، فقال : بيني وبينك كتاب الله تعالى، والمصحف بين يديه، فأهوى بالسيف، واتقاه عثمان بيده، فقطعها، فما أدري أبانها، أن قطعها ولم يبنها
قال عثمان : « أما والله إنها لأول كف خطت المفصل » .
قال : وقال في غير حديث أبي سعيد : فدخل عليه التجيبي، فأشعره مشقصا (2)، فانتضح الدم على هذه الآية : فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم (3) قال : فإنها في المصحف ما حكت بعد .
قال : فأخذت بنت الفرافصة حليها في حديث أبي سعيد، فوضعته في حجرها، وذلك قبل أن يقتل فلما أشعر، أو قتل، تفاجت عليه . فقال بعضهم : قاتلها الله، ما أعظم عجيزتها .
فقال أبو سعيد : فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا الدنيا
قلت ( ابن حجر) : رجاله ثقات، سمع بعضهم من بعض اهـ
قلت: وفي المطبوع من مسند إسحاق ابن راهويه لم يذكروه كاملاً، وهذه خيانة من المحقق أو بعض رواة المسند المتأخرين، لأن المسند كان كاملاً وصل كاملاً ايام ابن حجر، وذهه الروياة نقلها ابن حجر عن إسحاق كاملة!.
فالخيانة من المحقق والجامعة التي أخرجت مسند إسحاق! بذلك التحقيق المزيف للحقائق أو الكسول عن التنبيه والاستدراك. .