أسامةرشدى لإسلام تايمزنحن قلبا" وقالبا" مع عودة أيران الى قلب مصر
اسلام تايمز - كَثُر في الآونة الأخيرة الحديثُ عن الثورة ومكتسباتها ، ومن خاض فى خضم الصراع القديم الدائر بين قوة المعارضة وقوة الممانعة ، فشتان بينهم ، فهذة القوة تستمد أيدلوجياتها من الغرب الموحش ، وقوة الممانعة تستمد شرعيتها من المفاهيم الراسخة التى تنبع من أخلاص هؤلاء للقضايا العربية والإسلامية ، وقد بالغ بعض المهتمِّين به، حتى جعَله بديلاً لمعظم وسائل التغيُّر والتأثير الأخرى، ولا ريبَ أنَّ وصول الأطراف المختلفة إلى تفاهُم أو تقارُبٍ، أو تنازل إيجابي عبر الحوار، أفضل من الوصول إلى هذه الغايات بوسائلَ أخرى، خلا الإقناع التلقائي، والتعليم على أن الإقناع قد يَحتاج إلى حوار. اسلام تایمز
المراسل : خالد كروم
نحن قلبا" وقالبا" مع عودة أيران الى قلب مصر
ومصلح الأفهام والفهم يعتبر من المسلمات التى يجب على السياسى المخضرم أن يعمل بها ، نظرا" لما يحتوى قاموس السياسة الى بعض الأفكار الناضحة التى منها يستمد قوته بها، فالحجة بالحجة تقنع بها الأطراف الأخرى ، وليس هذا تقليلا" من شأن القوة السياسية الأخرى ، ولكننا نحاول بقدر المستطاع أن نعرض وجهات النظر على جميع أطياف العمل السياسى حتى نخرج برؤية واضحة منها نستطيع أن نفحم أو نقحم الطرف ( المعاند) !! وليس الطرف ( الممانع) ؟ لان الكلمة لها مدلولها الكبير فى نفوس النخبة الواعية وليس النخبة ( الواهية) التى تستند على ( عوكاز) الغرب الموحش الذى أستطاع أختراق هذة القوة من عدة جهات ، وأصبحت هذة القوة الهشة لا تمثل الا أنفسها بعد أن سقطت فى بئر الخيانة والعمالة ضد أمتها لمصلحة المشروع الصيونى الأمريكى الذى يحاول بشتى الطرق ضرب الصحوة الإسلامية فى مناطق العالم أجمع .
وهذا بداء جليا" عندما قامت الثورة التونسية والمصرية ولاحقتها الثورة فى البحرين الصامدة ، واليمن العامرة ، ولهذا كان صب جام الغضب الامريكى الصهيونى على من خالفهم فى السياسات التى أوكلت للشعوب أن تنتفض فى سبيل تمزيق هذة الخيوط العنكبوتية التى جعلت الخلاف بين الدول العربية والإسلامية صراعا" ( دمويا") ووصل بها الامر أن رفع العربى سلاحة فى وجهة شقيقة ، وكذلك المسلم رفع سلاحة وسنه فى وجهة أخية المسلم ، والحصيلة هى الملايين من دماء الأبرياء التى أهدرت فى سبيل تحقيق المشروع الصهيونى فى المنطقة .
قال تعالى: ﴿ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ ﴾ [الكهف: 56].
