عندما كنت أفكر في مانشيت لمقالي هذا عن حركة حماس الفلسطينية لم أجد اقرب من هذا ألمثل (من ولِد ليزحف لن يطير) فأيدلوجية هذه الحركة نابعة من الإخوان في مصر السلفية التـي انبثـقت من رحمها ولم تستقل عنـها بـل تأتمر بأوامرها وكلنا يعـرف ألإخوان المسلمين إبان حـكم مبارك وبعده كيف ضغطوا بدل من إلغاء الدستور إلى تعديل بعض بنوده وأيضا تصــريحات من بعض مسؤليهم ماانفكت فيما لو حكموا مصر لن يغيروا شيء على معاهدة السلام مع إسرائيل وقس على ذلك, وعودا على بدء فأن سلوك حماس ليس بأنه لا يطمئن فقط بـل واضـح المسار, ولوقمنا بجرة قلم من بداية تاريخ الحركة بدقـة وعناية لوجدنا ذلك متجلي في معظم أعمالها. في غزة تقمع وتقتل من يحـاول أن ينافسها الكرسي هناك ولـم تكتـفـي بالداخل, تتذكرون في الأيام الأولى في الحرب على العراق وقبل سقوط الصنم كيف أن احدهم ويسمى ألبيومي على ما اذكر نفش ريشه وراح يشتم ويتهجم على السيد علي الســيستانـي والعراقيين الشرفاء.
لماذا نطمئن لوقامت الحرب على حزب الله لا سمح الله بأن مواقفهم وتصريحاتهم مفيدة, إيران مثلا تنفق عليهم الأموال فهل وجدت على الأقل من يتفهم مواقفها بـل منـهم من يشتمها على قناتهم قناة الأقصى التي أتت بمشايخ البترودولار في حرب غزة ليشتموا السيد حسن نصر الله ويتهم الشيعة بأنهم حمير يركبها الإسرائيليون وبعد انكشاف الغبره عن الحرب في غزة تبين أن ما من احد وقف مع الفلسطينيين عدا حزب الله والخلية التي كانت تُدخل السلاح في أيام الحرب من مصر خليت حزب الله أعتقلت وحوكمت في زمن الرئيس المخلـوع حسني مبارك.
وألا دهى والأمر اليـوم هنـا في سوريا في أزمتها ومحنتها عندما تجد وكأنما غنّى على رؤوسهم الطير وأصبحوا كالخاوية على عروشها وكأنهم ليسوا هم وكأنما عيونهم لأتبصر وآذانهم لأتسمع وعقولهم لأتفقه, أليس الأجدر بهذه الحركة أن تكون بجانب القيادة السورية التي أعطت ولا زالت تعطي الكثير وآوت وناصرت هؤلاء وتحملت ماتحملته في سبيل قضيتهم، هذه الحـركة الم ترى هذا التــآمر الدولي والإرهاب الداخلي وألا جدر بها أن تكون في طليعة المدافعين عن هذا الكيان, أنا لست هنا مدافعا عن النظام الســوري وغيــره من الأنظمة لكن الموقف يفرض ذلك وفي تصوري أن حركة حماس لن تستطيع أن تخرج من عباءتها السلفية بصبغتها هذه, ألا تعلم هذه الحركة بالفخ الذي نصب لقضيتها ألام برمتها؟!!! كما تزعم!! بلى والله إن الحركة تعلم وتعلم ولكن من ولد ليزحف لن يطير.