|  | 
| 
| 
| عضو جديد 
 |  | 
رقم العضوية : 66245
 |  | 
الإنتساب : Jun 2011
 |  | 
المشاركات : 62
 |  | 
بمعدل : 0.01 يوميا
 |  |      |  |  |  
   
 
   
 
 | المنتدى : 
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام 
 تعليم الإمام الصادق ( عليه السلام ) جابر بن حيان  علم الكيمياء 
			 بتاريخ : 10-06-2011 الساعة : 11:40 PM 
 
 تعليم الإمام الصادق ( عليه السلام ) جابرا علم الكيمياءالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
 
 أسعد الله أوقاتكم
 
 توجّه الإنسان في عصرنا الحاضر إلى ميدان العمل ، مصمِّماً على اجتياز  المراحل العسيرة للوصول إلى رحاب المعرفة ، التي تجرِّدُه من الأوهام  المضلِّلة ، والأفكار الرديئة ، وتنقله إلى الواقعية المجردة والحقيقة  الناصعة .
 
 فما أحرى بنا أن ننضم إلى ركب هذا الإنسان المتطوّر ، السائر بخُطى سريعة  نحو الحياة الأفضل ، للتغلب على استبداد الأقدار ، واستعباد الأفكار ،  وإبعاد الخرافات ، والرجوع إلى أصدق الروايات ، لنأخذ منها الدروس والعبر ،  مُتَجنِّبين الانزلاق في المهاوي السحيقة ، التي طالما أهلكت الحرث والنسل  .
 فنحن في عالم تغلي مراجله بالحقد والكراهية ، والانقسام والتعصب ، وعلينا  أن نقلع عن كل ما يُبعدنا عن المحبة ، والصدق ، والتعاون ، والسلام .
 هذه الكلمات الموجزة نستوحيها من تعاليم
 الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) الذي يستحق إحياء ذكراه ، والانتقال إلى عصره المتقلِّب المتجهم ، لنشاهد الأحداث والوقائع . .
 أما
 الإمام الصادق ( عليه السلام ) فساعدَهُ حِسّه ، وشعوره ، وعقله الراجح ، في تلك الفترة الحاسمة ، على اجتياز أقسى مرحلةٍ تاريخية .
 مدرسة الإمام الصادق ( عليه السلام ) :
 يُعتبر الإمام الصادق ( عليه السلام ) صاحب مدرسة فكرية كبرى ، كان لها وجود عالمي ، وفضل كبير على الإسلام .
 فالإمام الصادق ( عليه السلام ) طلب الحكمة ، وسعى لاكتشاف أسرارها ، وغاص  في عميق معانيها ، وفجَّر الينابيع بطاقة العقل ، وصفاء النفس ، وأخذ بيد  الإنسان وقاده إلى مناهل المعرفة ، بكلِّ ما فيها من عمق وشمول .
 تطبّع الإمام الصادق ( عليه السلام )
 بصفات الفضل ، ومحبة العلم ، وتعلَّم من جَدِّه ( صلى الله عليه وآله ) أن  يُطعِم حتى لا يبقى لعياله طعاماً ، وأن يكسو حتى لا تبقى لهم كسوة .
 وإن إحصاء فضله ( عليه السلام ) ، وسعة علمه ، وآفاق فكره ، وعبقريته ،  ضَرْبٌ من المستحيل ، كما أنَّ الإحاطة بتاريخ حياته ( عليه السلام ) من  الصعوبة بمكان .
 
 
 
 
 علم الكيمياء :
 
 لا بُدَّ لنا ونحن في رحاب
 
 الإمام الصادق ( عليه السلام ) من الوقوف قليلاً لإلقاء نظرة عابرة على علم الكيمياء ، ودور تلميذه جابر بن حيَّان .
 
