أولاً أعرّف عن نفسي بشكل بسيط قبل أن أبدأ مقالي، أنا مواطنة بحرينية سنية وأنا آسفة لأننا وصلنا إلى مرحلة بدأنا فيها بتعريف هوياتنا عن طريق مذاهبنا، المهم يا أستاذي الفاضل أحب أن أعرب عن إعجابي بصحيفتكم الموقرة؛
لأنها وخلال هذه الأزمة شعرتُ......
بأنها الوحيدة من بين كل الصحف التي كانت تنقل رأي كل الأطراف بدون تحيز، فكنت أحرص على اقتنائها يومياً...
وسبب كتابتي لك اليوم هو موقف صادفني عندما كنت في جامعة خاصة تقع في منطقة ذات أغلبية شيعية، المهم خرجت من المحاضرة مساءً وكان حضور الجامعة قليلاً أساساً وجميع الطلبة قد غادروا المكان بسرعة نظراً إلى الأوضاع الأمنية الحالية ورجل الأمن لم يكن موجوداً في المكان،
وقد استعملت سيارة زوجي وهي سيارة كبيرة ولست متعودة على سياقتها فانحشرت في الموقف ولم أعرف كيف أتصرّف إن تقدمت سوف أصطدم بالجدار ولم أستطع الرجوع لأني لم أكن أرى بوضوح في الظلام،
وفي هذه الأثناء تقدم نحوي رجلان من أهل القرية وبكل شهامة أحدهما وقف أمام السيارة والآخر خلفها ليرشداني على طريقة الخروج وبلهجتهما (خَيّو لفّي السكان شوي يمين... خيّو يسار... يلا طلعي) فخرجت من هناك الحمد لله ولولاهما لكنت هشمت السيارة.
قد تبدو القصة عادية جداً لكن نظراً إلى الظروف الحالية كنت فتاة وحيدة وفي الظلام ومن لهجتي كان من الممكن أن يعرفا أنني سنية وهما في قريتهما وسط أهلهما، لم يضرباني لم يكسرا سيارتي لم يؤذياني بل قاما بمساعدتي وحالما خرجت ذهبا حتى أنهما لم ينتظرا مني كلمة شكر، أتعرف لماذا تصرّفا هكذا؛ لأنهما بحرينيان أصيلان، هذه هي البحرين بسنتها وشيعتها، هذه هي نخوة رجالها، لم أشعر بالخوف الذي أسمع عنه وأقرأ عنه في البلاكبيري، رأيت محبة وطيبة وبساطة، كم أتمنى أن ينقل الإعلام هذه المواقف الطيبة الحلوة بين الناس بدل التصيُّد في الماء العكر وتأجيج الفتنة والكراهية، أتمنى أن تعود البحرين كما كانت بلد الوئام والمحبة، أحبكم يا بحرينيين، يا شيعة ويا سنة، كلكم أبناء هذه الأرض أمّنا البحرين
كم أبكتني تلك الكلمات ..
نقلتها .. نعم نقلتها .. وحتى ان لم تكن حقيقية ..
فقد اعطبتني أمل .. وجعلتني أقول : بأن الدنيا للحين " بخير " ::