للأولاد حقوق على آبائهم، إن تحققت تنتج أسرة متلاحمة وبالتالي يكون النظام الاجتماعي متكاملا حيث قال أحد الفلاسفة: (المجتمع الفاضل يعتمد أساسا على الأسرة، والأسرة يمكن أن تستقر إذا ما أصلح الفرد نفسه).
إن من حق الأولاد على الآباء، الكسوة والإطعام والتربية والإحسان والتأديب واختيار الاسم الحسن وإعدادهم للقيام بالواجبات ذكورا وإناثاً، لأن الطفل غير مكلف حتى يصل سن البلوغ ومن حقه على والديه في مرحلة ما قبل التكليف أن يعد للقيام بواجباته بعد التكليف سواء كانت عبادية فيأمره بالصلاة والصيام، أو أخلاقية فيعلمه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو علمية فيعلمه القراءة والكتابة.
حسن التسمية
من حق الأولاد على آبائهم أن يحسنوا تسميتهم فإن من الأسماء ما حمد ومنها ما خبث وللأشخاص تأثر بأسمائهم في الحسن والقبح وعن رسول الله (ص) قال: أحب الأسماء إلى الله تعالى هو ما عبد وحمد.
حسن الرعاية والتأديب
يجب على الآباء أيضا أن يحسنوا تربية أبنائهم لأن الطفل لا يميز بين الضار والنافع ومهمة الأبوين أن يوجهاه ليشب على حب الخير والفضيلة وبغض الشر والرذيلة ومنها حثه على الصلاة نظرا لما تحققه من نفع وما تغرسه في النفوس من فضائل، فقد أمرنا الرسول محمد (ص) بأن نعود أبنائنا عليها منذ الصغر بقوله: (مروا صبيانكم بالصلاة لسبع سنين واضربوهم عليها لعشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع).
والأبناء يمرون بمراحل مختلفة تبدأ بالطفولة ومروراً بالمراهقة ومرحلة الشباب وفي كل مرحلة تظهر مسؤوليات جديدة للوالدين لابد من القيام بها على أحسن وجه حتى ينموا أبنائهم ويرتقوا.
تزويج الأبناء
وفي مرحلة الشباب حق على الوالدين تزويج أبنائهم واختيار شريك الحياة الأمثل حسب الشريعة الإسلامية لهم، حيث أن اختيار كل قرين لقرينه هو محك سعادة أو شقاء الأسرة، فالدين الإسلامي يسمح للأهل بالتدخل في الاختيار مع مراعاة أن للأبناء قدرا من الحرية والاختيار فأعطى البنت حق الاختيار وإبداء الرأي فيمن تريد أن تتزوج.
الموعظة
الأبناء بحاجة إلى الموعظة من قبل الوالدين لأن النفوس تتأثر بالكلام البليغ الصادق فيصل إلى الوجدان ويؤثر فيه. والأبناء بحاجة إلى التوجيه والتذكير بالخير والشر والنفع والضر وموعظة لقمان الحكيم لابنه التي ذكرها القرآن الكريم هي أعظم موعظة دعاه فيها إلى التوحيد والعبادة وحسن السلوك والتحلي بمكارم الأخلاق (يا بني لا تشرك بالله فإن الشرك لظلم عظيم) (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور).
مراقبة الأبناء
من واجبات الآباء أيضا أن يراقبوا أبنائهم في اختيار رفاقهم فأن المرء يتأثر كثيرا برفاقه لأنه مولع بالتقليد ولقد أوصى لنا سيد الخلق (ص) أهمية اختيار الصديق.
العدل والمساواة
من حقوق الأولاد على الآباء المساواة بينهم في المعاملة والعدل معهم لأن عدم العدل بينهم إضافة إلى أنه يستوجب غضب الله وعذابه فإنه يغرس الأحقاد والكراهية ويؤدي إلى التنازع والفراق بين الأبناء.
التماسك الأسري
يؤكد معظم علماء النفس أن الطفل الذي يعيش في كنف أسري متوتر العلاقات يكون في مراهقته وشبابه معقدا غير متوازن في علاقاته الاجتماعية مع الآخرين.
فلنسعى جميعا أن نلتزم بأوامر الله وأهل البيت (ع) ونربي أبنائنا تربية جيدة لكي يفيدوا المجتمع الإسلامي.