بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
الشبهة :عن سهل عن ابن سنان، عن سعدان، عن سماعة قال: كنت قاعدا مع أبي الحسن الاول والناس في الطواف في جوف الليل فقال: يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم، فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله عزوجل حتمنا على الله في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك، وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك وعوضهم الله عزوجل. " الروضة ص 162 "
الرد :
الكتاب : شرح أصول الكافي
المؤلف : مولي محمد صالح المازندراني
167 - سهل بن زياد، عن ابن سنان، عن سعدان، عن سماعة قال: كنت قاعدا مع أبي الحسن الأول (عليه السلام) والناس في الطواف في جوف الليل فقال: يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله عز وجل حتمنا على الله في تركه لنا فأجابنا إلى ذلك وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك وعوضهم الله عز وجل. * الشرح: قوله: (يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم. ) لعل المراد بهذا الخلق: نوع البشر بقرينة أنهم لا يشفعون لأعدائهم، ولا يستوهبون لهم، أو الناس كانوا أشياعهم وأتباعهم. *
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 26، ص: 26
(الحديث السابع و الستون و المائة)
(1): ضعيف.
قوله عليه السلام:" إلينا إياب هذا الخلق"
(2) أي رجوعهم في القيامة، و لا ينافي ذلك قوله تعالى:" إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ" بل هذا تفسير للآية أي إلى أوليائنا و حججنا، و قد شاع أن الملوك ينسبون إلى أنفسهم ما يفعله عبيدهم، و يؤيده الإيراد بضمير الجمع.
قوله عليه السلام:" حتمنا على الله"
(3) أي شفعنا شفاعة حتما لازما على الله قبوله.
:::::::::::::::::::::::::::::
شرح الشيخ علي آل محسن للمتن (وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم) :
صحة مضامين الزيارة الجامعة:
ربما يتوهَّم بعضهم أن بعض فقرات الزيارة الجامعة تتنافى مع كتاب الله العزيز، مثل قوله السلام في هذه الزيارة: (وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم)، فإنها تتنافى مع قوله تعالى: (إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ).
إلا أن هذا الوهم خاطئ؛ إذ لا منافاة بين هذه الفقرة وبين الآيتين الكريمتين؛ لأن الإياب إلى أهل البيت عليهم السلام هو إياب إلى الله تعالى، لأنهم خلفاؤه، وحججه، والقائمون بأمره، ومحاسبتهم عليهم السلام للخلائق إنما هو بأمر الله تعالى، لأن الله سبحانه لا يتولى حساب الخلائق بنفسه، وإنما يوكل ذلك إلى بعض خلقه، من حججه وملائكته، فلما كان كل ذلك بأمره تعالى كان هو الفاعل الحقيقي.
ونظير ذلك ما دل من الآيات على أن الله تعالى هو الذي يتوفى الأنفس، مثل قوله تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الزمر: 42)، وقوله سبحانه: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ) (النحل:70).
ومثل ما دل من آيات الكتاب العزيز على أن الله تعالى هو الذي يحيي ويميت، مثل قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (التوبة: 116)، وقوله: (هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يونس: 56).
مع أن آيات أخر دلت على أن الذين يتوفون الأنفس هم الملائكة، أو ملك الموت.