ثورة الشارع المصري الان هي الشاهد الحي على روح الامة المجاهدة وحركتها الفاعلة وتحدياتها واصالتها في خط التحرر والاستقلال والتجدد اليوم في جمعة التحدي في مصر رد تعبوي لقانون حضاري اممي يقول المفكر الاسلامي ابن نبي مالك في كتابة الرائع شروط النهضة (ان الوسيلة الى الحضارة متوفرة مادامت هناك فكرة دينية تؤلف بين العوامل الثلاث الانسان والتراب والوقت لتركب منها كتلة تسمى في التاريخ الحضارة)..في مصر الان تلك التوليفة التي ينسجها ابناء الكنانة لرفض الاحتلال الداخلي والاحتلال الخارجي وهي كذلك تمثل التجربة الواقعية الناجحة في امكانيات الشعوب العربية والاسلامية في الاضرار بالانظمة الفاسدة وتحديها حتى اسقاطها نعم لانها نمر من ورق .بل وتحدي سادت هذه الكراسي المرصعة بالدر والجوهر ودماء الشعوب الاستكبار الامبريالي. من هنا من مصر استعادة الامة وجودها بين الامم من تونس استيقظت الامة بعد غفوة يسيرة من الزمن وبدء شباب مصر المتعلم يعيد بناء افاقة المستقبلية انما .يبدو ان الخطة الاستكبارية تخطط الادخال هذا البلد في دوامة التجذاب السياسي والاقتصادي والامني لتثيرالتعقيدات كما كان دخول اسرائيل على المحور الدبلوماسي كمنفذ للتحرك في خطة مرحلية الارباك اتجاه الثورة وتجميد خطواتها إن ما نشهده الآن هو إزمة حادة بالنسبة للإمبريالية الأمريكية التي تواجه خيارين كلاهما مر وصعب على الادارة الحالية الأول هو الانسحاب من مشروع الشرق الاوسط في ظل المأزقين العراقي والافغاني ولكن ذلك يعني الإقرار بأن التوجه نحو الحرب "بلا نهايةومشروع الانجليون الجدد" من أجل الهيمنة الأمريكية التي لا ينازعها أحد قد فشل بشكل يجرح الكبرياء الامريكة (الكابوي) ويترتب على ذلك تحمل العواقب المرتبطة بخسارة نفوذ الديمقراطيين وعجز الولايات المتحدة عن أن تمد نفوذها إلى الخارج.لتعزز اقتصادها الرسمالي الذي يضج بالازمات المتوالية ......والخيار الثاني هو الرهان بقوة على شن هجوم على إيران الاسلام .وهوامر خطير ويحتاج لحافز كبير بحجم المغامرة مع ايران النووية الان أو على الأقل، شن إسرائيل هجوم آخر على لبنان.لتكسير حزب الله واشغال المنطقة بحروب جنابية و لتعويض خسارة الحليف الاكبر محور مصر الوهابية .. ورغم المخاطر الكبيرة لهذا الطريق، إلا أنه يبقى الطريق المرجح نسبيا أن تسير فيه الولإيات المتحدة بعد الصفعة الشعبية في مصر ...ثم ان الوضع الحالي خطير بشكل اخر بالنسبة للإمبريالية الأمريكية بشكل عام وإدارة الديمقراطيين بشكل خاص. فالضربة السياسية ومحاولة نحر الحزب سياسيا وداخليا و التي استهدفت تدمير حزب الله وإضعاف سوريا وإيران بمتدادهما الاستراتيجي من خلال قضية الحريري وفبركة ادانة الحزب جاءت بأثر عكسي. فقبل ايام صدر عن مؤسسة راندالعقل الاستراتيجي الامريكي ، من أن إيران كانت الرابح الأعظم في الكارثة العراقية وهي الرابح المتفوق من احتلال افغانستان وهي الان ارابح المرشح من سقوط مبارك وانهيار نظام التحالف المركزي وانهيار ة بالكامل الا وهو محو ر مصر السعودية "ليس هناك شك كبير في أن إيران هي المستفيد الرئيسي من الحرب على الإرهاب في الشرق الأوسط. فالولايات المتحدة، بمساندة دول التحالف، أزالت إثنين من حكومات المنطقة المعادية لإيران حركة طالبان الفوضوية في أفغانستان في نوفمبر 2001 ونظام صدام حسين الهرم في العراق في إبريل 2003 ولكنها فشلت في إستبدالهما ببنى سياسية متماسكة او واقع استراتيجي مستقرنسبيا.مما جعلها تلاحق الايمان بعنف وقوة وتبتر جهود ة وتسخر كل عملائها من الحكام والملوك من اجل القضاء عليه بمختلف الوسائل والاليات المادية والمعنوية حتى انها استخدمت اسم الاسلام الذي يختفي تحت مظلتة عملائها الصغار لتحارب به الاسلام الثوري التحرك بل وتحارب به كل تحركات الشعوب والامم ونهضات الجماهير ضد عملائها من الحكام والسلاطين المنزوعين الشرعية .ان الامبريالية الامريكية بهيمنتها المتعالية تعاونت كثيراً معالانظمة الدكتاتورية في كل مكان، ولعلها سوف تحاول اعادة مبارك الى السلطة بدون مبارك وليس ببعيد ان تنقل تجربتها في العراق الى مصر بتكتيك مناسب كما فعلت مع سوموزا. لكن، ومثلما أن خندق المستبدين واحد في أغلب الأحيان فمعركة الشعوب والجماهير واحدة وخندقهم واحد وعليهم أن يفهموا ذلك كما فهمه أعدائهم قبلهم، وأن يكسبوا من ذلك التعاون والمصير المشترك مصدرا للثقة والأمل.والايمان بان طريق ذات الشوكة وعر وشاق يحتاج للصمود والارادة