 الذي أخذ عنه هذا العلم ، وسعى إلى تطويره ، وإخراجه من الجمود ، والسحر ،  والشعوذة ، والتدجيل ، والخرافات ، إلى علم يقوم على البحث والاختبار ،  ويقود إلى خير الإنسانية ، وسعادتها .
 يقول ابن النديم في الفهرست رداً على بعض المصادر المغرضة التي شكّكت في وجود جابر واعتبرته أسطورة وهمية :
 الرجل له حقيقة ، وأمره أظهر وأشهر ، وتصنيفاته أعظم وأكثر ، ولهذا الرجل عدداً من الكتب في مذهب الشيعة .
 وتؤكد المصادر أنَّ جابراً كان حقيقة وليس أسطورة ، وأنه عاش في النصف الأول من القرن الثامن للميلاد .
 وهناك إجماع وتأكيد على اتصاله بـ( البرامكة ) ، الذين كانوا يحافظون على (  التقية ) ، في علاقاتهم بالإمام الصادق ( عليه السلام ) .
 ويقول ابن النديم أيضاً : كان جابر بن حيَّان رياضياً ، وفيلسوفاً ،  وكيميائياً ، وعالماً بالفلك ، وطبيباً ، له مؤلفات في المنطق ، والفلسفة ،  وعلم الباطن ، وغَالى بعضهم فَنَسب إليه اختراع الجبر .
 إن هذه الثقافة الموسوعية يصفها جابر في أنه تلقَّاها من سيده الإمام جعفر  الصادق ( عليه السلام ) ، ويردُّها جميعها إلى مُلهِمِه الذي يطلق عليه اسم  ( معدن الحكمة ) .
 ونقول : إنَّ لجابر مؤلفات عديدة في مختلف العلوم ، وقد تكون رسالته في التربية ، وبيان العلاقة بين المعلم والمتعلم أهم ما كتبه .
 وتعتبر من روائع الآثار التربوية ، ففيها فصَّل جابر واجبات وحقوق كل من  المدرِّس والتلميذ ، ويلتقي فيها مع أحدث الأساليب للدول الحضارية المتقدمة  ، صاحبة الأولية في الثقافة ، والعلوم ، والآداب .
 ومن الواضح أنَّ جابر ين حيَّان لم يكن الوحيد الذي تَتَلمذ على يد الإمام  الصادق ( عليه السلام ) ، فهناك العديد من العلماء ، والفقهاء ، وأصحاب  المذاهب ، انتسبوا إلى مدرسته ( عليه السلام ) ، ودرسوا على يده الفقه ،  والحديث ، وعلم
 الكلام ، والمنطق ، والفلسفة ، واللغة ، والآداب .
 والفضل كل الفضل لهذا المُعلِّم الحكيم ، الذي كرَّس حياته لخدمة الإسلام دون تمييزٍ بين فِرَقِه ، وطوائفه ، ومذاهبه .
 
 كيمياء ابن حيَّان :
 
 لا بُدَّ لنا من عودة إلى كيمياء جابر ، وأقواله عن المعادن وطبيعتها ،  وأجناسها ، وأصلها ، وكيفية صهرها ، وإذابتها ، وتحليلها ، وتحويلها .
 
 وقد أيَّد ابن سينا ما ذكره جابر ، ولكنَّه ذهب إلى العمق في تأويلها ،  وأفصح عن وجهها وجوهرها ، في كتابه ( الشفاء ) قائلاً : إن المعادن كالنفوس  ، فمنها الغث والثمين ، والنافع والضار ، والنفيس والخسيس ، ويأتي (  الإكسير ) معها .
 
 وقد بالغوا بالحديث عنه ، ووصفوه أنه يحوِّل المعادن كلياً ، وينقلها من الخسيس إلى النفيس .
 ويروي لنا جابر أنَّه استعمله في الطب ، وشفى به أمراضاً مستعصية مزمنة ،  وهنا يقول ابن سينا في كتابه المذكور : من المستحيل تحويل المعادن الخسيسة  إلى معادن نفيسة بواسطة ( الإكسير ) ، ولكن بالإمكان بواسطته إدخال  التحسينات على بعض المعادن ، وإعطائها البريق ، واللمعان ، لكي تصبح في  مستوى المعادن الأصيلة .
 وابن سينا هنا يؤيد أقوال الشيعة ، ويتفق مع جابر في تشبيه ( الإكسير ) بالعلوم الإمامية ، الصادرة إلى المستجيب .
 فإنها تصقل نفسه ، وتغيِّر واقعه ، وتجعله كالجوهرة النقيَّة الصافية ،  المتطلعة أبداً إلى الحُبِّ ، والخير ، والجمال ، ولعلَّ التأويل والرمز ،  والمثل والمَمثول ، تدخل في موضوع ( الإكسير )
 
 
 |  |  |  |  |  | 
 |