[وليد الجبوري]

الثقافة هي مجموع المخزونات العلمية والموروثات الاجتماعية والدينية المتراكمة داخل المنظومة الفكرية للإنسان ..ومن خلال تراكيب المعلومات وازدواجية الأفكار وتخالط الصور قد يولد موضوع أو فكرة مستوحاة من ذلك المخزون العلمي والموروث الاجتماعي.. قد تخطئ وقد تصيب تلك الفكرة وبحسب سعة الخيال وروحية تقبل الفكر الأخر تنتج الأرضية الثقافية والآراء التي يستند عليها الفرد في توجيه مسار حياته.. ولا يخفى إن جل هذه الموروثات والمخزونات هي تراكيب وقوالب فكرية ومعلوماتية جاهزة يتم التسالم عليها بمجرد انتمائها إلى جهة تمتاز بالقداسة الدينية أو العرفية.. وبالرغم أن بعضها لا يصمد تحت مجهر النقد العلمي والموضوعي القائم على احترام المبادئ الدينية والعلوم الإنسانية والتجريبية.. مع إيكال العوالم الغيبية إلى الله فيما تم النهي عن التفكير فيه كالذات الإلهية مثلا.. ولذا رأينا الكثير من الناس لا يستند على تلك الخلفية الثقافية في موقف الثبات بل نراه يسلك السلوك الجمعي للعقل المجتمعي حتى لو كان رأيه مختلفا,, خوفا من النقد أو عدم التزود بوسائل الإقناع اللازمة.. وقد يطرح رأيا,, وربما رأيا دينيا يحسبه الحق..لكن بمجرد تعرضه لنقد شديد ينسحب ويتراجع متماشيا مع سلوكيات العقل الجمعي.. أو ربما هو متأكد من صحة أفكاره لكنه يخاف أن يسبح عكس التيار خشية الغرق في ما لا يستطيع منه الخلاص..((فهل أنت مع سلوكيات العقل الجمعي أم لك رأيك الخاص الذي تثبت عليه أو تبدله مع تبدل قناعاتك الثقافية))