سفينة النجاة
سلسلة صفحات سنتكلم فيها عن الامام الحسين عليه السلام
الصفحة الاولى
في الحقيقة منذ ان ولدت وانا ارى اهلي والناس يمشون الى الحسين ع فكنت اتسائل الى من يذهبون هؤلاء ومن يقصدون وماهي الحكمة من مشيهم ايام بلياليها مقابل لاشيء حيث اني كنت انظر الى والدي وهو يرجع بعد المشي فارغ اليدين وبالعكس ارى رجليه قد تورمت من المشي وظهره يؤلمه فكنت اسأل امي ماهذا العمل الذي يعمله والدي الذي لايحصل من ورائه سوى التعب ولااحد يعطيه مبلغ من المال مقابل عنائه والجهد الذي يبذله فتقول لي امي انه الحسين ع عندما تكبر ستعرف مايعني الحسين ع وعندما كبرت قليلا مشيت مع اهلي مع الماشين وكانوا يرددون لبيك ياحسين وعندما وصلنا الى القبر الشريف لم اجد الحسين ع ولكني وجدت ضريحا مذهبا والناس تقبل اعتابه فقبلت العتبة معهم وانا لااعلم ماذا اصنع فدخلنا الضريح الطاهر وكانت هذه المرة الاولى التي ازوره فأحسست بهيبة وخوف ومعه اطمئنان وأنس لم احسه وانا بجانب والدي وامي فقبلت الضريح قبلا لااستطيع ان اعدها ومن يومها انطبع حبه في قلبي وصدقوني اقسمت في وقتها ان لايخرج حبه من قلبي ماحييت وان لاادع زيارته ماحييت وبكيت في وقتها مع الباكين ثم رجعت انا وابي الى بيتنا حزينا كئيبا فقلت لوالدي لما لانبقى في هذا المكان فأني احسست فيه براحة لم احسها في بيتنا فقال لي ابي يابني ان شاء الله سنرافقه في الجنة وسمعت الكلمة فتفاجئت بها وقلت لابي مالجنة قال يابني هناك بيتنا بعد ان نموت فسكت وبدأت افكر في كلام ابي على طول الطريق المؤدي الى بيتنا .
وبدأت السنيين تمر سراعا فكبرت وكبر حب الحسين ع في قلبي وبدأت امشي للحسين ع لوحدي وبدون مرافقة ابي رغم الصعوبات التي كنا نواجهنا من يزيد العصر الملعون صدام ولكن صدقوني الحسين ع لاينسى من يزوره فكنا في رعايته في ذهابنا ورجوعنا وكان مسيرنا عبر البساتين والطرق الوعرة ونعبر النهر بزورق صغير لان الطاغية واعوانه كانوا يسيطرون على الجسور ويمنعون عبورنا ولكن الله والحسين يسرا لنا من يتبرع ويخاطر بنفسه وزورقه لنعبر به للضفة الاخرى .