ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/39F8%7E1.YEM/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.jpg[/IMG]
بتاريخ :
21/12/2002م
اليمن ـ صعدة
هذه الدروس نقلت من تسجيل لها في أشرطة كاسيت، وقد ألقيت ممزوجة بمفردات وأساليب من اللهجة المحلية العامية.
وحرصاً منا على سهولة الاستفادة منها أخرجناها مكتوبة على هذا النحو.
والله الموفق.
إعداد:ضيف الله صالح أبو غيدنة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين .
نشكركم أيها الإخوة جميعاً على كرم ضيافتكم وحسن استقبالكم ، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم ، وأن يجعل اجتماعاتنا هذه اجتماعات مباركة .
كلمة مهمة ومفيدة سمعناها -( كلمة الأستاذ زيد علي مصلح ألقاها قبل هذه المحاضرة )- وهي تذكرنا فعلاً بأنه عندما ننطلق نحن المنتمون إلى أهل البيت ، أهل بيت رسول الله لنعظ الناس يجب أن نكون نحن أول من يتعظ ، لنذكر الناس يجب أن نكون نحن أول من يتذكر ، لنهدي الناس يجب أن نكون نحن أول من يهتدي ، لنعلم الناس يجب أن نكون نحن أول من يتعلم ويَعْلَم ، لنصلح الناس يجب أن نكون نحن أول من يصلح ، عندما ننطلق لنذكر الناس في مواقف ، مواقف دفاع عن دين الله ونصر لله ولدينه يجب أن نكون نحن أول من ينطلق في تلك الميادين ، لقد ذكرتني كلمة الأستاذ زيد كثيراً من المفردات في القرآن الكريم ، وعلى لسان رسول الله ، وعلى لسان الأمام عليٌ بن أبي طالب صلوات الله عليه يقولها وتتوجه تلك الكلمات إلى أهل البيت ، أهل البيت شرفهم كبير وفضلهم عظيم لكن يجب عليهم أن يعرفوا أن مسئوليتهم كبيرة ، وأن المسئولية عليهم كبيرة ، بقدر ذلك الشرف العظيم والفضل الكبير الذي منحهم الله إياه .
لقد تعودنا أن نتحدث عن فضل أهل البيت ولكنا لم نتعود أن نتحدث أيضاً نحن أهل البيت عن مسئوليتنا أمام الله وأمام دينه وأمام عباده ، قد نقول لرجل من الناس ناصبي, إذا ما لمسنا منه أنه يتنكر لفضل أهل البيت ، ولكننا لا نسمِي أنفسنا بأننا مقصرون ومهملون ومفرطون في مسئوليتنا الكبيرة أمام دين الله ، وعباده ، يرتاح الكثير منا إذا ما سمع حديث الثقلين ، وسمع حديث السفينة ، وسمع حديث النجوم ، وسمع أحاديث أخرى ، وسمع آية التطهير ، وآية المودة ، ويشرأِبِ عنقه إذا ما سمع ذلك ، وينشد قلبه إلى من نطق بتلك الكلمات الجميلة في فضل أهل البيت ، ولكنه يغمض عينيه وينكس رأسه إذا ما دعي لتحرك في أداء مسئوليته الكبيرة ، هكذا واقعنا . وهي حالة خطيرة جداً علينا ، حالة خطيرة جداً على أهل البيت ، كلما تحدثنا عنه من تقصير وتفريط من جانب المسلمين باعتباره مسئولية في مقام نصر دين الله ، في نصر الله والدفاع عن دينه ، والدفاع عن عباده المستضعفين والعمل على إعلاء كلمته ومحاربة الفساد في الأرض ، المفسدين في الأرض ، هي مسئولية كبرى على المسلمين جميعاً ، وهي مسئولية أكبر على العرب جميعاً ، وهي مسئولية أكبر وأكبر على أهل البيت ، على أهل البيت .
أهل البيت إذا ما تحركوا إذا ما صلحوا فإن الله يهيئ الكثير الكثير من الأفئدة لتهوي إليهم لكنهم إذا ما أهملوا وفرطوا ذلّوا، وضعفت نفسياتهم ، وتفرق الناس من حولهم لأنه حينئذٍ ، ما هو الذي فيَّ أو فيك يشدُّ الناس إليّ أو إليك ؟. ما الذي شد الناس إلى رسول الله ؟. هي تلك الرسالة ، ذلك الشرف المرتبط بحمل تلك الرسالة العظيمة ، ذلك الكتاب العظيم الذي انزل عليه ، إنها الرسالة ،وإنه الكتاب الذي أورثه أهل بيته .
