قول الرسول لعلي أنت منّي وأنا منك (مصادره مع شرح لآية الله العظمى الشّيخ الخرّاساني)
بتاريخ : 01-02-2011 الساعة : 10:53 PM
بسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرّحِيمِ
قال آية الله العظمى الشّيخ وحيد الخرّاساني - دام ظلّه الوارف - في [منهاج الصّالحين: ج1، ص177-178] ما نصّه:
"قول النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم لعليّ عليه السّلام: "أنت منّي وأنا منك"، وقد أخرجه البخاري وغيره من أكابر أئمّة الحديث (*).
لا ريب أن كمال العالم بالعقل والعلم والعبادة والإطاعة بالاختيار، الذي خلق لأجله الانسان الذي امتاز في خلقته بالعقل والاختيار، وكمال الانسان بلوغه إلى مرتبة الاتصال بعالم الغيب، واستنارة عقله بنور الوحي، وهي مرتبة النبوة، وكمال هذه المرتبة ببعثه سفيراً من الخالق إلى خلقه لإضاءة عقولهم بضياء الحكمة الإلهية، وهي مرتبة الرسالة. وكمال هذه المرتبة بلوغها إلى مرتبة العزم على العهد المعهود، والميثاق المأخوذ، الذي هو مرتبة أولي العزم من الرّسل المبعوثين بالشّريعة، وكمال هذه المرتبة الوصول إلى مرتبة الخاتمية، الّتي هي مرتبة المبعوث بالشريعة الأبديّة، الّتي هي نهاية الحد، وصاحبها أوّل العدد وآخر الأبد، الخاتم لما سبق، والفاتح لما اسّتقبل، وهو الإسم الأعظم، والمثل الأعلى.
وقد وصل عليّ عليه السّلام إلى مرتبة قال الذي قال الله في شأنه: "وما ينطق عن الهوى": (علي مني)، الكاشف عن اشتقاق عليّ من الجوهرة الفريدة في عالم الإمكان، وهي النّفس القدسيّة الّتي هي العلّة الغائيّة من خلق العالم واستخلاف آدم، ولم يقتصر على هذا، بل قال: (وأنا منه)، لأن غاية وجوده والهدف من بعثته وما به قوام إنيته، وهو الهداية إلى الدّين القويم والصّراط المستقيم، لم تتحقق حدوثاً وبقاءً إلّا بعليّ وأبنائه المعصومين عليهم السّلام.
فكيف يمكن الفصل في الخلافة بين من هو من عليّ وعليّ منه؟!
ـــــــــــــــــــــــــــ
(*) مصادر الحديث عند العامة:
- صحيح البخاري: ج2، ص960، ح2552، كتاب الصلح باب كيف يكتب هذا.
- مسند أحمد بن حنبل: ج1، ص115، ح931 وقال المحقّق شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
- سنن الترمذي: ج5، ص635، ح3716 وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
- مجمع الزوائد للهيثمي: ج9، ص275، وقال الحافظ الهيثمي: رواه الترمذي بإختصار ورواه أحمد وإسناده حسن.
- صحيح ابن حبّان: ج11 ص229، ح4873 وقال المحقّق شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط البخاري.
- الأحاديث المختارة للضياء المقدسي: ج2، ص392، ح778 وقال المحقّق عبد الملك بن عبد الله بن دهيش: إسناده حسن.
- كشف الخفاء للعجلوني: ج1، ص205، ح619 وقال المحدّث العجلوني: صحيح.
- خصائص أمير المؤمنين عليه السلام للنسائي: ص87-88، ح70، 71.
ومصادر أخرى كثيرة للعامة أمّا مصادره عند الخاصة (رضي الله تعالى عنهم) فهي كثيرة أيضاً ومن شاء فليراجع:
كتاب سليم بن قيس الهلالي، كفاية الأثر للشيخ الخزّاز القمّي، الخصال والأمالي وعيون أخبار الرضا (ع) للشّيخ المحدّث الصّدوق، الإرشاد والأمالي للشّيخ المفيد، الأمالي للشّيخ الطوسي، وبحار الأنوار للعلّامة المجلسي.
المصادر
1- البخاري (محمّد بن إسماعيل)، صحيح البخاري، تحقيق مصطفى ديب البغا، الطبعة الثالثة، بيروت، دار ابن كثير، 1407/ 1987.
2- ابن حنبل (أحمد بن محمّد)، مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق شعيب الأرنؤوط، القاهرة، مؤسّسة قرطبة، لا ت.
3- الترمذي (محمّد بن عيسى)، الجامع الصحيح، تحقيق أحمد محمّد شاكر وآخرون والأحاديث مذيّلة بأحكام الألباني عليها، بيروت، دار إحياء التراث العربي، لا ت.
4- الهيثمي (علي بن أبي بكر)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، بيروت، دار الكتب العلميّة، 1408/ 1988.
5- ابن حبّان (محمد)، صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان، تحقيق شعيب الأرنؤوط، الطبعة الثانية، بيروت، مؤسّسة الرسالة، 1414/ 1993.
6- الضياء المقدسي (محمّد بن عبد الواحد)، الأحاديث المختارة، تحقيق عبد الملك بن عبد الله بن دهيش، الطبعة الرابعة، بيروت، دار خضر، 1421/ 2001.
7- العجلوني الجراحي (إسماعيل بن محمّد)، كشف الخفاء ومزيل الإلباس عمّا اشتهر من الأحاديث على ألسنة النّاس، الطبعة الثالثة، بيروت، دار الكتب العلمية، 1408/ 1988.
8- النسائي (أحمد بن شعيب)، خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، تحقيق أحمد ميرين البلوشي، الطبعة الأولى، الكويت، مكتبة المعلا، 1406هـ.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،
صلوات الله وسلامه وبركاته
على الرسول الأعظم وعلى نفسه أمير المؤمنين
عليهما وعلى آلهما الصّلاة والسّلام ،،،