إن فاطمة عليها السلام ضمنت لعلي عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت ، وضمن لها علي عليه السلام ماكان خلف الباب : نقل الحطب ، وأن يجئ بالطعام ،
فقال لها يوما : يا فاطمة هل عندك شئ ؟ قالت : والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاث إلا شئ آثرتك به ، قال : أفلا أخبرتني ؟
قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله نهاني أن أسألك شيئا ، فقال : لا تسألي ابن عمك شيئا ، إن جاءك بشئ عفوا وإلا فلا تسأليه ،
قال : فخرج عليه السلام فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا ، ثم أقبل به وقد أمسى ، فلقي المقداد بن الاسود فقال للمقداد : ما أخرجك في هذه الساعة ؟ قال : الجوع ، والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين ، قال : فهو أخرجني وقد استقرضت دينارا وسأؤثرك به ، فدفعه إليه ،
فأقبل فوجد رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا وفاطمة تصلي وبينهما شئ مغطى ، فلما فرغت أحضرت ذلك الشئ ، فإذا جفنة من خبز ولحم
قال : يافاطمة أنى لك هذا ؟
قالت : هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا أحدثك بمثلك ومثلها ؟ قال : بلى ، قال : مثل زكريا إذا دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقا قال : يامريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ،
فأكلوا منها شهرا وهي الجفنة التي يأكل منها القائم عليه السلام وهو عنده