((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها)). طه/ 132
روى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا الحاكم الوالد (بإسناده المذكور) عن أبي الحمراء خادم النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): إنّه لمّا نزلت هذه الآية:
((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها)). كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) يأتي باب علي وفاطمة كل صلاة فيقول: الصلاة رحمكم الله.
((إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) 33/ الأحزاب
شواهد التنزيل ـ وهامشه/ ج1/ص381 ـ ص382.
وروى الشيخ المحمودي عن (تاريخ دمشق) بالإسناد المذكور فيه، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم): قال حين نزلت، ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها)) كان يجيء نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) إلى باب علي، صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول: الصلاة رحمكم الله ((إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً))
شواهد التنزيل ـ وهامشه/ ج1/ ص381 ـ 382.
تفسير تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) مصنف و مدقق
وقوله: { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها } فإن الله أمره أن يخص أهله دون الناس ليعلم الناس أن لأهل محمد صلى الله عليه وآله عند الله منزلة خاصة ليست للناس إذ أمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم خاصة فلما أنزل الله هذه الآية كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجيء كل يوم عند صلاة الفجر حتى يأتي باب علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فيقول: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " فيقول علي وفاطمة والحسن والحسين وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ثم يأخذ بعضادتي الباب ويقول الصلاة الصلاة يرحمكم الله: { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً } فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا, وقال أبو الحمراء خادم النبي صلى الله عليه وآله أنا أشهد به يفعل ذلك.
تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) مصنف و مدقق
في العوالي والمجمع عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال امر الله نبيّه ان يخصّ اهل بيته واهله دون الناس ليعلم الناس انّ لأهله عند الله منزلة ليست لغيرهم فأمرهم مع النّاس عامّة ثم امرهم خاصّة.
وفي العيون عن الرّضا عليه السلام في هذه الآية قال خصّنا الله بهذه الخصوصيّة اذا امرنا مع الامّة باقامة الصّلاة ثم خصّنا من دون الامة فكان رسول الله صلّى الله عليه وآله يجيء الى باب عليّ وفاطمة (عليهم الصلاة والسلام) بعد نزول هذه الآية تسعة اشهر في كلّ يوم عند حضور كلّ صلاة خمس مرّات فيقول الصلاة رحمكم الله وما اكرم الله احداً من ذراري الانبياء بمثل هذه الكرامة التي اكرمنا بها وخصّنا من دون جميع اهل بيتهم
(أقول): إنّما كانت الثمانية الأشهر المساوية لمائتين وخمسين يوماً تقريباً، للتأكيد على أنّ أهل بيت النبي هم من في بيت علي، لا من في بيوت نفسه (صلى الله عليه وآله وسلّم) من أزواجه حتى يشهد، ويرى عمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ذلك كل أحد خلال هذه المدة الكبيرة.
فالتأكيد لم يكن على الصلاة، إنّما كان على الإلفات الضمني بأن أهل النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) هم علي وفاطمة وأولادهما، لا غيرهم.
والروايات في هذا الباب كثيرة، نكتفي بذكر هاتين ـ كعادتنا ـ في الإشارة إلى الفضائل لا الاستيعاب.
اقول : أن النبي صلى الله عليه واله وسلم جلل على الحسن والحسين وعلي وفاطمة كساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة وأنا معهم يا رسول الله قال إنك على خير
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3871
خلاصة حكم المحدث: حسن وهو أحسن شيء روي في هذا الباب
جزء كبير من التفسير منقول من كتاب علي في القران الجزء الثاني للسيد الشيرازي