بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمدٍ وآل محمد الطيبينَ الطآهِرين!
سأدخلُ بلا مُقدمآتٍ ولا شَرحٍ يطول .. لأنني أعرفُ بأننِي أكلمُ جمآعه وآعِيه .. بالطبعِ فأنكم قد شآهدتم -بعيضَ- ما حصل في البحرين في القنوات الاخبآريه ذآت الضمير الحيّ..
ولكننِي أقسم مِن هذَآ المكآن إلى كُلِ مكآن في العآلم .. وأتوسلُ لَكم بأن تسمعونني .. لأن لا إعلامَ يفي بالحدث .. وقلبي مِن ا لغيظ والجرح لا يبريُ جرحه
أأكلم أنآسٌ دَرو بمآ فِي الطَفِ مِن أحدآث..؟
إذاً فالموضوع سيكون أسهل..نَعَم .. هكذَآ سؤشبِهُ مآ رأينآ .. فالحقيقه أبعدُ مِن مُجَرَدِ التَصَوُر! لم أكن أتصور بأن الطف ببشاعةِ ما حدثَ في البحرين .. فكيفَ بي الآن أعي بأنها أفضع؟ كيفَ صبرت الهاشميات!
سـ أتخِذُ ذآك الحدث الأعظم .. لتقريب صورة حدث الخميس الاسود العظيم في البحرين!
حتى لو كآنت كربلاء صحراء .. وهذهِ ارض معموره .. فكربلاء تتجدد بصور مصغره ولو بعدَ حين!
سأبدأ بمآ رأيت..
كنت من سبتمبر العام المآضي في مدينة باريس لتكملة دراستي الجامعيه .. أنهيتُ دراستي ورجعت مع خطيبي مستعجلين من ليدز إلى البحرين بعدما بدأت المطالب السلميه للشعب في 14 فبراير
كآن رجوعنا مع غروب شمس 16 فبراير .. أتجهنا من المطار مباشره إلى الدوار حيث تواجد أهلنا وأصدقائنا وأحبائنا المطالبين بحقوقنا وحقوق البحرين المسلوبه بكل سلميه ..
في عينِ الحدثِ كنت .. رأيت أناس تطهو لتطعم الجمع الغفير بابتسامات .. هناكَ من يسقي المآء ..وأنا نفسي قد أكلت وشربت من أياديهم!
كانت سلميه إلى درجة أن الاطفال كانو يلعبون "الصيده" ويلعبون الكره ..والطيارات الورقيه .. واقسم بالله أن هنآك رُضَع وأن أغلب الآباء قد حملوا أطفالهم مرتفعونَ على أعنآقهم!فأي سلاحٍ يحمل.. أليقتل ولده؟
والكل قد شغل أياديه .. واحده للهتافات ولرفع صوتنا بالمطالب .. والاخرى قد رفعت العلم الأبيض ذا المثلثآث الحمراء الخمسه .. هاتفينَ بضرورة أسقاط النظام بعدما كآن فقط أصلاحاً لهُ..
وهذا المطلب بالذات تطور بعد سقوط شهيدين أبريآء عُزل لا يحملونَ الا العلم!
هتفنا ..
لا سُنيه ولا شيعيه .. كلنا وحده وطنيه!
طالبنا بملكيه دستوريه .. أي أن الدستور شعبي بوضع رئيس وزراء جديد يختاره الشعب بعد إذ عجز خليفه آل خليفه من الاسهام في العداله والاصلاح في أكثر من 40 سنه قد خلت!
فأي أرهاب أو تخريب قد قآم بهِ هؤلاء المسالمون؟
كانت الشعارات واضحه وصريحه .. وهي تعبر عن رأي اغلب الشعب سنه وشيعه .. حيثُ أن الميدان قد صار مزاراً يطوفُ بِهِ الناس على أختلافِ أطيافهم وطوائفهم أفواجاً غير قليله حيثُ قُدرَ ذلكَ المسآء عدد الناس بـ 150 ألف على الأقل .. كآن يغص بالشرفاء!
رأيت كل ذلكَ مِن الساعه الخامسه والنصف عصراً إلى الواحده والنصف صباحاً ..أي قبل حدوث المجزره بـ ساعه ونصف تقريباً وخلفتُ في الميدانِ للمبيت أخواني الأربعه وأسرة زوجي وبعض صديقآتي !
للمقارنه نتجه..
ألم يسمح يزيد للحسين عليهِ السلام بالتقدم نحو كربلاء .. ومن بعد ذلك قد سد طرق العوده عليه بجيوش على فرق عديده؟
نعم .. في البحرين كآنت هكذآ البدايه !
أتجهت جميع الاطياف البحرينيه المطالبه بالاصلاحِ والديمقراطيه إلى دوار اللؤلؤه والذي عُرفَ ب عد قتل الشهيد الاول بـ" ميدان الشهداء او ميدان اللؤلؤه" وكان المجآل أمامهم مفتوح .. لا شُرطه .. لا مرتزقه.. لا توقيف ولا حتى ممانعه بالكلام!
