[حبيبة الحسين]

لقد جاءت الرؤيا في القران الكريم في سبعة مواضع ،اربعة منها في يوسف (عليه السلام ) رؤية وتأويلا وواحدة وقعت لإبراهيم الخليل احد الرسل الخمسة أولى العزم ،واثنتان للنبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) بالإضافه الى ورودها في تفسير بعض لايات واسباب نزولها .
ولقد ساهمت الرؤيا في بلورة صور الواقع وإلقاء إصلالة على افاق المستقبل وبعث الامل في النفوس واجتناب ابواب الاذى ومواطن الهلكة باستقرار رؤيا الإنذارات.
ولقد اخبر النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) عن الرؤيا وأقسامها وبصورة لم يستطيع العلم الحديث تجاوزها .فقد ورد بالإسناد عن عوف بن مالك عن الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) انه قال : الرؤيا على ثلاثة منها تخويف من الشيطان ليحزن به بنو ادم ، ومنها الأمر يحدث به نفسه في اليقظة ومنها جزء من ستة واربعين جزءاً من النبوة .
وتتجسد تلك الاقسام في بيت النبوه بالحدث والمثل ليكون ذلك عبرة للناس وتذكرة حاضرة في كل زمان .
وفي قوله تعالى (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا وليش بضارهم شيئاً إلابأذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ))
[سورة المجادله الاية 10]
روي بالإسناد عن ابي بصير عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام ) انه قال : كان سبب نزول هذه الاية أن فاطمة (عليها السلام ) رأت في منامها أن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) هم ان يخرج هو وفاطمة وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام ) من المدينة فخرجوا حتى تجاوزوا من حيطان المدينة فتعرض لهم طريقان فأخذ رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) ذات اليمين حتى انتهى بهم الى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) شاة كبراء وهي التي في إحدى إذنيها نقط بيض فأمر بذبحها فلما اكلوا ماتوا في مكانهم فانتبهت فاطمة باكية ذاعرة فلم تخبررسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) بذلك .
فلما أًبحت جاء الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بحمار فأركب عليه فاطمة (عليها السلام )وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين (عليهم السلام )من المدينة وكما رأت فاطمة في نومها ، فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض له طريقان فأخذ الرسول ذات اليمين كما رأت فاطمة حتى انتهوا الى مواضع فيه نخيل وماء ، فأشترى رسول الله شاة كما رأت فاطمة (عليها السلام ) فأمر بذبحها فذبحت وشويت . فلما أرادوا اكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منه تبكي مخافة ان يموتوا فطلبها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) حتى وقع عليها وهي تبكي فقال ما شأنك يابنيه ؟ قالت يارسول الله إني رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيته فتنحيت عنكم فلا أراكم تموتون فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) فصلى ركعتين ثم ناجى ربه فنزل عليه جبرائيل فقال : يامحمد هذا الشيطان يقال له :الدهار وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا ؟ فقال :نعم يامحمدفبزق عليه ثلاث بزقات فشجه في ثلاث مواضع . وقد روي عن الصادق (عليه السلام )انه قال : شكت فاطمة عليها السلام الى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ماتلقاه في المنام فقال لها :إذا رأيت شيئأ من ذلك فقولي : أعوذ بما اعاذت به ملائكة الله المقربين وأنبياء الله المرسلون وعباد الله الصالحون من شر رؤياي التي رأيت أن تضرني في ديني ودنياي.
انها استعاذة وامن من الرؤيا المكروهة واثارها ، تصدق بها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) على الأمة بواسطة الزهراء .
وفي حياة المؤمنين والمؤمنات وفي مختلف الأزمان شواهد لرؤى يرون فيها الزهراء (عليها السلام ) في المنام وفيها تزف لهم البشارة او يقرب الامل والشفاء وقد يكون فيها أخبار او حرز والمعروف أن الشيطان لايتجسد في المنام بشخص الزهراء وذلك لآية التطهير وللأخبار الواردة عن المعصومين في المقام .

هذا الموضوع من كتابتي ارجو ان ينال اعجابكم
وتقيمكم له وارجوا من الناقل ذكر اسم المنتدى
مع تحياتي لكم