صاحب الملاذ الكريم الساده الأفاضل رواد الملاذ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة..
مشاركتي اليوم للكاتب جاسم الصحيح من جريدة
اليوم السعوديه.. يقول الكاتب :
ايُها الساعاتيُّ.. سلاماً على انحناءةِ عنقك في العمل الممتدِّ
حتى منتهى المهارة.. أتوسَّلك وأنت تعقدُ قرانَ الوقتِ على
(الساعةِ)..... لا تنسَ عُمري.. أطلقْ
في عقاربِهِ الإكسير وأَصْلِحْ ساعتَهُ المتأخِّرةَ حَدَّ فواتِ الحياة
أيها الساعاتيُّ ..أيها الغاطسُ في بحيرة الأزل تتنفَّس الدقائقَ
والثوانـيَ ببطءٍ دقيقٍ بينما الساعاتُ من حولك تتماوجُ مثل
عرائسَ موشَّحةٍ بالبِلَّوْرِ وفي نظراتها يلمع الماسُ ويبرق الفضَّةُ
تلك ساعةٌ لها شبابُ الماءِ الخالدِ تحضنُ سُفنَ المواقيت القديمةِ
التي أَرْسَتْ على مينائها، وهذهِ ساعةٌ تشعُّ بتحديقةِ عاشقٍ انتظرَ
حبيبتَهُ مع شهقةَ وَرد، وساعةٌ أخرى غارقةٌ في ذكرياتِها العميقةِ
مع معصمٍ فاتن، وساعةٌ أخيرة نزعوا قلبها وباعوا المواعيدَ حتَّى
تَفَشّتْ على وجهها أخاديدُ الفقد....
أيُّها الساعاتيّ هل بوسعك أن تبيعَني الفراغَ بضاعةَ الزمن القديمة؟
هل بوسعك أن تفتِّشَ عن تقاويمي في ركام الأيام البائدة؟ هذه ساعتي
عاطلةٌ عن دوران الكون بأحلامي.. عاطلةٌ عن المواعيدِ ولهفتها..
عاطلةٌ عن تكتكة اللحظاتِ في إناء الزمان.. عاطلةٌ عن الانتظار
الذي يحيلُ عقاربَها إلى سيوفٍ جارحة.. عاطلةٌ عن السهو والهذيان و
النبض اللاهث والخفقان المتلاحق..أَصْلِحْها من عَطَلِ الحياة واضبطْها
على حفيف الخُطى حين يمشي العُشاق إلى مواعيدهم، فربَّما استطعتَ
أن تُصْلِحَ الزمنَ بالحُبِّ مثلما تُصْلِحُ الساعةَ العاطلة بأنامل المهارة..
تحياتي لكم جميعاً.....