استقر الناس داخل الدوار الكبير وعلى أطرافه .. وعلى الجسر العريض الذي يطل عليه .. مسالمون متعاونون لم يحدثوا أي تخريب!
إلى فجر ذلكَ اليوم المَشؤوم!
نآمت العيون بعد رحيلنا .. واستقرت القلوب الى مضاجِعِها .. وآمنَ النآس وحَسِبوا أن هذهِ الليله كما سبقتها .. هادئة مستقره تنتظر فجرمشرق جديد .. يصلي بهم أمامٌ واحدٌ جماعه . وطباخهم يعدُ العُدَةَ لفطورهم ورآئحة البيض المقلي تصآفحُ سماء اللؤلؤه!
إلى أن اسدلت الجفونُ آمنه!
طوقوا المكآن وضربوهم وهم نيام بلا سابق انذار!
أرُحِمَ أطفال آل بيت محمد في يومِ عآشورآء؟هل هرعَ الاطفال وجزعوا وضاعوا؟
لن أضع صوراً .. فقلبي مقروحٌ مجروح .. تلك فاطمه عبدالرسول ذات الـ9 اعوام .. هي الوحيده من بين كل قريناتها وصديقاتها الصغيرات المفقودآت من طلع خبرها في يوم الخميس الدامي .. شهيدةً برصاصِ سلاحٍ مُحرمٍ دُوَلِياً!!
أمآ الباقين الأطفال ! .. أغلبهم مفقودون .. والآن قد صُنِفوا في عِدآدِ الضَحَآيا إلى حين عودتهم
موقف مبكي رأيتهُ في السلمانيه صبآح الخميس عندما توجهنا للبحث عن أخواني وأقرباي.. والفيديو قد أنتشر أيضاً!
الام تقول.. كُنآ نآئمين فستيقظنا على صراخ الصارخين وفتك المسدسآت .. حتى أن طفلتي ذآت الـ 4 سنوات تقول :: مآمآ لماذا يضربوننا بالمسدسات .. أتصلي للشرطه!
امآ الممرضه"من المجموعه الطبيه التي توجهت رُغماً الى الميدان بعد المجزره" .. حملتُ طفلاً ربما لم يطبق سنتهُ الأولى لأسعفه اذ كآن يعاني الاختناق .. أتجه إليها أحد المرتزقه لينهب الطفل ويرميهِ على الأرض بلا رحمه ويسحبها خارج المنطقه
شاهد قد قُطِعَت شرايينه كآن يحاول أنقاذ طفل .. رأيتهم بأُمِ عيني يُكَيِسونَ الأطفال والنسآء وحتى الشباب الملقون على الأرض ولأ أدري أن كانو أحياء أو أموات في أكياس بلاستيكيه ويرمونَ في ثلاجات قد تقدمتها دبابات الجيش البحريني!
هَل مآتَ الشيوخ فِي الطف؟
نحن قدمنآ الشيوخَ شهدآء .. آآآآآآهٍ مِن صورةِ الشهيد عيسى بن الحسن 60 عآمآ .. فرأسهُ مفضوخ من فوق الحآجبينِ وقد تجوف!وقد أكدت الصحفيه نزيهه بأنها رأته يبحث عن ولده في مستشفى السلمانيه .. ورأت كيفَ وضع الشرطي -المجنس- المسدس في رأسه وفجره بقذيفة مسيل الدموع
قدمنا .. علي خضير 57 عاماً وهو نائم في الميدآن مسالماً .. برصاصٍ انشطاري خطير .. قد تثقب جسمهُ بالكآمل!
هل أنفجعت الأمهاتُ عَلَى شبابِ أولادِهآ؟
هنآ .. علي المشيمع أول شهيد للثوره 21 عاماً
هنا .. فاضل المتروك 32 عاماً
هنا .. محمود مكي 23 عاماً
هنا .. حسين الزايد 30 عاماً
هنا .. زميلي في الدراسه .. المهندس علي أحمد الم ؤمن 22 عاماً!
لا أعرف كيفية القتل لكلِ واحد منهم ولكن .. ما أذيعَ بيننا..
الاول .. كآن خارجاً من بيتِ جدهِ لبيت أبوه بعد عشآء العائله .. وحاصرهُ الشرطه في زقاق ضيق ومات برصاص انشطاري..
الثاني .. في تشييع الاول كآن يحاول أنقاذ شاب آخر من الرصاص فأصيبَ هو مخلفاً يتيمين!
الثالث .. كآنَ نائماً في الميدان !
الرابع .. ماتَ متأثراً بجراحِهِ جراء الهجوم المباغت!
أما علي زميلي.. فهذا من رآهُ أخي وهو يسقط مغرق بدمه .. حيثُ قال..
