معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس وأم أبي سفيان : صفية بنت حزن بن بجير بن الهزم .
وأم معاوية : هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وأمها صفية بنت أمية بن حارثة السلمي .
تزوجت هند الفاكه بن المغيرة المخزومي ، فقتل عنها بالغميصاء، ثم حفص بن المغيرة فمات عنها ، ثم أبا سفيان (المحبر ص 437 ، وفي طبقات ابن سعد 8 / 235 ، تزوجها الحفص بن المغيرة بن عبد الله بن مخزوم فولدت له أبانا ، ولم أجد عند غيره ذكر أبان ، وترجمة حفص في نسب قريش ص 301)
وفي رواية أن الفاكه بن المغيرة اتهمها بالزنى فبانت منه ( العقد الفريد 6 / 86 87 والاغاني 9 / 53) ، وكانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر ( ابن أبي الحديد شرح النهج 1 / 336 تحقيق محمد أبو الفضل) ، وذكروا في كيفية زواج هند بأبي سفيان : أن المسافر بن عمرو بن امية عشق هندا ، فاتهم بها ، وحملت منه ، فلما بان حملها أو كاد ، خرج مسافر إلى النعمان بن المنذر يستعينه على أمره ، فتزوجها أبو سفيان بعده
( راجع الاغاني 9 / 50 53 ) .
وقال الاصمعي وهشام بن محمد الكلبي في كتاب المثالب ( على ما روى عنهما سبط ابن الجوزي في التذكرة ص 116) : إن معاوية كان يقال إنه من أربعة من قريش : عمارة بن الوليد المخزومي ، ومسافر بن عمرو ، وأبي سفيان ، والعباس بن عبد المطلب ، وهؤلاء كانوا ندماء أبي سفيان ، وكان كل منهم يتهم بهند ، فأما عمارة بن الوليد فقد كان من أجمل رجالات قريش ، وهو الذي وشى به عمرو بن العاص إلى النجاشي ، فدعا الساحر فنفث في إحليله فهام مع الوحش ، وكانت امرأة النجاشي قد عشقته ، وأما مسافر بن أبي عمرو فقال الكلبي : عامة الناس على أن معاوية منه ، لانه كان أشد حبا لهند ، فلما حملت هند بمعاوية خاف مسافر أن يظهر أنه منه ، فهرب إلى ملك الحيرة وهو هند بن عمرو ، فأقام عنده .
ثم إن أبا سفيان قدم الحيرة فلقيه مسافر وهو مريض عشقه لهند ، وقد سقي بطنه فسأله عن أهل مكة فأخبره .
وقيل إن أبا سفيان تزوج هندا بعد انفصال مسافر عن مكة ، فقال أبو سفيان : إني تزوجت هندا بعدك ، فازداد مرضه ، وجعل يذوب ، فوصف له الكي ، فأحضروا المكاوي والحجام ، فبينا الحجام يكويه إذ حبق الحجام ، فقال مسافر : قد يحبق العير والمكواة في النار فسارت مثلا ، ثم مات مسافر من عشقه لهند فهو أحد من قتله العشق ( رواه أبو الفرج في الاغاني 9 / 53 وروى في ص 55 منه عن ابن سيرين انه قال " فمات سمعت أن أحدا مات عشقا غير هذا ") .
وقال الزمخشري في ربيع الابرار ( ربيع الابرار ج 3 باب القرابات والانساب ، راجع نسخة مكتبة الاوقاف ببغداد ، المخطوطة المرقمة 388 ، وابن أبي الحديد 1 / 336 تحقيق محمد أبو الفضل ) : وكان معاوية يعزى إلى أربعة : إلى مسافر بن أبي عمرو ( أورد أبو الفرج ذكر مسافر ونسبه في ج 9 من الاغاني ص 49 55 ، وترجمة عمارة بعده ) ، وإلى عمارة ابن الوليد ، وإلى العباس بن عبد المطلب ، وإلى الصباح مغن لعمارة بن الوليد ، قال : وقد كان أبو سفيان دميما قصيرا ، وكان الصباح عسيفا لابي سفيان شابا فدعته هند إليها ، فغشيها .
وقالوا : إن عتبة بن أبي سفيان من الصباح أيضا ، وقالوا : إنها كرهت أن تدعه في منزلها ، فخرجت إلى أجياد ، فوضعته هناك ، وفي هذا المعنى يقول حسان أيام المهاجاة بين المسلمين والمشركين في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله قبل عام الفتح :
لمن الصبي بجانب البطحاء * في الترب ملقى غير ذي مهد
نجلت به بيضاء آنسة * من عبد شمس صلته الخد
جاء في مقال للكاتب المصري المعروف اسامة أنور عكاشة في ( أبناء الزنى كيف صاروا أمراء للمسلمين ) ... هند بنت عتبة وقد اشتهرت بالبغاء السري في الجاهلية هي زوجة ابي سفيان ، وابنها معاوية يعزى الى اربعة نفر غير ابي سفيان، مسافر بن ابي عمرو بن امية ، عمارة بن الوليد بن المغيرة ، العباس بن عبد المطلب ، والصباح مولى مغن لعمارة بن الوليد .
يروى ان سيدنا علي (رض) قال في كتابه الى معاوية ( .. واما قولك نحن بني عبد مناف ليس لبعضنا فضل على بعض ...فكذلك نحن .. لكن ليس المهاجر كالطليق ولا الصريح كاللصيق..).وهي اشارة واضحة بالصاق اصول معاوية بعبد مناف .
وذكر هشام بن محمد الكلبي أيضا في كتاب المثالب ( تذكرة سبط ابن الجوزي ) وقال : كانت هند من المغيلمات ، وكانت تميل إلى السودان من الرجال ، فكانت إذا ولدت ولدا أسود قتلته ، قال : وجرى بين يزيد بن معاوية وبين إسحاق بن اطبة بن عبيد كلام بين يدي معاوية وهو خليفة ، فقال يزيد لاسحاق : إن خيرا لك أن يدخل بنو حرب كلهم الجنة ، أشار يزيد إلى أن أم إسحاق تتهم ببعض بني حرب ، فقال له إسحاق : إن خيرا لك أن يدخل بنو العباس كلهم الجنة ، فلم يفهم يزيد قوله وفهم معاوية ، فلما قام إسحاق قال معاوية ليزيد : كيف تشاتم الرجال قبل أن تعلم ما يقال فيك ؟ قال : قصدت شين إسحاق قال : وهو كذلك أيضا ، قال : وكيف ؟ قال : أما علمت أن بعض قريش في الجاهلية يزعمون أني للعباس ؟ فسقط في يدي يزيد .
وقال الشعبي : وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وآله إلى هند يوم فتح مكة بشئ من هذا ، فإنها لما جاءت تبايعه وكان قد أهدر دمها ، فقالت : على ما ابايعك ؟ فقال : " على أن لا تزنين " فقالت : وهل تزني الحرة ؟ فعرفها رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر لاى عمر فتبسم ( انتهت رواية سبط ابن الجوزي عن هشام بن محمد الكلبي ص 116) .