في القرآن العظيم قصة حوار بين نبي ومَلك كافر، بُدِئت بالإفهام وانتَهت بالإفحام، وذلك في قصة إبراهيم الخليل - عليه الصلاة والسلام - مع النُّمرود، حين تجرَّأ على المحاجَّة في الله - تشكيكًا أو جُحودًا، بسبب عناده وإصراره على إظهار الارتياب فيما لا يَقبل التشكيك، مستعليًا بسُلطته التي حَمَلتْه على الطُّغيان والفساد والاستكبار، فزعَم أنَّه يفعل كما يفعل الله، فاستعمَل إبراهيم - عليه السلام - منطقًا عقليًّا وبرهانًا حِسيًّا؛ ليُفْهِمه الحقيقة، فقال: ﴿ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ [البقرة: 258]؛ أي: إنه هو المتفرِّد بأنواع التصرُّف، وخصَّص إبراهيم - عليه السلام - الإحياء والإماتة؛ لكونهما أعظمَ شواهد التدبير الإلهي، وأوضحَها حِسًّا وعقلاً، حينها أجاب النُّمرود بقوله: ﴿ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ﴾ [البقرة: 258]، وزعَم أنه يستطيع ذلك بأن يأتي بشخصين، فيقتل أحدهما، فيكون قد أماتَه، ويَستبقي الآخر، فيكون قد أحياه، وهذه مُغالطة واضحة، ومُجادلة باطلة، ومُماحَكة صَلْعاء، حينها لَم يَستطرد إبراهيم - عليه السلام - في بيان فساد قوله وبُطلان ما ذهَب إليه، حين ذهَب يُغالط في مُجادلته، ويتحدَّث بشيءٍ لا يَصلح أن يكون شُبهة، فضلاً عن كونه حُجَّةً، فلم يبقَ حينها إلاَّ استعمال الإفحام بالإلزام، فكأنه قال له: إنْ كنتَ صادقًا في دعواك، ﴿ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ ﴾ [البقرة: 258]، وهذا إفحام منطقي حِسي، لا قُدرة للنُّمرود على ردِّه أو التشويش عليه بمُغالطة من أيِّ نوع؛ ولذلك حصَل له ما أخبر الله به: ﴿ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ﴾ [البقرة: 258]؛ أي: تَحيَّر وانقطَع، فلم يُرْجِع إليه جوابًا، وهذا حال المعاند المُبطل، الذي يحاوِل أن يُقاوم الحقيقة ويُغالبها، فإنه إذا وجَد مَن يُجادله بعلمٍ وإدراكٍ، فإنه مغلوبٌ لا مَحالة، داحضُ الحُجَّة ساقطُ الاستدلال.
ومن هذة النقاط التى تحدثنا بها أنفا" كان علينا أن نذهب الى بعض قيادات الجماعات الإسلامية التى بحكم تجربتها السياسية والأجتماعية والمذهبية أن نفهم منها بعض الأشكاليات التى بداءت بها لبناء تنظيمها الحركى الجهادى الدعوى ، وما كان يربطتنا ببعض هذة الجماعات من أخوه فى ( الدين والعقيدة) والفهم الصحيح للإسلام ، مع بعض وجود بعض الخلافات القائمة التى من المستحيل إيمان الطرف الأخر بها ؟ نظرا" لوجود بعض القضايا العالقة لفهم ( ولاية الفقية) وكذلك معصومية ( أل البيت ) صلوات ربى وسلامه عليهم أجمعين ، فكان لازما" علينا أن نذهب الى هؤلاء الشيوخ من قادات ( الجماعة الإسلامية) حتى نضع أمامهم على طاولة الحوار ( الأخوى) بعضا" من هذة الأشكاليات التى ربما نختلف معهم فى الشكل والمضمون ، ولكن من ناحية أخرى علينا أن نوضع بعض ( الأكاذيب والأفتراءات) التى ألصقها بعض المغرضون للفكر المذهبى الشيعيى الأثنى عشرى الذى يستمد قوته من فكرة الأمام السيد الخمينى قدس الله سره الشريف ، وكذلك المضى قدما" نحو السيد الامام القائد على خمائينى حفظة الله تعالى لنا ، وجعلة نبراسا" من نور نحو طريق عودة الفكر الشيعيى الأمامى الرشيد ، حتى يظهر قائم مقام الأمام الحجة ( المهدى) عليه الصلاة والسلام .
يا مهدى( عجل الله فرجة) الليل أرْخى سدوله، نتوق لأنوار الفجر وقد أصبَح خبرُ ظُلم إخواننا قد زال، ومَن ظَلَمهم في زوال إلى يومٍ تزول فيه الجبال.
تقدَّمي أيتها الآمال الشيعية الامامية الأثنى عشرية ، لا تخشي بطْش الوهابية المقبوحة المصكوكة بصك الرفض للعترة عليهم السلام ، نحن لك مددًا ونصرًا وعونا" بأذن الله تعالى ، فمهما طغت الوهابية لن تنال من العترة المعصومة النبوية ، فنحن أتباعهم من المهد الى اللحد حتى نلتقى عند ربا" كريما" ينتصر لنا مما أحدثة هذة الافكار المشلوحة من أمة حبيب رب البرية صلى الله عليه واله وسلم .