كآن علي ينام بالقرب من باب خيمة النساء القريباتِ له ..و اذا بقوات الشغب تتجه إلى خيمتهِ تقصد النسآء .. فضج الشباب الغيور وهاج علي يحوطُ بِـ كلتا يديهِ على نسائهِ الا أن مصيرهُ لم يكن بأفضل من غيرهِ وأخذ نصيبهُ من ظلمهم باطلاق الرصاص الانشطاري على كآملِ جسمه الخلفي .. ظهرهُ ورجليه وكل مكآن لينضم الى قائمة الشهداء الطويله
وهذا ما نشر في بعض القنوات وما قالتهُ صديقتي لي أيضاً!
وكانت آخر كتابات علي في الفيس بوك .. (دمي فدا وطني)!
هل حآرت زينب عليها السلام في الظلام وهي تبحث عن الأطفال؟
أكثر من 30 طفل مفقود بحثو عنهم في جنحِ الظلامِ وسط الوابل ولم يجدوهم .. إلى الآن!
هَل حرق بني أميه على الخيآم؟
نعم .. في ا لبحرين أحرقوا خيم المسالمين! ..
هل أستعان يزيد بغير العراقيين لاقتل الآل؟
البحرين فعلت هذا .. حيث دخلت في تاريخ 14 فبراير قوات سعوديه وكويتيه مسانده لجيش بحريني كآمل ضد نساءِ وأطفالٍ وشيوخٍ عُزَل لا يملكونَ سكيناً لقطعِ برتقاله!
ونحنُ لا زلنا ننادي بعد كل تلكَ الجراح من أجلكَ يا وطن .. سلمية سلمية..
ماذا حصل بعد ساعات .؟
- منع الوزير الاطباء والذين أدو القسم في انقاذ حياة الناس والممرضات بأن لا يسعفو ولا يعالجو أي جريح !
- منعت الداخليه الاسعافات من الوصول لدوار اللؤلؤة لانتشال الجرحى والجثث ربما ! واي متقدم لهناك .. يضرب
- ضربو رجال الاسعاف والممرضين فيه!ضرب الدكتور صادق العكري اكثر من 20 مرتزق لانه حاول انقاذ احد الحرجى داخل المستشفى وهو الآن في العنايه المركزه!
- خرج الاطباء معارضين ضد الوزير ومنادين - يسقط يسقط الوزير- وتوجه بعضهم مشي على الاقدام مسيره للدوار لانقاذ الجرحى .. وبعضهم أستخدم سيارته كأسعاف!
- أحدى الطبيبات المتوجهات الى الميدان .. قالت وهي في حاله هستيريه رأيت هم يزجون بالاحياء والجثث جميعهم في ثلاجات منعونا من تفتيشها!
- الثلاجات المتنقله التي وضع فيها المحتجون تحمل لوحات مروريه سعوديه.. والخوف كل الخوف أن يتعاون الخليج كله مع هؤلاء الظالمين علينا!
- وزير الصحه يستقيل .. وينفي استقالته بعد ضغط الحكومه عليه هو و3 آخرين من الوزراء.
ماذا يحصل الآن..
-أكثر من 70 مفقود! .. وهنآك جثث لم يدآع عنها في مستشفى العسكري والسلمانيه بسبب منع الحكومه!
-لايزال الاعتصام سلمي في مجمع السلمانيه الطبي .. وحشود غفيره من الاطباء مطالبين باظهار الجثث المخبئه..
-الصحفيون الاجانب محتجزون في مطار البحرين الدولي .. لكي لا يساهموا في اظهار الحقيقه!
- الدبابات التي نزلت من أجل شعب طيب لا تزال تنتشر بكثره في كل نواحي البلاد.
-وزير الداخليه تتضارب أكاذيبه حول المجزره المقترفه بحق الابرياء.
- تلفزيون البحرين لا يزال يعرض مسرحيات .. لم نرها في الحقيقة أبداً!
و ((((( أخي لا يزال من المفقودين ..وأمي ترفض أن تتحرك من مقر الاعتصام عند المستشفى إلا إذا عاد!!.. وأخو خطيبي في العنايه القصوه )))))
"فِي الحروب العالمية إذا رأوا أطفال في المنطقه أو المكان المستهدف تتغير خطتهم جذرياً حتى وإن كأن المستهدَفونَ يهوداً
إلا في البحرين .. ضربنا ونحن نسآء .. ضُربَ الشيوخ .. وشردو أطفالنا المرتعبين المجزوعين .. لقد ذبحو المستقبل بذبحِ شبابنا !!
السلامُ عَليكِ يا سيدتي زينب .. لسنا بأفضل مِنكِ حينَمَآ هَجَمَ عليكِ بني أمية الكفره
فدآئماً التآريخ يعيد نَفسه حَتَى ولو كآنت الصوره أصغر بكثِير.. وهكذآ عآدت أوال.. وها هي الأهوال!"