وضعت القرآن الكريم مع كتب الحديث على منضدة واحدة , ورحت اراقب وانتظر ان تقوم السنة بتفسير القرآن , فمرت ساعة ولم يحدث ذلك , فتركت الامر حتى الصباح , علّ الوقت يكون عاملاً في ذلك , ولكن للاسف لم يحدث شيء أيضا في الصباح التالي.
لعل تفسير القرآن يعتمد على أن اقوم بالبحث في السنة , أي انه يحتاج لعنصر بشري شئت أم ابيت , ليقوم بمقارنة بينهما على الأقل وهو في هذه الحالة أنا.
لكني لاأحتجّ بنفسي كوني لم أعلّم التفسير من طريق الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله مباشرة , بل ان ما وصل الي من كلامه يحتاج لتفسير بحد ذاته , وما علي الآن الا ان انتظر شخصا آخر ليفسره.
لست بمعرض ان يكون انتقاء هذا الشخص بنصّ من الله أو حسب اختيارنا له , حسب مفهومنا نحن لعلمه أو ورعه , لان مبدأ تارك فيكم كتاب الله وسنتي بلا اعتماد على أي عنصر بشري سقطت أهليته .
والامر ابسط مما تظنون
من البديهي أن كلام العاقل لا يوصف بأنه عاقل في حد ذاته , لانه بماهيّته يبقى كلاما , والكلام جامد لايقوم محلّ صاحبه الحي , بل أن الحي هو المتصرف به والمهيمن على تطبيقه , وهو حكر على من يعرفه حقّ معرفته ويدركه , وليس لاي كان التنطع في تبيانه اعتمادا على قصور ادراكه له.
وابسط مثال في ذلك هو دستور أي دولة , فهو لا يقوم على تطبيق الناس كافة له , بل ينتخب لتطبيقه افراد يحظون باقرار رئيس الدولة , ولا اعتباطية في ذلك.
لذلك فان كلام العاقل عقلاني , كما ان كلام العالم علمي وليس عالما في حد ذاته.
فلو كان الكلام يقوم بتفسير نفسه على اعتبار انه عاقل بحد ذاته , فما الحاجة لوجود عاقل قيّم عليه ؟
أي ان السؤال بشكل ابسط
لو كان القرآن (كلام الله) يفسر نفسه بنفسه لماذا انزله الله على رسوله ليفسره لنا بدلاً من أن ينزل القرآن علينا عامة ؟
ولو كانت السنة (كلام الرسول) تفسر نفسها بنفسها لماذا نأخذ بكلام العلماء بدلا من ان نقوم بتفسيرها عامة؟
بما اننا نرفض الاعتماد على السنة لتفسير القرآن الا باعتماد عاقل (عالم) قيّم على تفسيرها , فمبدأ كتاب الله وسنتي اطلاقا عموميا لا يؤخذ به.
أي ان الحديث المذكور............لا اصل له يا عقلاء