وكان معنا فى أول لقاء من هؤلاء القادة من الجماعات الإسلامية الدكتور طارق الزمر ، الأستاذ أسامة رشدى ، الدكتور صفوت بعد الغنى، والمجاهد صاحب الكف المبتور فى أحداث أسيوط ابان الطاغية السادات عصام دربالة ، والسيد كرم زهدى، والسيد عاصم عبد الماجد، والشيخ أسامة حافظ ( مفتى الجماعة الإسلامية) الذى يوجد بينه وبين شقيق الشهيد خالد الأسلامبولى _ محمد الإسلامبولى مصاهرة عائلية _ وللعلم ( محمد الإسلامبولى ) مقيم حاليا" فى الجهورية الإسلامية الإيرانية ، وهى قامت بحماية وحماية عائلة أبان فترة وجودة فى الجمهورية الإسلامية .
وكانت البداية دخل النادى النهرى للمحاميون فى منطقة المعادى ، وكانت الجماعة الإسلامية قد أقمت مؤتمر للإعلان عن تسمية الحزب الخاص بها تحت مسمى ( البناء والتنمية ) ، وكان الحضور كبير من جانب القيادة العامة للجماعة الإسلامية مع الغياب الملحوظ للشيخ ( كرم زهدى ، وناجح إبراهيم) أصحاب المبادرة التى منها تم حقن الدماء بين قوات الأمن المصرية ، وأفراد الجماعة الإسلامية ، وقد خلف هذا الصراع الكثير من الضحايا بين الجانبين ، ولم يكسب أحدا" من هذا الصراع المحموم سوى أعداء مصرنا الحبيبة حفظها الله من كل مكروها" وسوء.
أسامة رشدي القيادي المعروف الذي لعب أدوارا يعرفها كثيرون لدعم التوجه السلمي لدى الجماعات الأصولية المصرية فيذكر بما هو أقبح ، فبينما يرتع كثير من المفسدين والفاسدين تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية نفسها ، وبينما يهرب آخرون بعد نهب المليارات من أموال البنوك ، تستأسد هذه الأجهزة على لاجئ سياسي لم ينخرط قط في العمل المسلح . وهنا تبدو أجهزة الأمن المصرية أقرب إلى " مهاويس " مطاردة النازيين من الصهاينة الذين ارتكبوا العديد من جرائم الخطف بحق أبرياء لمحاكمتهم على صلة مزعومة بالنازي والهولوكوست .
أسامة رشدي قيادي «الجماعة الإسلامية» المصرية، عنبر التأديب بليمان طرة قرابة الثلاثة أعوام عام 1987 باسم تنظيم الجهاد، وهو متزوج من هولندية ، وأولاده يحملون الجنسية الهولندية ، وهذا بعد تضيق الخناق عليه فى البانيا عام( 1993) وهذا بعد ضغط من المشلوح مبارك ، وقد وضعة النظام البائد على قائمة (14) أرهابيا" مطلوبا" لدى السلطات المصرية .
وألاستاذ أسامة رشدى أول من عارض الفكر التكفيرى لأيمن الظواهرى بعد ما أعلن تنظيم القاعدة بعد تفجير البرجين فى الولايات المتحدة أنشاء ( الجبهة العالمية لمحاربة الصهيونية والنصرانية ) !! ربما بدافع التمايز حرص الظواهرى على الهجوم على منهج الجماعة الإسلامية الشرعي والفكري، وعلى انتقاد بعض رموزها كلما سنحت الفرصة لذلك، كنوع من البناء الفكري والتنظيمي ولاستقطاب الأعضاء الجدد لهذه الجماعة. فسرعان ما أصدر ك الظواهرى كتيبا عام 1991 يتحدث عن عدم جواز ما وصفه بـ«إمارة الضرير» وقام بتوزيعه بكثرة في بيشاور وأرسل لبلاد عديدة. ويقرر في كتيبه أن الشروط الواجب توافرها في من يتولى إمارة جماعة من الجماعات الإسلامية العاملة للإسلام هي نفس الشروط المقررة في بعض كتب السياسة الشرعية في من يتولى الإمامة العظمى ومن تلك الشروط سلامة الحواس. وهو قياس عجيب. وقد سعى بذلك لبيان بطلان إمارة الشيخ الدكتور عمر عبد الرحمن للجماعة الإسلامية وعدم جوازها. واستنتج من ذلك أن الجماعة قائمة على مخالفة الشرع الحنيف.
