|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 64346
|
الإنتساب : Feb 2011
|
المشاركات : 19
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
ما دام انك تقوم بها فلمَ لا تجعلها باقية؟؟؟
بتاريخ : 26-02-2011 الساعة : 10:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين
نعلم جميعا ان للنية تاثير اساسي في تصنيف اعمالنا ان الى الخير او الى الشر وبالتالي حسب نوايانا نُعاقب او نُثاب على هذا العمل ولعل انعقاد النية في نفس الشخص هي من الاسرار التي بين الله والعبد اذ انه تعالى هو الوحيد الذي يعرف ما يدور في نفوسنا حقا فالنية مثلا هي من شروط قبول الصلاة ولكن من يؤدي الصلاة رياءً امام اعين الناس لكي يقال فلان تقي و مؤمن فصلاته باطلة حتى ولو تلفظ بالنية قبل الشروع بالصلاة اذ ان العليم الخبير يعلم ان هذه الصلاة ليست بقصد القربة لذلك حريّ بانعقاد النية ان يكون نابعا من القلب وخالصا لله تعالى ان اردنا تحصيل الثواب
من هنا كان مستحبا للعبد المؤمن ان ينوي قبل كل عمل قصد القربة من الله بغض النظر عن اهمية ذلك العمل في مسار حياته اليومية فالنية لا تُفترض فقط في الصلاة والصوم والعبادات اذ ان التقرب من الله يمكن ان يكون بنظرة رحمة الى الوالدين او اليتيم, فسُبل التقرب من الله لا تُحصى ويمكن لكل عمل اقوم به في حياتي اليومية ان يكون طريقا يؤدي بي الى التقرب من الله عزّوجلّ اذا عُقدت النية لذلك فبدل من ان يكون خروجي مع ابني الى الحديقة العامة من اجل سبب بسيط _كأن اُسكته عن بكائه او لاني اشعر بالملل واحتاج مثلا الى سبب للخروج من المنزل _انوي قيامي بهذا الامر بقصد القربة فمثلا انا اعرف ان الشخص الفلاني يتواجد الآن في الحديقة فأنوي ان ذهابي لهناك الآن هو من اجل انتهاز الفرصة في محاولة مواساة ذلك الشخص الذي يُعرف عنه انه يمر بحالة نفسية صعبة وانه غالبا ما يتواجد في الحديقة في هذه الساعات حتى ولو لم اوفق لرؤيته او ان الفرصة لم تُسنح لي لمحادثته او مواساته فاني ان شاء الله سأُثاب على النية الحسنة ,او انوي مثلا ان اقوم بهذا العمل بقصد التقرب من الله بأن آخذ الطفل خارج البيت لكي اريح امه لبعض الوقت والتخفيف عن كاهلها عبء مسؤولية ومراقبة الطفل لفترة معينة او ببساطة بقصد ادخال السرور الى قلب هذا الطفل قربة الى الله فكل عمل صالح وبنية الخير للآخرين يقربنا من الله بغض النظر مدى صعوبة او سهولة ذلك العمل حتى ان المرأة بتسريح شعرها وتزيينه والتزين لزوجها ممكن ان تقصد القربة من الله بأن تخطو بذلك خطوة لكي تكون زوجة محبة تداري مشاعر زوجها وتتودد اليه حتى ولو بتسريحة جديدة ولكي تريه انها مهتمة بمشاعره ولم تنشغل عنه على الرغم من مسؤوليتها تجاه تربية الاولاد والاعمال المنزلية فتدخل بذلك الرضا الى نفس زوجها والسكينة الى قلبه وتكون مثال الزوجة الصالحة كما يحبها الله ان تكون وبذلك تتقرب من زوجها بنية ارضاء الله والتقرب منه
وغيرها من الامور التي تصادفنا في الحياة اليومية التي من الممكن ان نستغلها لتقربنا من الله تعالى ويجب الحرص على ان تكون النية خالصة لله تعالى ونابعة من القلب فكل خطوة اخطوها او نظرة او اي عمل حسن اقوم به ممكن ان يكون سبيلا ليقربني من الباري عزّ وجلّ
وهكذا لو اعتدنا هذا الامر فان كل المهمات التي تلقى على عاتقنا او كل الاوامر التي نحس بوجوب تنفيذها ولربما شعرنا بكراهية القيام بها او صعوبة في تحقيقها نجدها باتت سهلة التنفيذ حتى اننا نجد احيانا بعض اللذة في القيام بها على الرغم من صعوبتها وذلك لاننا عقدنا نية القربة فكل صعب يسهل اذا قصدنا التقرب من الله وخاصة اذا علمنا انه كلما كان العمل اصعب كلما كان الثواب اكبر وكلما قمنا بعمل لا نستسيغه او لا نرتاح للقيام به اونفضل لو اننا نُعفى من هذه المهمة ولكننا نقوم بذلك قربة الى الله كلما احسننا بتلاشي شعور الامتعاض والكره تجاه هذا العمل وكلما كانت نيتنا صادقة اكثر في التقرب من الله (طبعا حديثنا عن الاعمال الحسنة وليست الاعمال التي فيها معصية لله تعالى )
هذا كله بغض النظر عن ان الاعمال التي لا تكون بقصد القربة فهي اعمال فانية اما تلك التي تكون بقصد القربة فهي اعمال خالدة وباقية كمن يبني مسجدا ليحمل اسمه ويّخلد اسمه على جدران ذلك المسجد فليس له من عمله هذا اي نصيب في الآخرة بعكس من يبنى المسجد قربة الى الله فالله وحده يعلم ثواب هذا العمل لذاك الشخص ........
فلنعمل من الآن ان نُخلّد اعمالنا في الآخرة قبل الدنيا مهما كانت بسيطة ولتكتب لنا كحسنة في صحائفنا ولا نجعل منها مهمة في الدنيا ولا قيمة لها في الآخرة
وفقنا الله واياكم للعمل الخيّر الحسن
|
|
|
|
|