قد يقول البعض : الناس يتنكرون لنا ، الناس لا يستجيبون ، أو يبدوا أن الناس الآن هناك من يبغضنا ودائرة البغض لأهل البيت تتسع ، ستتسع أكثر وأكثر لأنه ليس هناك فيك ما يشد الناس إليك ، أنت لا تعمل على إعلاء كلمة الله أنت لا تجاهد في سبيل الله والمستضعفين ، أنت لا يلمس الناس فيك أنك حريص على هدايتهم ، أنك حريص على إنقاذهم، أنك حريص على مصالحهم ، أنك تبذل وقتك ومالك وجهدك ونفسك في خدمتهم ، إذاً فما الذي يشدهم إليك ، ونغضب نقول : والله فلان أصبح إنساناً يكره أهل البيت أهل المحلة الفلانية ناس لا يحبون أهل البيت ، هل واقعنا نحن في وحدة كلمتنا في التالف فيما بيننا بالشكل الذي يصبح مثال يحتذى به حتى إذا ما تحدثنا مع الآخرين حول وجوب الوحدة كنا صادقين معهم؟.
نحن نستحيي أن نتحدث مع الناس وإن كنا نضطر إلى أن نتحدث معهم حول وحدة الكلمة لأن أبناء محمد هم أنفسهم – وهم آلاف مؤلفة الآن – هم يعيشون حالة من الفرقة والشتات وروح أللا مبالاة والتفريط والتقصير السائدة في أوساطهم .
مسئولية كبيرة وشرف عظيم جاء في آية مباركة هي نزلة في أهل البيت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ } (78/77) سورة الحـج: يوم قام نبي الله إبراهيم {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ } (128) سورة البقرة {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} (7 سورة الحـج . يقول للناس جميعاً : جاهدوا في سبيل الله لكنه يقول لأهل البيت جاهدوا في الله حق جهاده .أهل البيت الآن أصبحوا آلافاً مؤلفة في اليمن ، وفي إيران ، وفي العراق ، وفي الحجاز ، وفي مختلف بقاع الدنيا ، لنتحدث عنا هنا في اليمن آلاف مؤلفة في اليمن لأن كل المسلمين يدعون بالبركة لأهل البيت في صلاتهم ، كل المسلمين يدعون الله أن يصلي على محمد وعلى آل محمد وأن يبارك على محمد وعلى آل محمد في صلاتهم ، أهل البيت تكاثروا .
لكن لماذا يوم كان أهل البيت أعداد قليلة أفراد معدودون كان الواحد منهم يبني أمة بأكملها ويقيم حكومة إسلامية بكاملها؟. الإمام الهادي خرج إلى اليمن بمفرده بنى اليمن وأقام دولة إسلامية في اليمن ما تزال بركاته إلى الآن قائمة ، آخرون كثيرون من أمثاله انطلقوا إلى المغرب وإلى إيران وإلى بقاع أخرى في الدنيا فكان الواحد منهم يصلح أمة بكاملها ، لكنهم الآن آلاف مؤلفة كادوا أن يذوبوا ، كادوا أن يتلاشوا ، نسوا شرفهم ، نسوا المسئولية الكبيرة الملقاة على عواتقهم ، حتى في هذه الأوضاع الخطيرة التي نشاهدها ونعايشها ، نجد أنه غابت روحية أهل البيت السابقة ، غابت من أوساط هذه الأعداد الكبيرة من أهل البيت.
اليهود عند ما دخلوا القدس يقال أنهم كانوا يهتفون بشعار ( محمد مات وخلف بنات ، محمد مات وخلف بنات ) لم يخلف رجالاً هكذا يريدون أن يقولوا أن محمد لم يخلف رجالاً بعده لا رجالاً من بنيه ولا رجالاً من أمته ، ولهذا استطاعت تلك الحفنة القليلة من اليهود أن تدوس المسلمين جميعاً بما فيهم أبناء محمد .
الله أكبر /الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل..اللعنة على اليهود/ النصر للإسلام
في أوضاع كهذه يجب أن يكون أهل البيت هم أول من يدرك خطورتها ، هم أول من يتحرك في مواجهتها ، أن يكونوا هم أول المجاهدين ، أن يكونوا هم أول الشهداء ، أن يكونوا هم أول من يبذل دماءهم وأموالهم في سبيل الله والمستضعفين ، المواجهة الآن مكشوفة مع اليهود مواجهة علنية وصريحة ومكشوفة مع اليهود ، واليهود هم أعداء للمؤمنين جميعاً وأعداء لمحمد وآل محمد بالخصوص ، هم أعداء لمحمد وآل محمد بالخصوص .
من العار الكبير على أهل البيت على أبناء محمد أن تُوكل إليهم المسئولية العظيمة . مسئولية أعظمُ مما أوكل إلى بني إسرائيل ، إن القرآن الكريم هو خاتم الكتب الإلهية ، وجدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الرسل ، والإسلام هو خاتم الرسالات ، وهو دين لهذه العصور كلها إلى آخر أيام الدنيا ، هو دين لهذا العصر الذي هو أوسع عصور الدنيا ، اتسعت فيه مجالات الحياة وشؤونها بشكل ربما لم يحدث مثله أبداً في تاريخ الدنيا كلها ، من العار عليهم أن يشاهدوا الإسلام تطمس أعلامه ، وتُنتهك حرماته ، وتداس حرماته ، وتداس حرمة مقدساته ، وتضيع أحكامه ، وتحرَّف مبادئه .
