العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

 
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next

الصورة الرمزية عبد محمد
عبد محمد
شيعي حسيني
رقم العضوية : 9236
الإنتساب : Sep 2007
المشاركات : 16,273
بمعدل : 2.59 يوميا

عبد محمد غير متصل

 عرض البوم صور عبد محمد

  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : عابر سبيل سني المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-04-2011 الساعة : 09:42 PM


جاري اليهودي والشيعي





الشيخ مخلف بن دهام الشمري

شبكة راصد - 8 / 4 / 2011م - 5:20 ص


شاءت الأقدار أن انتقل إلى شقة جديدة في أحد أحياء الخُبر في عمارة مكونة من ست شقق وكانت شقتي في الدور الأرضي، وفي يومٍ بعد صلاة العصر قرع الجرس فاستجبت له فرد علي ّ أكثر من شخص قائلين نحنُ جيرانك وبلكنات مختلفة، أحسست بالحرج معتقداً اعتراضهم على وجودي هنا، ومع هذا فتحت لهم الباب وإذا بخمسة أشخاص اثنان منهم سعوديون وآخران ملامحهما أوروبية والخامس يبدو انه صيني ابتسموا قائلين: نحنُ جيرانك ونرحب بك ونريد أن تسمح لنا بالدخول وكان كل منهم يحمل بيده كيساَ، فرحبت بهم بحرارة وأدخلتهم غرفة الجلوس، فقام الأول معرفاً باسمه: حسين من القطيف شيعي المذهب قائلاً: سعدنا بجوارك وقدم لي هدية عبارة عن صورة لمهرجان الدوخلة، وتقدم لي الثاني وقال: أنا اسمي وليم أمريكي مسيحي وقدم لي هدية وهي صورة لتمثال الحرية، وتقدم لي الثالث وكان اسمه كوهين ألماني يهودي الديانة وقدم لي هدية وهي صورة للمسجد الأقصى، وقام الرابع واسمه حيدر من نجران اسماعيلي المذهب مُرحباً بي وقدم لي هدية كانت صورة لموقع الأخدود، وقام الخامس وحياني بانحناءة مقدماً نفسه بإسم "شين لي" صيني الجنسية بوذي الديانة مرحباً بي ومقدماً لي صورة لسور الصين العظيم.
تفاجأت بهذا التنوع وهذا الإخاء بينهم رغم اختلاف دياناتهم ومذاهبهم فأخبروني بأنهم يعيشون كأسرة واحدة في هذه العمارة مُنذ ثلاث سنوات وهم يعتبرون تعايشهم هذا تلبية لمشروع خادم الحرمين حوار الأديان والتسامح وعرضوا علي أن أكون سادسهم فقلت: يسعدني ذلك ونحرت كبشاَ وقدمته لهم كوجبة عشاء احتفاءً بأنني رأيت دعوة خادم الحرمين الشريفين تتحقق قبل مماتي فعشت معهم كواحد منهم نتبادل الزيارات رجالاً ونساءً وأطفالاً أخوة تجمعنا الإنسانية، يحترم كل منا الآخر يذهب كوهين ووليم إلى كنيستهم وأنا أذهب إلى مسجدي وحسين يذهب إلى حسينيته وحيدر إلى مسجده وكل منا مطمئن آمن نجتمع جميعاً في عيد الفطر وعيد رأس السنة وعيد الأضحى وعيد الأم وعيد ميلاد المسيح ونشارك علي وحيدر يوم عاشوراء وكل هذا دون حساسية أو نفور، لكل منا طريقته في التواصل مع ربه وطقوسه الخاصة لا يعترض عليه أحد وحتى "شين لي" يذهب لمعبده البوذي ونحترم معتقده وفي بعض جلساتنا يشرح كل منا طريقته في العبادة لزملائه من باب زيادة المعرفة ليس إلا، والجميل في علاقتنا أنه لم يقم أحد منا بدعوة الآخرين لدينه ومذهبه أو يعتقد بأنه أفضل من الآخرين أو أنه يحمل وحده صك الغفران والجنة، ونتفق جميعاً بان لكل إنسان حرية المعتقد واختيار الطريقة التي يؤمن بها للتواصل مع ربه، وهكذا مرت أيامنا وسنوننا ونحن كالأسرة الواحدة نجتمع في أفراحنا وأحزاننا، وفي حال غياب أحد منا عن أهله فإن الأسرة لن تشعر بالوحدة فالجيران يقومون بالواجب ورعاية عائلة المسافر حتى يعود.
