جاءت مجموعة من النسوة إلى الشاعر الأعمى / بشار بن برد ، يطلبن منه أبيات لكي يرددنها عند ذهابهن لتأذية واجب العزاء 00 كان بين النسوة إمرأة صوتها عذب جميل ، يبدو أن الشاعر تعلق به وبصاحبه 00 بعد أن أعطاهن مطلبهن ( الأبيات ) وخرجن من عنده ، كان الصوت العذب يتردد على مسامعه ، وأحيانا ينطبق الصوت العذب مع صاحبه ، فتجد المرأة التي صوتها عذب... وجميل جميلة ، وأحيانا لا ينطبق ، فتجد المرأة ليست جميلة وصوتها عذب جميل يسلب العقول 00 بعد ذلك قال الشاعر القصيدة التالية :
وذات دل كأن البدر صورتها
باتت تغني عميد القلب سكرانا
إن العيون التي في طرفها حور
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
قلت أحسنت يا سؤلي ويا أملي
فاسمعيني جزاك الله إحسانا
يا حبذا جبل الريان من جبل
وحبذا ساكن الريان من كانا
قالت فهلا فدتك النفس أحسن من
هذا لمن كان صب القلب حيرانا
يا قوم أذنى لبعض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين أحيانا
فقلت أحسنت أنت الشمس طالعة
أضرمت في القلب والأحشاء نيرانا
فاسمعيني صوتا مطربا هزجا
يزيد صبا محبا فيك أشجانا
يا ليتني كنت تفاحا مفلجة
أو كنت من قضب الريحان ريحانا
حتى إذا وجدت ريحي فأعجبها
ونحن في خلوة مثلت إنسانا
فحركت عودها ثم انثنت طربا
تشدو به ثم لا تخفيه كتمانا
أصبحت أطوع خلق الله كلهم
لاكثر الخلق لي في الحب عصيانا
قلت اطربينا يا زين مجلسنا
فهات إنك بالإاحسان أولانا
لو كنت أعلم أن الحب يقتلني
أعددت لي قبل أن ألقاك أكفانا
فغنت الشرب صوتا مؤنقا رملا
يذكي السرور ويبكي العين ألوانا
لا يقتل الله من دامت مودته
والله يقتل أهل الغدر أحيانا