من العار عليهم أن يكون أولئك اليهود الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة وسحب البساط من تحت أقدامهم ليضعه تحت أقدام محمد وآل محمد نزع الملك ، نزع الملك منهم ليعطيه لمحمد وآل محمد نزع النبوة والحكمة منهم ليعطيها لمحمد وآل محمد ، من العار على آل محمد أن يعيشوا أغبياء أمام مكر اليهود وخبثهم وتخطيطهم وذكائهم . سنكون حينئذٍ من يسيء إلى مقام الله سبحانه وتعالى في حكمته لدرجة أنه يمكن أن يقال: لقد ترك أمر هذا الدين إلى آل محمد وهاهم ظهروا أغبياء لم يستطيعوا أن يقفوا في مواجهة خبث اليهود وحنكتهم ودهائهم ومكرهم .. هل آل محمد أغبياء ؟. ليسوا أغبياء إنما يتغابون يهملون ويقصرون ويفرطون فيبتعد الله عنهم فلا توفيق ولا ألطاف ولا رعاية ولا هداية .
اليهود معروفون بذكائهم وخبثهم ومكرهم وخططهم واهتمامهم وجدهم ونشاطهم لماذا لا يكون أهل البيت هم أكثر وأكثر جداً واهتماماً من أجل هذا الدين ومن أجل عباد الله ومن أجل إبطال كيد وخبث أولئك الذين قد ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة ؟. يمس بحكمة الله إذ يمكن أن يقال إن كان أهل البيت هكذا هم أغبياء فلماذا توكل إليهم مسئولية وراثة الكتاب وحمل الدين وهداية الأمة وقيادتها ، وهاهم يبدون أغبياء أمام ما يعمل اليهود ، يبدون مهملين مضيعين مقصرين أمام جد واهتمام اليهود في إفساد عباد الله في محاربة دين الله .
أليس هذا عار ؟. أليس هذا عيب ؟. أليس هذا أيضاً جريمة كبيرة نقترفها نحن ؟. فنلقى الله سبحانه وتعالى – ونعوذ بالله – نلقى الله ونحن فرطنا في دينه فرطنا في كتابه ، فرطنا في مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرطنا في أمته التي جعلها أمانة في أعناق أهل بيت نبيه ، فرطنا في البشرية كلها .. هل تتوقع بأنك ستدخل مع جدك مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومع عليٌُ ومع فاطمة ومع الحسن ومع الحسين وأنت من أضعت كل تلك الجهود التي بذلوها، وأنت من أضعت كل تلك الدماء التي سفكت، وأنت من أهدرت كل تلك الحكم التي كانت تنطلق من أفواههم ، وعلى ألسنة أقلامهم ، وأنت من أضعت ذلك الهدى الذي كان يتفجر على ألسنتهم ، والإمام عليٌ بن أبي طالب صلوات الله عليه يقول لابنه الحسن في وصيته الخالدة : ( وخض غمرات الموت للحق حيث كان ولا تخش في الله لومة لائم ) . يقول لأبنائه : ( كونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ) . هكذا يقول لأبنائه ( كونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبنا الدنيا ) . يقول في وصيته قبيل وفاته وصية من أجمل الوصاية : (الله الله في صلاح ذات بينكم ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم) فإني سمعت جدكما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول(( صلاح ذات بينكم أفضل من عامة الصيام والصلاة )) ، ويقول في تلك الوصية ( الله الله في كتاب ربكم لا يسبقنكم إلى العمل به غيركم ) .
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع علياً وفاطمة والحسن والحسين ولفهم في كساء بعد أن نزلت آية التطهير وقال : (( اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا )).
وقد سمعنا حول هذا الموضوع فيما يتعلق بطهارة أهل البيت كلاما جميلا من أستاذنا الفاضل زيد . فنحن عندما نقرأ آية التطهير ، عندما نقرأ آية المودة ، عندما نسمع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الثقلين وفي حديث السفينة وفي أحاديث أخرى منها قوله مخاطباً لأهل بيته : (( والذي نفس محمد بيده لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم لله ولقرابتي )) والذي يقول في أهل بيته : (( أنا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم)) إذا كان اليهود يقولون هكذا : ( محمد مات وخلف بنات ) وآل محمد هم آلاف وها نحن نسمع عن دخول الأمريكيين إلى اليمن فإن الواجب في المقدمة على آل محمد بالذات أن يروا اليهود أن يروا من أنفسهم أن محمدا مات وخلف رجالاً وخلف فرسانا .