فرحت بأن عمارتنا هذه أصبحت نموذجاً يُقتدى به للتسامح وحوار الأديان والثقافات ونشر المحبة بين الناس التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين أمد الله بعمره.
وآمنت بأن هذا التعايش الناجح سببه الخلو من الرسميات والبروتوكولات ولا وجود للمجاملات والنفاق والتقية وإنما هو رغبتنا الداخلية بأن الدين ليس شعاراً يرفع ولا شكلاً يُقدم وإنما هو سيرة متكاملة من مكارم الأخلاق وسموها واحترام حقوق الإنسان.
تناقلت وكالات الأنباء والصحافة قصة هذه العمارة النموذجية بسكانها وطارت بها الأخبار والركبان وفي ذات مساء تلقيت اتصالا من قناة الحرة الأمريكية تدعونا إلى حلقة على الهواء في استديو القناة في دبي لتقدم للمشاهدين نموذجا يحتذى في القرن الواحد والعشرين وفي عصر العولمة حيث لا مكان للكراهية والتكفير وإذكاء الطائفية فقبلنا الدعوة بسرور وقبل الذهاب اجتمعنا للتحضير لللقاء وقال وليم: الحمد لله أن وصلت إلى هذا المستوى من التعايش بعد أن كنا نرى المتأسلمين الذين شوهوا الإسلام يتلذذون بقطع الرؤوس على شاشة التلفاز وذلك الهراء في تلك العصور المظلمة التي كنا نسمع «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب» نقلتنا طائرة خاصة إلى دبي وبينما نحن ندخل إلى استديوا الحرة وإذا بي اسمع نداءً يقول: أبو دهام «قم اذن الفجر» فاستيقضت، وإذا هو زميلي أبو علي الذي يشاركني الغرفة في السجن قمت إلى مكان الوضوء فشاهدت شخصاً جديداً يخيم علية الحزن جالساً القرفصاء في الممر على البلاط سألت عن اسمه ومنطقته ولماذا هو كذلك؟!
فقال: أنا ماجد من الأحساء وبعد إلحاحي علية عن سبب جلوسه هنا خارج الغرف قال: رفضوني لأني «شيعي» قلت: لاحول ولا قوة إلا بالله ليتني لم أستيقض من النوم وعشت ذلك الحلم الجميل اتفقت أنا وماجد على أن نتناوب على السرير أحدنا ينام عليه ليلاً والآخر نهاراً فتغيرت أسارير وجهه في اليوم الثاني، وقال: الحمد لله لا تزال الدنيا بخير وقلت له: إن اصحاب القلوب المريضة والنظرة الضيقة وموجهي الفتنه الطائفية في الخارج لوثوا حتى الهواء لهذا دخلت علينا رائحتها النتنة حتى داخل السجن السؤال الذي يفرض نفسه.
كم من ماجد يعيش في الوطن سواءً في المدرسة او المسجد ومقر العمل وهو يتجرع التمييز والتهميش والإقصاء وهو يعيش على أرضه وأرض آبائه وأجداده ولكننا نحمله أخطاء إيران بينما نحنُ بُراء براءة الذئب من دم يوسف من أفعال القاعدة وهذا طلسم سحري.
أناشد العقلاء والحكماء إن بقي منهم أحد أن يقفوا سداً منيعاً في وجه الطائفية التي ستحرق الأخضر واليابس عندها ستضحك إيران ملء فمها ونحن نبكي على الأطلال.


توقيع : عبد محمد


المال في الغربة وطن

والفقر في الوطن غربة
من مواضيع : عبد محمد 0 إيمان عائشة
0 الحكمة في اخفاء قبر فاطمة الزهراء عليها السلام ودفنها ليلا وسرا
0 رزقنا حفيدة
0 مسألة
0 ترددات القنوات الشيعية في تاريخ 6-8-2013
 

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 12:24 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية