[عبد الجبار سبتي]

عذرا ابي ...عذرا امي..عذرا عائلتي الكريمه..

لا اريد ان أأتي يومين واذهب عدة شهور...بحكم قدري..

يارب اشكو اليك ضيق صدري...

ومرارة عيشي..والم بعدي..وقساوة الذكريات التي عذبتني...

لماذا لم ينبأني احد ما بما يحصل الان...

لا اريد وظيفة ولا مركز ولا جاه ولا سلطان ...

اريد فقط ان اكون بجانب اسرتي

كنت اتمنى دائما ان اكون معلما ...اعلم الاطفال الصغار...كنت وانا مازلت طفلا في مدرستي اتمنى دائما ان اكون مثل ذلك المعلم

الذي علمني الاحرف الاولى وانا انظر اليه نظرة بلهاء بعيون كلها مفتوحة ...انظره وكانه رب لي...اقدسه واحترمه جدا..كنت

سعيدا جدا وانا اتخيل نفسي اقف مكانه ولقي درسي على التلاميذ...لكن ابي اصر على ان اكون ...طيارا مدنيا...كان اصدقائي

كلهم يحسدوني ويتمنون ان يكونوا بمكاني...لكنهم لم يشعروا يوما بمشاعري وعذابي وانا ابتعد عن اهلي وعائلتي

تحدد مستقبلي ...رايت من حولي يفتخرون بي..

ويستقبلونني اذا اتيت بحفاوه..ولكنني بقيت المعذب بداخلي..فطالما ضاعت

سنين من عمري وانا بعيدا عمن احبهم وافتقدهم ..

فهل سياتي يوم اندم على تلك الايام التي ذهبت وانا مبتعد عنهم...

كرهت مستقبلي...وكرهت منصبي الذي يحسدني عليه الغير..

فطالما اصبح والدي شيخ كبير يحتاج من يكون بجانبه...

وانا اصبحت بعيدا عنه بحكم عملي...اغيب عدة شهور وااتيه بكل شوق..

فاجده متلهفا لرؤيتي...غررت بمكانتي واصبحت في اعين الناس ذلك المحظوظ..

اذا اتيت قالو اتى فلان ... وابتسمت بالحفاوه التي استقبلوني بها وذكرهم لوظيفتي..

ولم يعلموا انني اتعذب بداخلي ...

انا من حتم عليه القدر الابتعاد عن اهله...

انا من حسده الناس على مظهره ...انا من افتخر به اهله...انا من ضاعت سنين من عمره

وراء ذلك القدر المحتوم...

فليت الزمن يعود للوراء...واعود صغيرا في عائلتي...اذهب الى المدرسه في الصباح..

واعود في الظهر...اقبل والدي ووالدتي اذا اتيت..يعطيني المصروف..احل واجباتي..

العب مع اخواني وابناء جيراني...يضربني والدي اذا اخطات...واذهب واشكو لوالدتي..

لا اريد مرتبا...

لا اريد وظيفه...

لا اريد شيئا...

ايها الزمان هل باستطاعتك الرجوع للوراء...

هل تستطيع ان تعيدني للطفوله...

انا مللت من تذكر الايام الماضيه الجميله...

مللت ...

مللت ...

مللت ...


منقوووول بتصرف