ويسرد لنا الأستاذ أسامة رشدى بقوله: «بعد خروجنا مرة من صلاة الجمعة عام 1990، تطرقالحديث إلى صورة كانت منشورة للدكتور علاء محيي الدين ـ رحمه الله ـ في إحدى الصحف أثناء ندوة له في مسجد آدم بعين شمس وفوقه لافتة مكتوب عليها: «نرحب بالحوار الحر المتكافئ». وطلب الظواهرى من أحد الواقفين أن يذهب لإحضار الصورة وكان يتكلم بحدة ويضخم ما حدث على اعتبار أنه تراجع من الجماعة عن خطها، وغير ذلك من الاتهامات التي كررها أيضا في تعليقه على المبادرة. رغم أن قضية الحوار المذكورة كانت متعلقة بالاستجابة لدعوة بعض علماء الأزهر بمحاورة الجماعة. ولم تكن هذه سياسة جديدة حيث تم العديد من الحوارات العلنية في أكثر من محافظة ولم يكن ذلك ينطوي على أي تنازل من قبل الجماعة.
ففي 2 مارس (آذار) 1989 تم أخذي من السجن مع بعض المعتقلين الآخرين وكان يفترض أن نذهب للمحكمة للنظر في تظلمنا من أمر الاعتقال. ولكننا فوجئنا أننا أخذنا لمجمع البحوث الإسلامية بدلاً من المحكمة. وأن الأمر قد أعد لتحسين صورة وزير الداخلية وقتها زكي بدر بعد أزمة حدثت في مجلس الشعب اشتبك فيها النائب الوفدي طلعت رسلان مع الوزير قبل أيام من هذا اللقاء. وفوجئنا بحضور الشيخ الشعراوي ـ رحمه الله ـ والشيخ الغزالي ـ رحمه الله ـ ووزير الأوقاف الدكتور محمد علي محجوب الذي كنت التقيته قبل ذلك مرتين.
وبعدما تكلم المشايخ طلب مني الوزير أن أتحدث. فقلت له كيف أتحدث وأنا قادم من السجن الذي دخلته وعذبت فيه بسبب الكلام، فألح علي فقلت له لقد تركت في السجن شباباً وأطفالاً يعذبون ويقول لهم الضباط بأننا معنا فتوى بذلك من الشيخ الشعراوي والشيخ الغزالي. وذلك في إشارة لما سمي بالبيان الثلاثي الذي أصدره هؤلاء المشايخ في صحن الأزهر الشريف قبل شهرين من هذا اللقاء. وكان بين المعتقلين أطفال تقل أعمارهم عن العاشرة وكانوا ممن اعتقلوا في أحداث عين شمس في ديسمبر 1988 وكانوا يبكون في الليل من خوفهم من ظلام الزنزانة.<br>وهنا انتفض الشيخ الغزالي منددا بالتعذيب وذكر قول الله تعالى «إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق»، وبين أنه لم يفت بهذا أبدا. وكذلك تكلم الشيخ الشعراوي وأنكر وذكر أن الله يدخر لنا ثواب ذلك، وكان ذلك بحضور ضباط مباحث أمن الدولة الذين يفترض أن يطلقوا سراحنا بعد اللقاء.
ثم تكلمت عن البيان الثلاثي وما نسبوه لنا من اتهامات بتكفير الناس وغير ذلك وبينت بأن البيان استند لمزاعم صحافية غير صحيحة وأنه كان يجب التبين من أصحاب الشأن قبل الحكم عليهم. وأوضحت لهم أننا ليس لنا فهم خاص للإسلام بل نحن متبعون للكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وعلمائها وأن عقيدتنا هي عقيدة أهل السنة والجماعة، واننا لا نكفر أحدا من المسلمين بذنب ما لم يستحله وشرحت ذلك. فقال لي الشيخ الشعراوي: إذن نحن لم نقصدكم أنتم. فقلت له ومن غيرنا في السجون يا فضيلة الشيخ؟ ومثل هذه الحوارات كانت مفيدة وكانت نافعة ولم تضر لأن الصورة التي كانت تنقل لهؤلاء المشايخ مشوهة ومغلوطة. فما هو وجه الإنكار على مثل هذا الحوار الممتع رغم أنه لم ينشر رغم وجود كل الصحف الحكومية والتلفزيون الذي أبرز صورتي بدون صوتي في كل نشرات الأخبار في ذلك اليوم، وكذلك الصحف بدون الإشارة لكلمة مما قلته.
وما رأيكم يا أستاذ أسامة فى الفكر الجديد للجماعة الإسلامية الأن .
«في العموم الحركة الإسلامية تعاني من تكالب الأعداء ومن اندفاع وسوء تقدير بعض الأبناء في ظل مناخ غير موات ومتحفز. وبعض الجماعات تعاني من نقص الخبرات الإدارية، وعدم وضوح الرؤية الاستراتيجية والمستقبلية. وبعض الجماعات لديها قابلية كبيرة للاستدراج مما يسهل مهام أعدائها».
هل المبادرة التى أطلقها قادة الجماعة الإسلامية قد لاقت قبولا" من جميع أعضائها .
المبادرة التي تبنتها الجماعة الإسلامية كانت تعبر عن رؤية ناضجة من الناحية الشرعية والإنسانية مستوعبة للحقائق ومستوعبة لحجم التضحيات والآلام التي لا توصف للآلاف من المعتقلين والمعذبين وعائلاتهم وكذلك سائر القطاعات التي تضررت.. إن المبادرة قد سيطرت على وضع أوشك أن يتعفن ويخرج عن السيطرة، ويستغل من قبل أطراف أخرى تريد إشعال النار في مصر وإذكاءها. فالجماعة خلافاً لما أراده الدكتور أيمن لم تخطط للدخول في حرب مفتوحة مع العالم أجمع فسياستها دائما تعتمد مبدأ تحديد الغرض، ونحن في مصر على ثغر من ثغور الإسلام. وعمليات الكر والفر واستهداف بعض الشخصيات ليست هدفا في حد ذاتها، ولم يقل أحد انها يمكن أن تقيم دولة الإسلام في مصر بل هي وسيلة اضطرارية للدفاع عن النفس، واستمرارها مع انتفاء أسبابها سيؤدي لنتائج عكسية خطيرة تباعد بين الحركة الإسلامية وبين تحقيق ما تصبوا إليه. ومن يرصد الواقع بدقة يدرك العلاقة الطردية بين التهدئة ونمو الدعوة إلى الله عز وجل واتساع رقعتها كما وكيفا. والجماعة الإسلامية لم تتخل يوما عن ثوابتها ومنهجها ولم ولن يكون القتال هدفا في حد ذاته. والجميع يعرفون ومنهم الدكتور أيمن أن الجماعة قد تجاوبت مع كل المبادرات السابقة قبل المبادرة الأخيرة. مثل مبادرة للشيخ الشعراوي رحمه الله عام 1987 والتي أفشلها اللواء زكي بدر وزير الداخلية الأسبق الذي كان يصف الجماعة وقتها بأنها «كالطير يرقص مذبوحا من الألم» وأخذته العزة بالإثم عن الإنصات لمنطق العقل خاصة أننا لم نكن نطالب سوى بحقنا في العمل الإسلامى.
نريد أن نعرف ماهى هذة لجنة الحكماء التى تدخلت أبان فترة الصدام مع الحكومة المصرية .
لجنة الحكماء كانت تضم عدد من العلماء والمفكرين منهم الشيخ الشعراوي والدكتور أحمد كمال أبو المجد والأستاذ فهمي هويدي وغيرهم عام 1993، والذين شكلوا لجنة سميت بلجنة الحكماء واجتمعوا مرة مع اللواء عبد الحليم موسى الذي قيل انه أقيل من منصبه عشية موعد اللقاء الثاني مع اللجنة. بعدما تم الإيعاز لبعض الصحف بمهاجمة المبادرة والوزير. وبعدها بدأت سياسات الاستئصال والقتل والمبالغة في التعذيب التي جرت على بلادنا الويلات. وقد أصدرت الجماعة كتيبا يتضمن تقريرا عام 1989 بعنوان «تقرير خطير» يرصد ويحذر من تداعيات الممارسات الظالمة التي كانت تتخذ بحق أبناء الجماعة وذلك في محاولة لمنع الأمور من التفاقم ولم يكن هناك من مجيب. ولذا فالنظام يتحمل مسؤولية ما جرى من أحداث منذ عام .1992.
هل يوجد أجازات حققها جهاز الأمن فى فترة رفضة للمصالحة مع الجماعة الإسلامية ؟
أكاد أجزم بأن ما يسمى نجاحات أمنية ليس سببا في هذه الحالة من الهدوء، فالهدوء يعود في الأساس إلى قناعة لدى كافة الأطراف من عدم جدوى استمرار هذا النزيف الذي أصاب كافة مناحي الحياة في مصر. وفي تقديري أن ظهور بعض المؤشرات الإيجابية في السياسة الأمنية في الفترة السابقة هو الأهم مما نسميه بالنجاحات الأمنية. فالقمع والعنف والتعذيب والتصفية الجسدية ومحاولة استئصال التيار الإسلامي هي الأرضية التي أنبتت ما نسميه عنفا. أما السير قدما نحو احترام الحقوق الأساسية والإنسانية للآلاف من أبناء مصر المعتقلين ظلما وتسوية مواقفهم ورد الاعتبار لهم، والكف عن المظالم التي طغت في السنوات الماضية، هو الذي سيعزز الهدوء.. فالأمن ثمرة من ثمار العدل..
هل سوف تعود الى الجماعة الإسلامية من جديد ، أم أن حضورك هنا جاء فقط بحشد الدعم والدعاء للتوفيق لهم .
أنا شخصيا" لن أنطوى تحت لواء الجماعة الإسلامية من جديد، وهذا ترتب عليه فترة غياب كبيرة خارج مصر، وكذلك جبهة أنقاذ مصر الذى قمنا بأنشاءها فى المنفى كانت ولاتزال تضم أطياف من الكتاب والمفكرين الذى أستطعنا توحيدهم تحت لواء حب ( مصر) ، فنحن قد أنفتحنا على جميع الاتجاهات السياسية ولن أستطيع الرجوع عما قد حققتة فى سبيل التقريب بين جميع الأطياف السياسية والمذهبية ، فهذة ( الروضة) التى أكتسبتها مع هؤلاء الكثيرون من جميع الأتجاهات بنت معنا طريق العودة ، ولاعودة الى العقول المغلقة .
وجدنا الكثير يتهجم عليكم وعلى الاستاذ كمال الهلباوى لما وجدوه منكم فى مسألة التقريب بين السنة والشيعية ، فما ردكم على ذلك .
هؤلاء ليس لديهم ثقافة ناضجة ، لم يسجن أحدا" منهم الا قليل ، وكذلك العمل السياسى هؤلاء جدد عليه ، هم أساسا" ( دعاه) وليس حكاما" ، بل أننا نجد البعض منهم قد تختلف رؤيتة عن رؤية الأخر ، وكذلك تاريخهم معروف جيدا" ، فمنهم من كان يمجد الطاغية ، ومنهم من يلصق بنا الفسق ، ومنهم من جعل المشلوح مبارك ( أميرا" ) على المسلمين ، وجمال ابنه خليفتة ، ويجب أطاعتهم ن فطاعتهم من طاعة الله كما يزعمون؟؟
الكثير من هؤلاء تهجم على الجمهورية الإسلامية ، بل وعلى القيادة هناك ، والبعض منهم يتهم الجمهورية الإسلامية بانها تضطهد ( السنة ) ، وهذة الأقوال جميعها عارية تماما" من الصحة .
هذا كلام مرسل ولايوجد له دليل قاطع ، ولكننا نستنكر أى أضطهاد لفئة بعينها ، ونحن نعلم أن الجمهورية الإسلامية دولة قوية ومسالمة ، ولها تاريخ ناصع فى نصرة القضايا العربية والإسلامية ، وبهذة المواقف دفعت ثمنها أيران ، ولكننا ننظر اليها الأن وهى دولة قوية متماسكة ، مع ترامى أطرافها ، ووجود الكثير من البلدان التى تحيط بها ، ولكنها أستطاعت أن تساعد ( حماس) وهى سنية ؟ وحزب الله (شيعيى) ولكنها لا تفرق بين أحدهما ، بل تساعد وساعدت بلدان فى امريكا الجنوبية وشرق أسيا ، ويكفينا فخرا" تصريحات رئيس أيران أحمدى نجاة بأن جميع موارد وامكانيات الجمهورية الاسلامية تحت أقدام الشعب المصرى الشقيق ، لم تفعلها دولة عربية أخرى اليس كذلك .
ولكننا نجد هؤلاء التكفريين لا يعترفون بهوية الآخر ؟
نحن الآن في القرْن الحادي والعشرين، وقد اندثرت النظريَّات الأُحادية وبدأ عصر التعدُّديَّة، فلماذا لا يَحترِم المسلِمون وجهة نظر غيرِهم من النَّاس؟ ولماذا لا يسمُّون مَن عداهم بـ (الآخر) بدلاً من (الكافر)؛ ليواكب الإسلام العصرَ وتطوُّراته، كما يزعُم أصحابُه أنَّه صالح لكلّ زمان ومكان.
ولكن المذاهب العلمانية تحاول النيل من الإسلام ، ويشجعها على ذلك هذا الكم الكبير من الدعم الذى يصل الى هؤلاء بغرض فرض الوصاية على المجتمع المصرى ؟
بالنِّسبة للمذاهب العلمانيَّة، فالأمر لا يتغيَّر كثيرًا، فـ (أمريكا) - كممثِّل للمذهب العلماني الَّذي ينادي بالحرّيَّة والليبراليَّة والتَّعدُّديَّة - لا تعترِف عمليًّا بما سواه من المذاهب، فمع الأهداف الإمبرياليَّة لأمريكا في العالَم بأسره، تأتي الأهداف الثَّقافيَّة والفكريَّة لها أيضًا، انظر كيف تُريد أمريكا فرْضَ ثقافتِها وأيديولوجيَّتها الفكريَّة، وتسعى لإلْزام العالم بالصُّورة الَّتي رسمتْها للحرِّيَّة، فهي لا تترك مكانًا يُمكنها فيه نشْر ثقافتِها وأفكارها إلاَّ فعلت؛ إن سلمًا فسلم، وإن حربًا فحرب، معلنة أو غير معلنة، وتُنفق في سبيل ذلك الملايين والمليارات.
من حقِّنا أن نسأل هل الجماعة الإسلامية مع التقريب أم مع التنفير ؟
قبل أن نعرِّج على موقف قادة الجماعة الإسلامية يجب علينا أن نبداء من الهرم الأعلى ، مثلا" هل يسب الشيعية ( الصحابة) ، وهل يأخذ الأهواز العرب السنة حقوقهم كاملة ؟؟ هذة هى الأجابة التى يرغب البعض فى معرفتها .
تعقيب من مراسل إسلام تايمز خالد كروم .
من الممكن أن نفتح لهم قناة أتصال مباشرة مع بعض العلماء الافاضل من الحوزة العلمية فى قم المقدسة ، ولكن عليهم أن يختاروه بين النقاش السياسيى ، والحوار المذهبى ، ونحن لا يوجد مانع أن يصل البعض منهم الى الجمهورية الإسلامية وعمل لقاءات مع العلماء هناك ، وكذلك أستضافة الجماعات الإسلامية هؤلاء العلماء من الجمهورية الإسلامية حتى يشرح لهم هؤلاء العلماء بعض الأفكار التى ألبست بالرداء الشيعيى الأمامى ، وجميع علماء الشيعية بلا أستثناء يرحبون بالحوار الهادىء والبناء فى سبيل ترميم هذا الصدع الذى منه يخرج علينا من يحملون الأفكار التكفريية ؟
وبخصوص كلمة ( التكفير) هذة الكلمة لاتوجد دخل القاموسص اللغوى الشيعيى ، هذا شأن الله سبحانة وتعالى ، ونحن لم نأخذ صكا" ذهبيا" ملائكيا" من الله تعالى بأن ندخل هذا الجنة ، ونبعد هذا الى النار ، الله سبحانة وزتعالى مطلع على القلوب والأبصار ، فكيف لنا أن نحكم على مسلما" قال كلمة التوحيد ( لااله الا الله محمد رسول الله) بالكفر ؟؟؟ نحن لا نكفر أحدا" ، ولا نسب رموز أحدا" ، وهذا الكلام ليس كلامنا نحن ، بل كلام الأئمة المعصومين ، وكذلك الاقوال المأثورة لأمير المؤمنين على عليه السلام كثيرة وواضحة مثل سطوع الشمس ، وهذا هو مبداءنا وعقيدتنا التى منها نستمد قوتنا بقوة ال البيت صلوات ربى وسلامة عليه _ ونحن نتمسلك بالأية الكريمة بآيةٍ من القرآن الكريم وهي: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85].
أذا" أنت تؤيد عودة العلاقات الايرانية المصرية ؟
نعم نؤيدها بكل ما أوتينا من قوة ونقول للشعب الإيرانى والحكومة الايرانية نحن معكم قلبا" وقالبا" فى مواجهة الكيان الصهيونى ، ومواجهة الغطرسة الأمريكية.